رياضة

منتخب شباب كرة القدم في البطولة القارية … استعداد جيد وجاهزية مقبولة والآمال معقودة على شبابنا .. فوته: المنتخب يسير على الطريق الصحيح ونبحث عن إسعاد سورية

| ناصر النجار

غادر الخميس الماضي المنتخب الوطني للشباب إلى طاجيكستان لإقامة معسكر خارجي هناك مع مباراتين مع المنتخب الطاجيكي وسيكون هذا المعسكر هو الختامي لمنتخبنا الشاب بعد رحلة استغرقت ستة أشهر استعداداً للنهائيات الآسيوية التي تستضيفها أوزبكستان بدءاً من الأول من الشهر القادم، ويلعب منتخبنا في المجموعة الأولى التي تضم أوزبكستان والعراق وإندونيسيا وسيلعب في المباراة الافتتاحية مع أصحاب الأرض وحتماً هي مباراة صعبة للغاية على منتخبنا، ولكنها لن تكون سهلة على صاحب الضيافة ثم يواجه إندونيسيا في الرابع من آذار، ويختتم مبارياته بالدور الأول بلقاء العراق يوم الثلاثاء السابع من آذار.

المنتخب الوطني المغادر إلى النهائيات الآسيوية كان نتيجة عمل شاق ومجهد استمر أكثر من ستة أشهر وأقيمت له الكثير من المعسكرات والمباريات الخارجية الجيدة، ويعتبر هذا المنتخب أمل الكرة السورية في السنوات المقبلة، في هذا الشأن فقد وفى اتحاد الكرة بما وعد من خلال الدعم الكبير غير المتناهي للمنتخب وتقديم كل الإمكانيات لينجح في مهامه، والأهم من ذلك أن اتحاد كرة القدم منع أي تدخل بالمنتخب وأبقى القرار الفني للمدرب الذي لم يأبه لكل ما يقال ولكل المروجين الذين حاولوا الدفع ببعض اللاعبين إلى المنتخب من اللاعبين المحترفين، أو المسوقين ووكلاء اللاعبين في الخارج الذين كان همهم ضم هذا اللاعب أو ذاك إلى المنتخب لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل رغم أنهم تسويقياً بذلوا الكثير من الجهد والدعاية والضغط الإعلامي.

المدرب الهولندي لم يتابع كرتنا على (الأون لاين) بل كان بالقرب منها ومن جميع اللاعبين وكان حضورهم ميدانياً للدوري الكروي الممتاز بما يضم من لاعبين شباب ولدوري شباب الممتاز، وفي الفترة السابقة منذ توليه أمور المنتخب لم يغلق الباب بوجه أحد، فطلب من مدربي الأندية ترشيح لاعبيهم الذين يعتقدون أنهم مؤهلون للانضمام إلى المنتخب، وأمام الأسماء التي تواردت إليه أقام عدة معسكرات لتجربة هؤلاء اللاعبين ومع كل معسكر كان يختار الأفضل ويُبعد من لم يثبت وجوده، وهنا سمعنا له كلمة مفيدة في هذا الشأن قال فيها: ليس كل لاعب متميز في الدوري يمكن أن يكون صالحاً لينضم إلى المنتخب، فلاعب المنتخب له مواصفات عديدة.

اعتمد في معسكره الأخير بدبي على 23 لاعباً محلياً بعد أن اختار لاعبيه المحترفين الذين سيستدعيهم إلى المنتخب، لذلك قائمة الـ22 لاعباً التي سافرت كانت نتيجة غربلة قائمة دبي، وفي هذا قال الهولندي مارك فوته: من الصعب علينا الاختيار أمام ما شاهدناه من مستوى وأداء من مجموعة اللاعبين، الذين تم اختيارهم هم الأفضل بكل تأكيد، ولكن الذين لم يسافروا معنا ليسوا سيئين، نحن نبحث عن مصلحة المنتخب، مصلحة الروح الواحدة والعمل الجماعي والانضباط الفني والذهنية الحاضرة.

وبالنسبة لي (الكلام للمدرب الهولندي): أنا لا أتابع الفيسبوك ولا يهمني ما ينشر عني وعن اللاعبين، هناك من كان يريد الترويج للاعبين محليين، ونحن لم نغلق الباب أمام أحد وجربنا الكثير وبقي عندنا من يخدم المنتخب، وكذلك فإن الكثير من وكلاء اللاعبين حاولوا تسويق لاعبيهم لكننا لم ننصع إليهم والمؤسف أن بعضهم يروج للاعبين لم يشاهدهم على أرض الملعب.

أنا شخص مستقل أتخذ قراري من مبدأ إخلاصي لعملي وأعتقد أن المجموعة الأخيرة هي الأفضل وعليها أن تبرهن على ذلك في أرض الملعب لتثبت أن قراراتنا كانت صحيحة.

نصف النهائي

يقول المدرب الهولندي: هدفنا من المشاركة في النهائيات الآسيوية الوصول إلى نصف النهائي الذي يتيح لنا المشاركة في كأس العالم التي ستقام في إندونيسيا.

ليس هناك مجموعة سهلة أو صعبة في النهائيات، لكن مشكلتنا أننا سنواجه صاحب الضيافة في المباراة الافتتاحية، وهذه مباراة ستكون صعبة علينا وعليهم ففريقنا ليس بالفريق السهل.

أعتقد بعد هذا المشوار الطويل أننا نسير على الطريق الصحيح، وأنا أشكر الجمهور الذي تابعنا بكل مكان كنا فيه.

صدمة الزلزال

أتقدم بالتعازي لأسر الضحايا وأتمنى الشفاء للمصابين، والحمد لله جميع اللاعبين وأسرهم كانوا بخير، أرسلنا اللاعبين إجازة لمدة أسبوع للاطمئنان على أهلهم وأقاربهم وأصحابهم، وعند عودتهم عقدنا عدة اجتماعات فردية وجماعية لتجاوز آثار هذا الزلزال وصدمته على اللاعبين، كان جهداً شاقاً ومتعباً، أدخلنا التمرينات اليومية ليخرج اللاعبون من الصدمة ولينتهوا من الضغوط النفسية.

رغم صعوبة هذا الأمر عند الكثير من الناس إلا أن الحياة مستمرة، نواجه بطولة قارية كانت تقترب منا يوماً بعد يوم وكان علينا عمل كبير وشاق لنصل إلى النهائيات بأتم الاستعداد.

أنا فخور بكل اللاعبين الذين عملوا ما بوسعهم للوصول إلى أعلى مستويات الجاهزية والأداء، كان معسكر دبي الامتحان الأخير للاعبين المحليين، لم أشرك المحترفين إلا ثلاثة أتوا إلى المعسكر، كان على لاعبي الدوري أن يثبتوا وجودهم من خلال هذا المعسكر الذي تضمن أربع مباريات قوية، كنا نخسر في الأولى ونعود في الثانية كنا في مرحلة تصحيح الأخطاء الفردية والجماعية، لدى اللاعبين الكثير ليقدموه في البطولة الآسيوية وليثبتوا وجودهم في هذه البطولة التي نأمل أن تعود بخير على الكرة السورية.

مكافأة كبيرة

صلاح الدين رمضان رئيس اتحاد كرة القدم كان في وداع بعثتنا إلى طاجيكستان، بداية الاجتماع وقف الجميع دقيقة صمت إجلالاً وتقديراً لارواح شهداء سورية وشهداء الزلزال ونقل للمنتخب تحيات فراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام وقال: أنتم أمل الكرة السورية، فالكل يضع ثقته فيكم لتعيدوا البسمة إلى شفاه أنصار الكرة السورية، علينا أن نتعامل مع الحدث الآسيوي بمنتهى المسؤولية وأن نكون على روح قلب رجل واحد، وأن ننسى أي مشكلة فردية أو غيرها في هذه المهمة الوطنية.

وقال تنتظركم مكافآت كبيرة، هناك مكافأة في كل مرحلة، إذا تأهلتم إلى الدور الثاني فهناك مكافأة، وإذا وصلتم إلى أبعد من الدور الثاني فستكبر المكافأة، وصولاً إلى التأهل لكأس العالم، وأخيراً الفوز بالبطولة.

المدرب الهولندي مارك فوته قال: أشكر الاتحاد السوري الذي قدم كل ما يستطيع لهذا المنتخب من معسكرات ومباريات، وهذا أمر مهم في مرحلة الاستعداد للبطولة، نحن لا نعد بالفوز في كل المباريات، لكن نعدكم أن نقاتل فيها، وأن نقاتل في كل مباراة من الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة، سنبذل كل جهدنا ليكون السوريون أكثر سعادة بهذا المنتخب.

أمل سورية

بغض النظر عما ستؤول إليه نتائج المنتخب في البطولة القارية، فإن ما قام به اتحاد كرة القدم من إعادة بناء لهذا المنتخب الفتي يحسب له، ومن يعد ويبن ويؤهل لا ينتظر النتائج السريعة ولا يطلب من هذا المنتخب أن يأتي بالبطولة، المهم أن نرى أداء جيداً ومستوى لافتاً مبشراً مطمئناً يرسم مستقبلاً باهراً لكرتنا الوطنية لقادم السنوات، مشروع اتحاد كرة القدم بدأ يبصر النور بهذا الفريق الفتي، وكل الآمال والأمنيات ألا ننساه كما نسينا فرقاً مثله، فكانت المنتخبات السابقة منتخبات مرحلة ليس إلا، ثم غابت في عالم النسيان ومع كل مناسبة جديدة يتم تهيئة جيل جديد، المهم أن منتخب الناشئين سيسحل محل هذه الكوكبة بعد عام، وهذا المنتخب سيصبح قوام المنتخب الأولمبي وإذا أردنا أن ننجح فعلينا أن نؤمن بالاستمرارية لأنها الطريق الصحيح نحو كرة قدم متطورة ومشرقة.

ذكريات

المرحلة الأخيرة من الاستعداد لعب فيها منتخبنا مع قطر ففاز 4/صفر وخسر 1/3 ومع الصين ففاز 3/1 وخسر صفر/1، وقبلها في رحلة الاستعداد فاز على الأردن 2/1 وخسر صفر/2، وتعادل مع منتخب لبنان مرتين 1/1، وفاز على رجال أهلي دبي مرتين 2/1 و5/2 ولعب مع أندية محلية عديدة كرجال الوثبة والوحدة والكرامة والفتوة.

الكادر الفني يضم: الهولندي مارك فوته ويساعده الهولندي فيلكو فارن بورن والوطنيان معن الراشد وأكرم علي ومدرب الحراس نزار دروبي ومحلل أداء محمد ناصر.

مشرف المنتخب الحكم الدولي محمد العبد الله عضو اتحاد كرة القدم والإداري أبي شقير إضافة لبقية الطاقم الإعلامي والطبي والمرافقين.

اللاعبون

تمَّ اختبار عدد من اللاعبين وشملت القائمة الأخيرة: محمد حسوني، خالد الحجي، علي الرينة، مالك صغير، محمود نايف، محمود الأسود، محمود مهنا، المقداد أحمد، محمد عثمان، زكريا رمضان، محمد يامن مطلق، عمار عالمة، عامر الفياض، حسن دهان، جودي محمد، محمد أسعد، محمد حجي.

وتم استبعاد بعض اللاعبين من هذه القائمة قبل السفر.

وسيشارك مع منتخبنا الشاب من اللاعبين المحترفين كل من:

مكسيم صراف (روسيا، سيسكا موسكو) الياس سفر (السويد)، هوزان عثمان (هولندا، دي غرافشاب) أنس مروان (الدنمارك) مصطفى عبد الحميد (ألمانيا، هيرتابرلين).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن