شؤون محلية

أطفال سورية يطلقون صرختهم: أوقفوا العقوبات اللاشرعية لتعود سورية بلد المحبة والسلام … رسالة الأطفال للأمم المتحدة: هل تعلمون معنى أن يفتح طفل عينيه على العالم ليشاهد الحرب والدمار

| محمود الصالح - تصوير مصطفى سالم

صرخة احتجاج أطلقها أمس أطفال سورية في جميع أنحاء البلاد في وجه الحصار الظالم ضد وطننا، حيث تجمع آلاف الأطفال في الساعة الثانية عشرة ظهراً أمس في جميع المدارس للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم على القرارات الظالمة والمستمرة في الحصار على سورية منذ أكثر من 12 عاماً.

منظمة الطلائع نظمت عمليات الاحتجاج في جميع المحافظات، والتي عبر خلالها أطفال سورية عن المأساة التي تسبب بها هذا الحصار المجرم على جميع أبناء سورية، وكانت الشريحة الأكثر تأثراً هم الأطفال والذين فتحوا عيونهم ليجدوا بلادهم محاصرة بكل شيء، حتى نقطة الحليب حرموا منها، وكذلك الدواء والغذاء.

أمام مبنى الأمم المتحدة في دمشق احتشد المئات من أطفال دمشق ليعبروا عن مطالبتهم للأمين العام للأمم المتحدة بالعمل على رفع العقوبات المفروضة على سورية، وقدموا رسالة احتجاج إلى ممثل الأمم المتحدة في دمشق قالوا فيها: اثنا عشر عاماً هو عمرنا يزيد أو ينقص، هل تعلمون معنى ذلك؟ هل تعلمون معنى أن يفتح طفل عينيه على العالم ليشاهد الحرب والدمار، ليصرخ متألماً كغيره من الأطفال، إلا أنه لا يجد استجابة لصراخه، لا دواء، لا غذاء وربما لن يجد حضن أمه، ولا أن يتغذى على حليبها، ولا يحظى بابتسامة أبويه، أو حتى ضجيج إخوته. الأطفال لا يعرفون معنى حديقة الأطفال، لعب الأطفال، بيوت الأطفال، لأنهم وبكل بساطة وكما يسمونهم العالم (أبناء الحرب) الذين لا ذنب لهم فيها إلا أنهم ولدوا وسط سعيرها.

وجاء في الرسالة كذلك: طفل لا يعلم من الغذاء إلا الكفاف أن يسد رمقه بأي شيء أكان صالحاً أو فاسداً، طيباً أو عائباً، مغذياً أو مسمماً كل ذلك لا يعنيه لأنه وبكل قهر طفل جائع.

اليوم وقد أرخى الزلزال بليل لإظهار بعده، أطبقت الجدران على عائلاتنا لتكون لهم أكفاناً، ولتكون لنا رقم المعاناة الذي سيخلد معاناة أطفال سورية الذين لم يترك لهم نوع من أنواع القسوة أو القهر أو الظلم أو حتى الموت إلا وذاقوه، حتى أتى الزلزال ليختم الطفل السوري جميع مراحل المعاناة التي يمكن أن يكون مر بها الإنسان في كل حقب التاريخ.

وتساءل أطفال سورية في رسالتهم إلى الأمم المتحدة: ألم يأن الوقت لرفع الحصار الغاشم عن بلدنا؟ هل بات هناك من لم يسمع باستغاثاتنا؟ ولم ير بأم عينيه آلامنا، أليس من الحق أن نعيش بكرامة كأطفال العالم؟ ألستم من نصبتم أنفسكم للدفاع عن حقوقنا وحقوق شعوب الأرض كافة؟ إن رسالتنا اليتيمة هذه جاءت تطلب حنان الأب والأم عندكم، تناشدكم باسم كل طفل سوري يريد مشاركتكم في صنع المستقبل والعيش بسلام. وختم أطفال سورية رسالتهم بالقول: ارفعوا الحصار الغاشم عن سورية، أوقفوا العقوبات اللاشرعية عن سورية، أوقفوا التدخل الأجنبي في سورية، ساعدونا لتعود سورية بلد المحبة والسلام وبلداً لجميع البلدان.

«الوطن» تحدثت إلى عدد من الأطفال ممن شاركوا في وقفة الاحتجاج أمام مبنى الأمم المتحدة في دمشق. رؤى قالت: أنا ولدت ولا أسمع في بلدي إلا الحديث عن الحرب التي ترعبنا، والحصار الذي يحرمنا من كل شيء، أي شيء أطلبه من أهلي، يكون الجواب أنه غير ممكن توفيره لأننا في حالة حرب، اليوم نحن نقف أمام مبنى الأمم المتحدة لنقول لهم: حقنا أن نعيش طفولتنا كباقي أطفال العالم، لذلك ارفعوا الحصار عن سورية.

مصطفى في الصف السادس قال: منذ 12 سنة حين ولدت كان والدي كما سمعت من أهلي فيما بعد يحتار في تأمين الحليب لي، لم نسمع في حياتنا، حتى في جلسات الأهل إلا عن الحصار وارتفاع الأسعار والحرمان، اليوم آن الأوان لتعود سورية كما كانت.

زمزم قالت: نريد من العالم أن ينظر إلينا بعين الرحمة، لأننا نريد أن نعيش كباقي أطفال العالم نلعب ونغني ونفرح من دون خوف أو حرمان.

زكريا قال: نحن ليس لنا ذنب في كل ما نعيشه من حرمان، بلدنا كما نسمع من أهلنا ومن معلمينا لم تعتد على أحد، وكانت دائماً تمد يد الخير للجميع، لماذا يعاملنا العالم بهذا الشكل؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن