الخبر الرئيسي

في زيارة عمل هي الأولى منذ ٢٠١٠ لدولة عربية.. لقاء ثنائي مغلق استمر لأكثر من ساعة … ومأدبة غداء خاصة على شرف ضيف جلالة السلطان … الرئيس الأسد: الشكر الأكبر هو لوقوف عُمان إلى جانب سورية خلال الحرب الإرهابية عليها … السلطان هيثم: ندعم سورية لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب والحصار

| الوطن

في زيارة عمل هي الأولى له لدولة عربية منذ عام 2010، حَطَّ الرئيس بشار الأسد أمس على متن طائرة من مؤسسة الطيران العربية السورية يرافقه وفد رسمي في العاصمة العمانية مسقط، حيث كان في استقباله في المطار السلطاني الخاص صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.

الزيارة التي تم تأجيلها لعدة أيام بعد حصول كارثة الزلزال، جاءت لتؤكد على عمق العلاقة التاريخية والممتدة بين الجانبين، وتفتح الباب أمام مرحلة ثنائية جديدة في وقت تشهد فيه المنطقة العربية المزيد من التقلبات على وقع ما يجري في العالم وتزايد الحاجة للتعاون والتنسيق بين دولها، في ظل المتغيرات الدولية الحادة وانعكاساتها السياسية والاقتصادية.

عُمان التي وقفت إلى جانب سورية طوال سنوات الحرب الإرهابية عليها، استقبلت الرئيس الأسد بحفاوة كبيرة وأشارت مصادر «الوطن» إلى حفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي الذي لاقاه الرئيس الأسد والوفد السوري المرافق، حيث تزينت شوارع مسقط بالعلم السوري، ولفتت إلى أهمية الزيارة التي جاءت وحسب ما كشفه البيان الرئاسي للبحث في تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك، ولمناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود الرامية لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكشفت المصادر أن الرئيس الأسد والسلطان هيثم بن طارق عقدا جلسة مباحثات رسمية بحضور الوفدين الرسميين، تلاه اجتماع مغلق دام أكثر من ساعة ثم مأدبة غداء أقامها جلالة السلطان على شرف ضيف السلطنة والوفد المرافق.

المصادر بينت أن البعد العربي وخطوات الانفتاح العربي المتواصل نحو دمشق وعودة العلاقات العربية- العربية لسابق عهدها، كان حاضراً وبقوة خلال المباحثات، وهو ما دللت عليه التصريحات الصادرة عن الرئيس الأسد حسب البيان الرئاسي، والذي أشار إلى أن عُمان حافظت دائماً على سياساتها المتوازنة ومصداقيتها، وأنّ المنطقة الآن بحاجة أكثر إلى دور سلطنة عُمان بما يخدم مصالح شعوبها من أجل تعزيز العلاقات بين الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. كذلك أكد السلطان هيثم بن طارق على أن سورية دولة عربية شقيقة، والسلطنة تتطلع لأن تعود علاقاتها مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي.

ولفتت المصادر إلى أن حضور وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل، ووزير المالية العماني سلطان بن سالم الحبسي ورئيس جهاز الاستثمار العماني عبد السلام بن محمد المرشدي للمباحثات، أكد على البُعد الاقتصادي وتعزيز التعاون بين الجانبين وخاصة أن كثيراً من الاتفاقيات الثنائية يتم وضع اللمسات الأخيرة عليها على أن يتم توقيعها في وقت قريب.

المصادر التي تحدثت إليها «الوطن»، وصفت زيارة الرئيس الأسد لسلطنة عمان بالناجحة بكل المقاييس، وأكدت أنها ستفتح أفقاً ومساراً جديداً في مسار التعاون الثنائي الممتد بين البلدين وعلى جميع الأصعدة.

وحسب البيان الرئاسي عقد الرئيس الأسد والسلطان هيثم بن طارق جلسة مباحثات رسمية بقصر البركة العامر في مسقط بحضور الوفدين الرسميين، حيث جدّد جلالة السلطان تعازيه للرئيس الأسد والشعب السوري بضحايا الزلزال المدمر، مؤكداً استمرار بلاده في دعمها لسورية لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب والحصار المفروض على الشعب السوري، مشيراً إلى أن عُمان تشعر بالظروف الصعبة التي يعيشها السوريون بسبب هذه العوامل.

من جانبه عبّر الرئيس الأسد عن بالغ شكره لجلالة السلطان وللحكومة والشعب العُماني الشقيق على تضامنهم ووقوفهم مع الجمهورية العربية السورية وإرسالهم المساعدات الإغاثية، مشيراً إلى أن الشكر الأكبر هو لوقوف عُمان إلى جانب سورية خلال الحرب الإرهابية عليها.

كما تناولت المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك، حيث تمّ الاتفاق بين الجانبين على تعزيز التعاون الثنائي والنهوض به في المجالات كافة، وأشار الرئيس الأسد إلى أن سورية وعُمان تربطهما علاقات ثقة متبادلة وتفاهم قديم وعميق.

وكان في وداع الرئيس الأسد في المطار السلطاني الخاص نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد، كما كان في الوداع كل من: وزير ديوان البلاط السلطاني خالد بن هلال البوسعيدي، ووزير المكتب السلطاني الفريق أول سلطان بن محمد النعماني، ووزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي، ووزير المالية سلطان بن سالم الحبسي، ووزير المكتب الخاص حمد بن سعيد العوفي، ووزيرة التربية والتعليم مديحة بنت أحمد الشيبانية، ورئيس جهاز الاستثمار العماني عبدالسلام بن محمد المرشدي، وسفير سلطنة عمان لدى سورية تركي بن محمود البوسعيدي.

ورافق الرئيس الأسد خلال الزيارة وفد رسمي ضم كلاً من وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية لونا الشبل، والسفير إدريس ميا سفير الجمهورية العربية السورية لدى سلطنة عمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن