رياضة

دروس وعبر من البريميرليغ

| فاروق بوظو

شهد الدوري الإنكليزي الممتاز في الأسبوعين الماضيين مواجهات مهمة وخصوصاً في الصراع على الصدارة، حيث تصدر فيها التحكيم المشهد بين نجاح وإخفاق واعتذار.. وقد تردد اسم الحكم (أنطوني تايلر) الذي أدار مباراتين مهمتين خلال أربعة أيام بدأها بالمواجهة المحورية التي جمعت (أرسنال) المتصدر بفارق ثلاث نقاط مع وصيفه (مانشيستر سيتي) والتي جاءت بعد أربعة أيام من خسارة (أرسنال) نقطتين ثمينتين في صراعه على الصدارة بسبب خطأ الحكم (لي ماسون) الذي كان يقود (الفار) لعدم مراجعته هدف تعادل (برينتفورد) الذي جاء من تسلل واضح.

مباراة القمة بين (أرسنال ومانشيستر سيتي) كانت بحاجة إلى حكم متميز بشخصيته وخبرته وكفاءته العالية نظراً لأهمية المباراة وتأثير نقاطها المضاعفة على الصدارة لذا تم اختيار (تايلور) الذي أظهر كعادته كفاءة عالية في تعامله مع أحداث وتفاصيل المباراة وضغوطها والاختيارات المختلفة التي واجهها بحزم وهدوء وتركيز والتي انعكست إيجابياً على قراراته الفنية والانضباطية وحتى القانونية.. أهم الحالات:

1) ركلة الجزاء المحتسبة على (موراليس) حارس السيتي الذي عرقل (أدوارد) المنفرد دون وجود فرصة محققة للتسجيل بعد أن فقد المهاجم السيطرة على الكرة التي لعبها باتجاه المرمى، وبالتالي لم يعد يستحق الحارس الإنذار التالي والطرد.

2) ركلة الجزاء الثانية كانت لمهاجم السيتي (هالاند) مع إنذار المدافع لمنعه فرصة محققة للتسجيل في أثناء محاولته لعب الكرة التي تم إلغاؤها مع الإنذار لوجود حالة تسلل سبقتها بعد تدخل الفار.

3) أما الحالة النادرة فكانت بحصول (والكر) على الإنذار مع احتساب ركلة حرة مباشرة لعودة اللاعب إلى الميدان وتداخله باللعب من دون إذن من الحكم.

4) فيما كانت مباراة نيوكاسل مع ليفربول هي الثانية (تايلور) والتي تم فيها الطرد لحارس (نيوكاسل) بعد خروجه من منطقة جزائه ولعب الكرة بيده وهو الأمر الذي حرم (محمد صلاح) من فرصة محققة للتسجيل بوجود احتمالية واضحة للسيطرة على الكرة.

إن نجاح المباراتين السابقتين بدأ مبكراً منذ لحظة اختيار الحكم المناسب، وهو أمر مهم يوازي أو قد يفوق النجاح في إدارة المباراة وهذا الدرس الأول.

أما الدرس الثاني المستفاد فهو الكيفية التي تم من خلالها معالجة خطأ مؤثر كلف (أرسنال) خسارة نقطتين مهمتين، وحينها اعتذر حكم (الفار) عن التقصير بأداء واجباته برفقة لجنة الحكام الذين توصلوا إلى اتفاق بعدم وجود الحكم مجدداً في مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز.

هكذا جاء دور مدرب أرسنال الذي قبل اعتذارهم وقدر شجاعتهم، وهذا درس مهم أيضاً يجب أن نتعلم منهم أن الأخطاء البشرية جزء من اللعبة، وأن الاعتراف بالخطأ شجاعة وأن تفهم الآخرين له شهامة ومروءة..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن