الخبر الرئيسي

شكري نقل رسالة تضامن من الرئيس عبد الفتاح السيسي … الرئيس الأسد: العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام

| سيلفا رزوق

في لحظة سياسية عربية ودولية استثنائية، تحرّك العرب بشكل لافت صوب دمشق، التي استقبلت أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد غياب لمسؤوليها عن سورية استمر لأكثر من عقد من الزمن.

وبعد ساعات من وصول وفد كبير من اتحاد البرلمانيين العرب وأيام على زيارة وزير الخارجية الإماراتي ووزير الخارجية الأردني لدمشق، وتأكيد جميع المواقف الصادرة عن هذه الأطراف وقوفها إلى جانب سورية، عادت مصر بما تحمله من ثقل تاريخي في علاقتها مع سورية لتؤكد بدورها أنها ستكون دائماً معها وستسير قُدماً في كلّ ما من شأنه خدمة مصالح شعبها.

الرئيس بشار الأسد وخلال استقباله أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري، شكر جمهورية مصر العربية لما قدمته من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال، وأكد أن سورية حريصة أيضاً على العلاقات التي تربطها مع مصر، مشيراً إلى أنه يجب النظر دائماً إلى العلاقات السورية- المصرية من منظور عام وفي إطار السياق الطبيعي والتاريخي لهذه العلاقات.

واعتبر الرئيس الأسد أن العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام.

ونوّه الرئيس الأسد بأن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سورية كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق ما يؤكد على الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.

وزير الخارجية المصري نقل للرئيس بشار الأسد رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع سورية واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، وأبلغ الرئيس الأسد تحيات الرئيس السيسي واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين سورية ومصر، وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين.

واعتبر شكري أن العلاقة السورية- المصرية هي ركن أساسي في حماية الأقطار العربية، مؤكداً أن مصر ستكون دائماً مع كلّ ما يمكن أن يساعد سورية، وستسير قُدماً في كلّ ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري الشقيق.

وأشار شكري إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين السوري والمصري، ولفت إلى أن السوريين المقيمين في مصر أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري، وحققوا نجاحاً كبيراً في أعمالهم في مختلف المجالات.

وفي وقت لاحق أمس بحث وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مع الوزير شكري علاقات التعاون القائمة بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية مصر العربية والسبل الكفيلة بتعزيزها.

وأعرب المقداد عن شكر سورية لمصر على المساعدات التي قدمتها لها لمواجهة تداعيات كارثة الزلزال، من جهته عبر شكري عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، مؤكداً على تضامن جمهورية مصر العربية مع أشقائها في سورية بمواجهة تبعات هذا الزلزال.

وقال المقداد في تصريح صحفي عقب اللقاء: «نرحب بوزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري، فهو عندما يأتي إلى دمشق يأتي إلى بيته وأهله وبلده»، لافتاً إلى أن لقاء شكري مع الرئيس بشار الأسد تركز على آثار الزلزال، إضافة إلى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين.

وأشار المقداد إلى دور مصر الكبير قيادة وشعباً في مواجهة النتائج الكارثية للزلزال، فالمساعدات التي قدمتها تعبّر عن التحام الشعب المصري مع شقيقه السوري، موضحاً في الوقت ذاته أنه لا يمكن تجاهل استقبال الشعب المصري والقيادة المصرية للمواطنين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة بلدهم بسبب الحرب الإرهابية.

من جهته، قال وزير الخارجية المصري: «سعيد بزيارة سورية وتشرفت بلقاء الرئيس بشار الأسد، ونقلت له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للتأكيد على التضامن مع سورية والاستعداد لاستمرار تقديم ما نستطيع من دعم، لتتمكن من تجاوز الآثار المترتبة على الزلزال، معرباً عن تعازي مصر قيادة وحكومة وشعباً بالضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

وأكد شكري أن الشعب السوري يحظى بمكانة كبيرة لدى الشعب المصري الذي شعر بالألم والحزن لما أصاب سورية جراء الزلزال، حيث سارعت مصر لتقديم المساعدات لسورية لتجاوز آثار الكارثة وقدمت حتى الآن ما يزيد على 1500 طن من المساعدات، وستستمر بمؤازرة الأشقاء في سورية وتقديم ما يحتاجونه من دعم إنساني، لافتاً إلى أن بلاده تنسق مع الحكومة السورية في هذا المجال منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال.

وشدد شكري على أن العلاقات التي تربط الشعبين المصري والسوري أخوية وقوية وراسخة، وأن مصر متضامنة مع سورية وتدعمها بمواجهة التحديات التي تواجه شعبها، مُعرباً عن أمل بلاده بأن تتجاوز سورية الآثار المترتبة على الزلزال بأسرع وقت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن