شؤون محلية

منها يصل إلى مليون ليرة في مناطق محيط المدينة … الإيجارات ترتفع باللاذقية.. «ما بعد الزلزال ليس كما قبله»!

| اللاذقية– عبير سمير محمود

«لا أحد يرحمنا ولا عبرة من الكارثة التي حلت بنا».. بهذه الكلمات تعبر أم حسام عن غضبها من استغلال بعض أصحاب البيوت في اللاذقية وطلبهم مبالغ كبيرة لقاء الإيجارات، ومنها ما يصل إلى مليون ليرة في مناطق بمحيط المدينة.

وفي حديثها لـ«الوطن»، ذكرت السيدة التي خرجت مع عائلتها من منزلهم في الطابق الثالث بحي مشروع شريقي على طريق سقوبين، ويبحثون عن منزل «أرضي» تجنباً لعودت لحظات الخوف والهلع التي أصابتهم ليلة الزلزال وما تلاها من هزات قوية، مشيرة إلى أن أرخص عرض إيجار بات بـ400 ألف ليرة ويطلب المؤجر دفع 6 أشهر سلف وإلا فإنه فيقول «الله معكم».

ومن ضاحية الإسكان تقول نيرمين لـ«الوطن»: إننا من أصحاب البيوت بالطبقات العليا وجيراننا قد أخلينا منازلهم منذ ثاني أيام الزلزال هرباً من تكرار ما حدث وإصابة أطفالنا بذعر كبير، ولا نزال للأسبوع الثاني على التوالي نبحث عن منزل أرضي بسعر مقبول إلا أن الجواب الوحيد من أصحاب المنازل حول سبب الأرقام القياسية للأجور هي «ما قبل الزلزال غير ما بعده»! فهل اختفت الرحمة من قلوبنا كبشر!

وفي الرمل الشمالي خرجت عائلات عدة من أبنية قديمة بفعل التصدع ومنها ما بات غير قابل للسكن وتم تشميعه من اللجان المختصة، لتقع هذه العائلات بمصيدة المؤجرين ومنهم السيدة أم نجوان التي أكدت لـ«الوطن» أنها اضطرت لسحب قرض لدفع إيجار منزل أرضي في حي المشروع السابع بمبلغ 800 ألف ليرة شهرياً إذ طلب المؤجر دفعة عن ثلاثة أشهر سلفاً.

وفي حالات أخرى، فقد أجبرت عائلات على الخروج من منازل أرضية وبطبقات أولى وثانية كانت تستأجرها بحجة «تأمين المنزل لعائلات قريبة من المؤجر اضطرت لإخلاء منازلها في مناطق متضررة»، وذلك ليرفع الإيجارات بأرقام مضاعفة في حال لم يقبل المستأجر بالمغادرة.

وفي ريف المحافظة ومناطق بريف جبلة، فقد تعرض كثير من المواطنين المتضررين لحالات ابتزاز بفعل رفع الإيجارات وخاصة في البيوت الأرضية، ومنهم من اضطر لدفع مبالغ مضاعفة عن فترات ما قبل الكارثة، متسائلين عن قانون يحمي المستأجر من جشع أصحاب البيوت والمكاتب العقارية على حد سواء ممن لا يخافون الله في عباده المتضررين.

من جهتهم، أكد أصحاب مكاتب عقارية أن معظم المواطنين في اللاذقية يبحثون عن منازل أرضية أو في طوابق أولى وثانية على الأكثر، مشيرين إلى الإقبال الكبير على هذه المواصفات خوفاً من الزلازل والهزات الأرضية، مشيرين إلى ارتفاع الأجور مقارنة بما قبل شهر من الآن.

وذكر صاحب مكتب عقاري أن بعض أجور البيوت الأرضية باتت تصل إلى مليون ليرة في مناطق شعبية وأخرى عادية، على حين تتجاوز مليوناً ونصف مليون في أحياء ضمن المدن، مؤكدين أن هذه الأجور تتم بالتراضي بين الزبون والمالك ويكون للمكتب نسبة بسيطة من الجهتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن