هدوء وصمت هو العنوان الأبرز لرياضة اللاذقية بالوقت الحالي بعد الزلزال المدمر الذي لحق بالمحافظة وحوّل منشآتها الرياضية إلى مراكز إيواء تحتضن المئات من الأسر المنكوبة والمتضررة منازلهم، ففي مدينة الأسد الرياضية تتواصل أعمال الرعاية للأهالي والحال ذاته بمقر اللجنة التنفيذية ومسبح الباسل وملعب البعث بجبلة رغم انخفاض عدد الأهالي الموجودين بالمراكز الأربعة، حيث عاد الكثير لمنازلهم بعد أن أكدت لجان الكشف سلامتها.
رياضة اللاذقية تعيش حالياً فترة من السبات الإلزامي ما دفع بإدارات كل من جبلة وتشرين واتحاد الكرة إلى تأجيل النشاط الرياضي ككل والكروي خاصة لكون الحالة النفسية للاعبين وذويهم والقائمين على اللعبة ليست بحالة تسمح لهم باللعب، كما أن الحاضنة الشعبية لكرة القدم بمدينتي جبلة واللاذقية هي السند والداعم للعبة وبالتالي الجميع مشحون ومتأثر من هول المصيبة التي حلت باللاذقية التي فقدت أسراً بأكملها مما شكل صدمة لا يمكن محوها بين ليلة وأخرى، لهذا كان الطلب من الناديين بضرورة التأجيل ويمكننا الاستشهاد بالبيان الذي أصدره نادي جبلة الأسبوع الفائت ، مطالباً رئيس اتحاد الكرة والأعضاء زيارة مدينة جبلة والوقوف على واقع المدينة والنادي والمساعدة في مواجهة نتائج الكارثة المدمرة من الأموال التي حولها المكتب الإنساني في الفيفا.
في حين شددت إدارة تشرين على ضرورة تأجيل الدوري والأنشطة الرياضية لمدة لا تقل عن 40 يوماً بعد الزلزال المدمر والظروف الصعبة الناتجة عنه التي يعيشها أهالي المدينة عامة وكوادر النادي خاصة إضافة لعدم جهوزية الأماكن التدريبية لمعظم الألعاب التي تحول معظمها لمراكز إيواء للمنكوبين والمتضررين من الزلزال.
مصاعب مادية
تعاني أندية اللاذقية من مصاعب مادية كبيرة تؤثر عليها وجاء الزلزال ليعقد الأمور أكثر ومن تبعاته ونتيجة لتوقف دوري كرة السلة وما يشاع عن إلغاء الهبوط لهذا الموسم علمت «الوطن» أن نادي حطين الذي تعاقد مع لاعب أجنبي لفريق الرجال تم فسخ عقده بالتراضي ليكمل الفريق الدوري بلاعبيه المحليين، والحال ذاته بفريق كرة القدم الذي أحجم عن التعاقد مع لاعب عربي أو أجنبي، وفي تشرين ليس الحال بأفضل من الجار حطين، حيث النشاط الرياضي متوقف بشكل شبه كامل كروياً.
أما كرة السلة وبعد تشكيل الكادر التدريبي والبدء بالتعاقد مع عدد من اللاعبات فقدتم توقيف التدريبات نتيجة الزلزال ليعود الفريق الذي حل وصيفاً بالموسم الماضي إلى نقطة الصفر مع أن الفريق خسر بعض لاعباته المحترفات اللاتي انتقلن إلى فرق أخرى نتيجة حالة الضياع التي كانت سائدة حول مشاركة فريق السيدات من عدمه.
مبادرة رياضية
واصلت اللجنة التنفيذية باللاذقية مبادراتها الرياضية تجاه الأهالي المتضررين بالزلزال وأقامت مهرجاناً رياضياً فنياً ورياضياً بالصالة الرئيسية لمدينة الأسد الرياضية بمشاركة عدد من الكوادر الرياضية الشابة بالمحافظة (سلة وقدم) وبحضور رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا وعضو قيادة فرع الحزب تهاني شليحة ورئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية وممثلين عن مؤسسات وجمعيات مشاركة بالمبادرة.
وبعيداً عن كل ما سبق هناك أصوات تطالب بالعودة إلى النشاط الرياضي بالتدريج وتجاوز مرحلة الزلزال وآثاره السلبية أسوة ببلدان تعرضت لنفس الزلزال وبلاد أخرى تعرضت وتتعرض بشكل دائم للزلازل وأن الحياة لا بد أن تستمر وعلينا تجاوز المرحلة بالرياضة التي كانت وستبقى ملاذاً للكثير من المواطنين.