رياضة

بعد ست سنوات عجاف محلياً وقارياً … الشياطين الحمر يعودون لبوابة الألقاب

| محمود قرقورا

تركزت الأنظار الإنكليزية والأوروبية مساء الأحد على نهائي كأس الرابطة الإنكليزية المحترفة الذي حمل الرقم 63 تاريخياً بين مانشستر يونايتد ونيوكاسل يونايتد وكلاهما كان يتطلع إلى اللقب، فنيوكاسل لم يحقق هذا اللقب من قبل، واليونايتد أراد النجمة السادسة التي تعني الكثير لعشاقه ومحبيه ولاعبيه ومدربه الهولندي تين هاغ الذي أتت به إدارة الشياطين الحمر للعودة إلى بوابة الألقاب وكان على قدر الرهان، إذ فاز فريقه بهدفين وهو النادي الوحيد حالياً في إنكلترا وأوروبا الذي ينافس على أربع جبهات، ففي الدوري يحتل المركز الثالث متأخراً بفارق ثماني نقاط عن المتصدر آرسنال بعد 24 مباراة لكل منهما، وفي مسابقة الكأس الأقدم في العالم التي حقق لقبها 12 مرة يلعب غداً في ملعبه أولد ترافورد مع ضيفه ويستهام وهو مرشح فوق العادة للعبور نحو ربع النهائي، وفي مسابقة اليورباليغ وصل إلى دور الستة عشر بعد تخطيه برشلونة يوم الخميس الفائت بهدفين لهدف بعد التعادل في كاتالونيا بهدفين لمثلهما، وخصمه القادم ريـال بيتيس حامل كأس إسبانيا وسيلتقيان ذهاباً في إنكلترا يوم 9 آذار والإياب في إسبانيا يوم 16 منه.

عودة اليونايتد لحصد الألقاب بفوزه 2/صفر سجلهما كاسيميرو وراشفورد كانت حديث الصحافة الإنكليزية الصادرة صباح الإثنين ولا شك أن أسهم المدرب ارتفعت أكثر من ذي قبل، والحالة المعنوية للاعبين باتت مرتفعة مع أنباء بقرب سيطرة القطريين على النادي بمبلغ يقارب ستة المليارات جنيه إسترليني وهو أعلى رقم بين كل أندية العالم.

إنجاز دي خيا

سبق لليونايتد أن حقق اللقب خمس مرات سابقة وآخرها في عهد المدرب التاريخي للشياطين الحمر فيرغسون وها هو يحقق اللقب السادس كثالث أكثر المتوجين بلقب هذه المسابقة بعد ليفربول (9 ألقاب)، ومانشستر سيتي (8)، ويرى روي كين أحد أساطير اليونايتد بأن المدرب رفع سقف الطموحات وأن العمل الذي قام به أكثر من رائع وبات بالإمكان البناء على ما وصل إليه الفريق للانطلاق إلى عالم أكثر تفاؤلاً.

وشهدت المباراة محافظة حارس اليونايتد الإسباني دي خيا على نظافة شباكه للمباراة 181 في مختلف المسابقات كأكثر حارس في تاريخ اليونايتد متجاوزاً الدانماركي بيتر شمايكل.

ويمكن القول إن البرازيلي كاسيميرو يعد نقطة مضيئة في منتصف الميدان وهذا ما أشار إليه هداف الفريق راشفورد الذي يقدم موسماً استثنائياً عندما قال: كاسيميرو يشعرنا بالأمان.

اللقب 46

بعد غياب ست سنوات عن منصات التتويج حقق اليونايتد اللقب السادس والأربعين في مسيرته بخلاف بطولة الدرع الخيرية التي لا تعد رسمية في إنكلترا وسبق لليونايتد الفوز بها 21 مرة، وألقابه توزعت وفق التالي:

الدوري الإنكليزي 20 مرة كرقم قياسي، وكأس إنكلترا 12 مرة وكأس الرابطة 6 مرات والشامبيونزليغ 3 مرات ومونديال الأندية مرتين والسوبر الأوروبي مرة وكذلك اليورباليغ وكأس الكؤوس الأوروبية، وصحيح أن اللقب الأخير هو الأقل أهمية بين كل الألقاب إلا أنه ضروري ونقطة مضيئة في سنوات أخيرة بدت ضبابية.

الصرامة وقوة الشخصية

ما حدث لليونايتد في بداية هذا الموسم كان سلبياً عندما تعرض لخسارتين، ما أثر سلباً في المعنويات واعتقد الكثيرون أن موسم اليونايتد سيكون صفراً كما اعتادت جماهيره التي تسرب إليها اليأس في السنوات الأخيرة، ولكن المدرب الهولندي تعامل مع الخسارتين برفق وبدأ عملية التطوير والبناء والنقطة الجوهرية كانت الصرامة وقوة الشخصية بوجه كريستيانو رونالدو الذي اعتقد نفسه أكبر من الفريق فكان القرار باستبعاده وساندته الإدارة في قراره وثبت لاحقاً أن المدرب كان على حق وأن أيام الطوربيد البرتغالي قد ولّت، فانتقل كبير هدافي العالم وأحد أساطير النادي إلى الدوري السعودي وبقي المدرب في جدران أولد ترافورد صاحب القرار المطلق، فكان التعامل مع رونالدو رسالة إلى كل اللاعبين بأن أرضية الملعب هي الفيصل ولا قيمة للأسماء الكبيرة، واليوم لا أحد ينظر إلى المشكلة مع رونالدو التي باتت من الماضي وكم من لاعب كبير غادر النادي دون أن يتأثر.

المستقبل

تداولت وسائل الإعلام مؤخراً اقتراب بيع مانشستر يونايتد الذي ما زال حتى اللحظة ملكاً لعائلة غليزر الأميركية وهناك أكثر من عرض، ويعتقد كثيرون أن البيع سيكون بداية لاستعادة العرش المحلي والأوروبي وخصوصاً إذا تحولت الملكية إلى عربية لأن المدرب حينها ستكون ميزانيته مفتوحة في كل سوق انتقالات للاعبين، وخاصة أن الملّاك القادمين سيعملون على توسعة ملعب الأحلام إلى 100 ألف متفرج وهذا سيضخ أموالاً إضافية في كل مباراة، ويبقى استحضار النجوم العظام أمراً بديهياً مع عودة الفريق إلى مسابقة الشامبيونزليغ بداية من الموسم المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن