ثقافة وفن

الكتابة الدرامية هي موهبة أم علم يدرس؟ … سعيد الحناوي لـ«الوطن»: السيناريو علم قائم بحد ذاته… والعلم يصقل الموهبة

| هلا شكنتنا

نشاهد في الآونة الأخيرة الكثير من الدورات التدريبية الخاصة التي تعمل على تقديم دورات خاصة بمهنة كتابة السيناريو والحوار، حيث يتجه لها الشباب والشابات الذين يطمحون في الوصول إلى الساحة الفنية وتحقيق أحلامهم ضمن المجال الدرامي.

الكتابة الدرامية
تحتاج إلى موهبة متميزة

جميعنا يعلم أن مهنة الكتابة الدرامية من أصعب المهن في العالم، فهي تحتاج في البداية إلى موهبة متميزة تجعل الفرد قادراً على تقدمة نص درامي كامل متكامل، يحمل في داخله قصة هادفة تسعى للوصول إلى الجمهور من خلال الرسالة التي سيقدمها العمل، كما أن مهنة الكتابة تحتاج إلى الكثير من الجهد والتعب والتفكير والثقافة والدراسة التي تعمل على صقل الموهبة.

الدورات التدريبية تساعد
على اكتشاف هوية الكاتب

تسعى هذه الدورات إلى تعريف الشباب على الأدوات التي يحتاج لها الكاتب لاستكشاف نفسه، كما تساعدهم أيضاً في التعرف إلى أفكارهم وفيما إذا كانوا قادرين على تكملة الطريق، ومن المتعارف عليه أن هذه الدورات ما هي إلا ورشات عمل قصيرة تقدم القواعد العامة والمهمة والخبرات العملية التي تفيد في تكوين الشخصية الأولى للكاتب.

سبب اندفاع الموهوبين
لهذه الدورات

وهنا يطرح السؤال نفسه: هل الكتابة الدرامية هي موهبة أم إنها علم يدرس؟وهل هذه الدورات التدريبية قادرة على إظهار كتّاب جدد مبدعين أم إنها فقط لتعليم أساسيات الكتابة الدرامية؟ وهل هناك شروط ومعايير للقبول ضمن هذه الدورات التدريبية؟

الكتابة موهبة أولاً…. لكن!

وللتعرف أكثر إلى أهمية الدورات التدريبية للسيناريو والحوار، تواصلت «الوطن» مع الكاتب «سعيد الحناوي» الذي أكد على أن الكتابة هي موهبة أولاً، قائلاً: «في البداية أغلب الناس لديهم فكر بأن الشخص الذي يمتلك هواية أو موهبة قادر على كتابة سيناريو درامي، وهذا أكبر خطأ من الممكن أن يرتكبه الهاوي الدرامي، ويوجد فرق بين موهبة التأليف وموهبة الخيال، حيث موهبة الخيال تدعم موهبة التأليف من ناحية القصة أو الرواية، لكن لا يمكنه أن يكتب سيناريو درامياً، لأن السيناريو هو علم قائم بحد ذاته وشبيه بالمعادلات الرياضية، وخاصة أن علم السيناريو يعتمد على تقنيات وآليات في الكتابة يجب على السيناريست معرفتها لكونه يتعامل مع أشخاص تفك هذه الرموز من ناحية الإخراج والإنتاج والتصوير والمونتاج، حقيقة السيناريست هو الأساس في العمل، ويوجد أشخاص يعتقدون بأن السيناريست هو فقط الذي يكتب العمل وهذا الاعتقاد خاطئ، بشكل عام السيناريو لم يكتب فقط للجمهور، لأن السيناريست آخر من يفكر فيهم، وهذا ما أدرسه لطلابي، السيناريست يكتب للمخرج أولاً لكي يستطيعوا أن يتعاونوا معاً ويتمكنوا من فك شيفرات المشهد».

هذه مهمة الكاتب المدرب فقط

أما عن رأيه إذا كانت هذه الدورات قادرة على إظهار كتّاب دراما من الموهوبين، أوضح الحناوي، قائلاً: «بكل تأكيد عندما تقدم الدورات التدرييبة بشكل صحيح ومن خلال أشخاص لهم باع طويل في مجال الكتابة الدرامية، سيكون هنالك كتّاب جدد قادرون على تقديم أعمال مبدعة، بشكل عام مهمة المدرب ضمن دورات كتاب السيناريو تتلخص في كيفية تعليم المتدرب على كتابة العمل فقط، وليست مهمته تعليم ماذا يجب أن يكتب».

السيناريست
يحتاج إلى صقل موهبته

كما أضاف الكاتب سعيد الحناوي قائلاً: «الفن لا يعلم، وكل أنواع الفنون لاتعلم، لكنها تصقل لأنها في الأساس موهبة، بشكل عام أي موهبة تحتاج إلى تدريب ودراسة، السيناريست يحتاج إلى صقل موهبته لكي يستطيع كتابة عمل درامي، حقيقة يوجد هنالك كتاب قادرون على كتابة سيناريو لكنهم ليسوا قادرين على تعليم غيرهم، لذلك يجب على الكتاب الموهوبين الذهاب إلى دورات تدريبية وإلى أشخاص قادرين على مساعدتهم وصقل موهبتهم».

هذه المعايير المحددة للقبول
في ورشات السيناريو

وفي نهاية حديثه أكد الكاتب سعيد الحناوي بأن هنالك قواعد للقبول ضمن هذه الدورات، قائلاً: «بالتأكيد هناك قواعد لقبول المتدربين ومن أهمها وجود ثانوية عامة على الأقل»، وحقيقة أغلب طلابي كانوا من خريجي الجامعات مثل «الأدب العربي» وبعض الاختصاصات القريبة من مجال السيناريو والحوار والأدب، وبالنسبة للدورات التي أقدمها لا يوجد بها فحص قبول، لكن بالتأكيد المتدرب الذي يقوم بالتسجيل ضمن هذه الدورات يكون على قدر كافٍ من المعرفة والثقافة التي تحتاجها هذه الدورات، بشكل عام أهم معيار للقبول في دورات السيناريو والحوار وجود الثقافة العامة بالفن إضافة إلى وجود الموهبة وبالتأكيد أن يكون شخصاً متعلماً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن