رياضة

هل سينجح اتحاد السلة في إجراء تغييرات جديدة وشاملة؟

| الوطن

توسم محبو السلة السورية كل الخير بعد عودة رئيس اتحاد كرة السلة عن استقالته ظناً منهم أن المرحلة المقبلة ستكون مفعمة بالحيوية والنشاط وبالخطوات الصحيحة على الصعد كافة، لكن توسمهم هذا لم يدم طويلاً بعدما اصطدموا بواقع مرير وبتغييرات متسرعة وغير مدروسة لا يمكن أن تؤتي ثمارها، ويبدو أن ظاهر هذه التغييرات إصلاح حال كرة السلة بجميع مفاصلها لكن جوهرها مازال ضبابياً وغير واضح.

فبعض اللجان التي طالها التعديل والتغيير كانت موضع رضا وصاحبة إنجازات مرضية وحققت بأعضائها نتائج مرضية على مستوى اللعبة، على عكس اللجان الأخرى التي كانت وما زالت راكدة ومتراجعة وغير ملبية شهدت بنتائجها الكثير من التراجع لا بل أعطت صورة مخجلة عن الاتحاد لا يمكن أن يتصورها أحد لكنها بقيت في مكانها ولم يطلها التغيير وما زالت تتمتع بالحصانة على حين طال التغيير لجاناً على خلفية مواقف شخصية متعلقة بخطة إعداد أو اختيار مدرب للاعب هنا أو هناك، وإن كان التبرير أن التغيير سيطولها مستقبلاً، فالسؤال لماذا لم يبدأ الاتحاد باللجان الأكثر أهمية وضرورة التقييم والتغيير ويأتي في مقدمتها لجنة المنتخبات الوطنية التي منيت منتخباتنا في عهدها بخسائر كانت الأشد إيلاماً وقسوة ومع ذلك لم نر أي تغيير بمفاصلها.

ويبقى السؤال الأهم الذي بات يؤرق جميع متابعي اللعبة، هل ستكون جميع اللجان في ميزان واحد؟ أم إن العلاقات الشخصية والصداقات وتسديد الفواتير الانتخابية ستتحكم بمن يستمر أو يرحل.

تراجع كبير

ندرك جميعاً أن السلة السورية متراجعة ومتدهورة، ولا تقوى على إيقاف عجلة الرجوع إلى الخلف، وبأن كم الإحباط الذي يعيشه الشارع الرياضي وصل لأعلى مستوياته وخاصة بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال التي منيت بها منتخباتنا الوطنية في عهد هذا الاتحاد، ولكن ما لا نجد له تفسيراً هو الطريقة الهلامية في اتخاذ بعض القرارات، فما كان مسموحاً لفلان يمنع عن آخر، وما كان ممكناً هنا يصبح مستحيلاً هناك، وبعض مفاصل العمل في قيادة اللعبة نهشها الصدأ، ولم يعد ينفع معها زيت الخبرة ولا حس المسؤولية وبات استئصالها واجباً واستبدالها بعناصر متفتحين لديهم الرغبة والقناعة في انتشال الرياضة الشعبية الثانية من مستنقعها المرير بدلاً من التفكير في إزاحة من عارضهم وإقالة من لم يوافق هواهم أو البحث عن منفعة من هنا أو سفر من هناك أو وليمة كريمة أو مصلحة شخصية، فما لمسناه في الفترة الماضية تصاعد الشق الشخصي على حسب المصلحة العامة وإذا كانت اللجان الفنية في أغلبيتها غير مرضية ومتراجعة فإن المستغرب أن تطول قرارات الحل والإقالة والإعفاء لجاناً تعاني من صداع رياضي والحفاظ على لجان نهشتها الأمراض المزمنة المتفاقمة بلا شفاء أو علاج. وعلى الرغم من الدعم اللامحدود على جميع الصعد الذي قدمته القيادة الرياضية للعبة غير أن الأماني خابت وصدقت التوقعات بأن جبل اتحاد كرة السلة سيلد فأراً، كيف لا والاتحاد العتيد لم يقدم لنا أي جديد في تغييرات لجانه.

لا بل عاد بنا إلى أيام عصر الجليد، وعلى الرغم من هذه التغييرات التي أجراها بعد مسرحية الاستقالة المضحكة، لم نر أي شيء جديد يجعلنا نتفاءل بمستقبل مشرق للعبة، فلا المسابقات تطورت، ولم نر أي خطة إعداد جديدة لمنتخباتنا رغم المدة الزمنية الكبيرة والواسعة التي تفصلنا عن أقرب واستحقاق، ولا النقل التلفزيوني بات يليق بالمنافسات، ولا الوعود نفذت ولا الإدارة طوّرت.

خلاصة

أخيراً وليس آخراً، لقد نجح الاتحاد الحالي بإجماع المتابعين في أمر واحد وهو إجبارنا على الترحم على إنجازات الاتحادات السابقة التي لم تلق دعماً يوازي ما حظي به الاتحاد الحالي، لكنها أدارت المسابقات بنزاهة وكفاءة وحياد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن