سلة أهلي حلب تعتذر عن دوري غرب آسيا وتمنح مدربها ومحترفيها إجازة مفتوحة

لم يكن هذا الموسم فأل خير على سلة أهلي حلب رغم الدعم الكبير الذي أولته الإدارة، حيث نجحت في توفير كل ما يلزم من متطلبات التألق باستثناء لبن العصفور، ومع ذلك لم يكن الحصاد مثمراً ولا موازياً لحجم العطاء المقدم، فالفريق الذي كان في يوم من الأيام مرعباً للفرق العربية على أقل تقدير ورقماً صعباً يحسب له ألف حساب، ظهر كحمل وديع (في دوري) وصل ورضيع لا زال يحبو في هذه البطولة، ورغم أهمية المشاركة من الناحية النظرية لسلة الأهلي، إلا أن نقاطاً عديدة وتساؤلات كثيرة لم نجد جواباً لها. مشاركته الأخيرة في بطولة الأندية العربية التي أقيمت بالكويت العام الفائت كان عناوينها التخبط الفني ومغامرة ناقصة، فكانت مشاركته خليطاً بين القبول هنا والرفض هناك، وحينها وجدنا ألف عذر وحجة بأن الفريق لم يتحضر وبأن المدرب حينها لم يأخذ وقته بالإعداد.

اعتذار

البداية الخاطئة لابد أن توصلنا للنهايات التي لا نريدها ونتمناها، ويبدو أن مشاركة فريق الأهلي في دوري غرب آسيا (وصل) لم تكن مدروسة جيداً من الناحية الفنية لأن الفريق لم يتحضر بشكل يوازي حجم وقوة هذه البطولة فجاءت نتائجه علقمية ومني بثلاث خسارات كانت كافية لوضعه في المركز الأخير ضمن مجموعته التي ضمت أندية ( زوب آهان الإيراني، النفط العراقي، الأرذثوكسي الأردني) ومع تعرض البلاد للزلزال المدمر ونتيجة للظروف الصعبة التي تشهدها مدينة حلب قررت إدارة الأهلي تقديم كتاب اعتذار عن متابعة لقاءاتها في مرحلة الإياب لدوري (وصل) التي ستبدأ شهر آذار القادم وتم رفع الكتاب عن طريق اتحاد السلة إلى اتحاد غرب آسيا الذي وافق لتوه على الاعتذار نتيجة الظروف الصعبة، ناهيك عن أن الفريق لم يتمرن منذ السادس من شباط الجاري نتيجة الزلزال الذي ضرب مدينة حلب، الأمر الذي دفع الإدارة بمنح إجازة مفتوحة للمدرب الفريق اللبناني غسان سركيس وإلى جانبه اللاعبون الأجانب على أمل عودتهم ريثما يعود النشاط الرياضي المتوقف منذ السادس من شهر شباط.

تعاقدات غريبة ومراكز عجيبة

رغم استعانة الفريق بالعديد من اللاعبين الأجانب لتعزيز صفوفه هذا الموسم، إلا أن هذا التعزيز لم يكن مدروساً ولم يلب حاجات الفريق الملحة، فعلى سبيل المثال يعاني الفريق في الدوري من غياب لاعب السنتر(الارتكاز)، وجاءت الاستعانة بالعملاق عبد الوهاب الحموي لسد العجز في هذا المركز، ولكن كم كان غريباً ألا يكون أي لاعب من الأجانب قادراً على شغل الدور المطلوب كبديل الحموي، كما لاحظنا تقارباً ملحوظاً في طريقة أداء اللاعبين الأجانب، ولم نلمس أي مزايا خاصة وإضافية لكل لاعب لاستكمال حاجات الفريق، ولم تجد منهم مواصفات شغل المركزين (4-5)، ولم يكن أداؤهم موازياً لقدرات وإمكانيات أجانب باقي الفرق، وكأن التعاقد معهم كان رفع عتب لا أكثر، وهي إشارة استفهام كبيرة عن كيفية التعاقد وظهر ذلك جلياً في بطولة كأس السوبر في نسختها الثانية، وثم من المسؤول عن تحديد المراكز المطلوبة، واختيار اللاعبين المناسبين لها، وكم نستغرب عندما نسمع أن نجوم السلة الأهلاوية يعجزون عن اختيار اللاعبين المناسبين لمشاركة خارجية بهذا الحجم، وإضافة إلى ذلك كيف رضي الخبراء بتهميش لاعبي النادي بهذه الطريقة الذين يدّعون دعمهم، ومنحهم الفرصة ليكونوا عماداً لفريق المستقبل، بينما اقتصرت مشاركتهم الفعّلية على بعض اللاعبين الذين شاركوا لدقائق معدودة، على حين باقي اللاعبين اكتفوا بالمشاهدة والمتابعة والتصفيق لا أكثر.

مسؤولية واضحة

يعيش الفريق في عهد الإدارة الحالية في حالة من عدم الاستقرار فهي لم تتمكن في تأمين أبسط متطلبات التحضير، فشهد تغيير ثلاثة مدربين خلال فترة قصيرة، وهذا تسبب في حالة من التخبط الفني، إضافة إلى أن المستحقات المالية لم تدفع للاعبين منذ أشهر وظهر الفريق بأنه يعاني من ضعف فني، ومني بخسارات على الصعيد المحلي والخارجي، رغم أنه يضم بين صفوفه لاعبين من طراز النخبة ورغم ذلك عجز مدرب الفريق السابق الأرجنتيني براتشي عن الاستفادة منهم، ولم يستطع الفوز في أي مباراة داخل أرضه وخارجها، فالخسارات في عالم الرياضة واردة لكن أن يظهر الفريق بهذه الصورة الباهتة والهزيلة هذا ما لا يقبل به أحد من عشاقه ومحبيه.

وحسناً فعلت إدارة الأهلي حينها عندما قررت إنهاء عقد مدرب فريق رجالها لكرة السلة الأرجنتيني بتراتشي الذي أعاد رحلته الفاشلة مع سلة الأهلي وظهر جلياً ضعف قراءته للمباريات وفقدانه السيطرة على عناصر الفريق وتأثره بخيارات مسبقة مررها إليه بعض من سعى للتعاقد معه للحفاظ على بعض المكاسب ضمن صفوف الفريق.

خطوة جيدة

سارعت الإدارة إلى التعاقد مع المدرب اللبناني غسان سركيس لقيادة الفريق وهو من المدربين المتميزين وسبق أن قاد سلة الأهلي قبل سنوات وتعول الإدارة عليه الكثير في تطوير الفريق وتحقيق نتائج جيدة هذا الموسم أقلها المحافظة على لقبه كبطل للدوري.