شؤون محلية

زيادة مخصصات حلب من المحروقات عقب الزلزال لم تنعكس على خفض مدة استلام رسائل البنزين والغاز

| حلب- خالد زنكلو

لم تنعكس زيادة مخصصات حلب من المحروقات عقب الزلزال المدمر الذي خلف نتائج كارثية في ٦ الشهر الماضي، على تخفيض مدة استلام رسائل البنزين والغاز لمستحقيها.

وجاءت زيادة مخصصات المحافظات المتضررة من الزلزال، ومنها حلب، إثر مطالب عديدة دعت إلى «توجيه كميات من الغاز المنزلي إلى المناطق المنكوبة» التي هي بحاجة ماسة إليه لاحتوائها على «مطابخ ميدانية» لا تتوقف و«منازل باتت مملوءة بالضيوف وتحتاج إلى طبخ»، إضافة إلى حاجتها إلى محطات بنزين تبيع بالسعر الحر لكل من يحتاجه.

وأعقب ذلك، وفي الأيام الأولى لوقوع الزلزال، زيادة إرساليات حلب من المازوت والبنزين والغاز المنزلي، تلبية للاستجابة الطارئة للكارثة التي لم تشهدها المدينة منذ أكثر من ١٠٠ عام، فحصلت المشافي الخاصة على نحو ٧٥ بالمئة من مخصصاتها من فرع محروقات حلب (سادكوب)، وانخفضت مدة استلام رسائل البنزين لتتراوح بين ١٠ و١٢ يوماً.

وحينها، بين مصدر في «سادكوب» حلب لـ«الوطن» أنه ولتلبية ومواكبة جهود الاستجابة الإغاثية للمدينة، جرى تغطية حاجات مراكز الإيواء من المحروقات مع آليات الإغاثة والإسعاف وباقي القطاعات العامة والخاصة، ولاسيما التي ساهمت بعمليات رفع الأنقاض وجهود الإنقاذ، إذ زودت مراكز الإيواء بأكثر من ٥٠ ألف ليتر، عدا ٦٠٠ ألف ليتر للقطاعات العامة، وذلك بعد زيادة عدد الطلبات الواردة إلى حلب إلى نحو ٢٥ طلب يومياً.

لكن الآية انقلبت بعد ذلك، ولم تدم الانفراجة على أسارير أصحاب السيارات الخاصة العاملة على البنزين، الذين اضطرتهم الكارثة إلى مضاعفة مشاوريهم لخدمة المحتاجين إلى معونات طارئة من أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم، ولم تعد مخصصاتهم من المادة تكفي لربع حاجتهم منها مع تطاول أمد وصول رسائل البنزين عن سابق عهدها عقب الزلزال.

يقول الأستاذ أحمد، المدرس في إحدى ثانويات المدينة التي عاودت استقبال الطلاب بعد أسبوع من وقوع الزلزال، لـ«الوطن» إنه مضى على استلام آخر رسالة للبنزين ١٥ يوماً ولم تصله حتى يوم أمس الثلاثاء «على الرغم من أنني مضطر للذهاب يومياً إلى المدرسة، ولا أقدر أبداً على شراء المادة من السوق السوداء».

ويبلغ سعر ليتر البنزين في السوق السوداء ١٢ ألف ليرة سورية، الأمر الذي لا يمكّن معظم محتاجي المادة من الاستحواذ عليها، في ظل تعطل أعمالهم بفعل الزلزال وحاجتهم الماسة إليها، مع زيادة الطلب الذي حافظ عل سعر السوق الموازي، الذي يحوي كميات كبيرة من المشتقات النفطية.

وعلى الرغم من رفع الطاقة القصوى للإنتاج اليومي من مادة الغاز المنزلي بحلب من نحو ١٤ إلى ٢٠ ألف أسطوانة بعد رفع وتيرة العمل لتخفيض مدة استلام رسالة الغاز من نحو ٥٠ إلى ٥٥ يوماً، إلا أن واقع الحال يشير خلاف ذلك وعلى مسافة ثلاثة أسابيع من الكارثة.

واشتكى أبو علي الكهربجي لـ«الوطن» أنه مضى ٦٠ يوماً حتى يوم أمس ولم تصله رسالة الغاز «الذي أنا بحاجة ماسة إليها، نظراً لاستضافتي عائلة ابنتي التي نزحت من أحد أحياء شرق المدينة بسبب تصدع بيتها من الزلزال».

ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لتوزيع المازوت المنزلي بعد الزلزال، إذ راوحت مكانها نسبة ٧٠ بالمئة، التي أعلنت «سادكوب» أنها وزعتها على العائلات المستحقة للمادة بموجب البطاقة الذكية وبواقع ٥٠ ليتراً فقط، كدفعة أولى من المادة رغم انقضاء فصل الشتاء وشهر شباط قارس البرد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن