رياضة

العودة إلى الدوري!

| غانم محمد

القصة ليست رفع عتب، ولا يعني أن يتخذ اتحاد كرة القدم قراره بعودة منافسات الدوري بأنه أنجز ما عليه، فهو المسؤول الأول والأخير عن كلّ تفاصيل الدوري، حتى ما يتعلق منه بتنقلات الفرق بين المحافظات، أما أن يحدد موعد هذه العودة، ويترك بين سطور قراراته الحرية للجهات الأخرى بتقدير ما تراه فهذا عمل غير ناضج على الإطلاق.

صحيح أن التأكد من سلامة الملاعب بمدرجاتها ومرافقها يحتاج إلى مختصين، ولكن هذا الأمر يتمّ بمبادرة من اتحاد الكرة، وبوجوده، وتحت إشرافه، ومن ثم يأتي القرار مفصلاً بالملاعب الصالحة لاستقبال المباريات، ومواعيد هذه العودة بدقة، أما قذف المسؤوليات بعيداً عن نفسه، فهذا هروب غير مبرر.

كلنا مع عودة الحياة ليس إلى كرة القدم وحسب، بل إلى كل مفاصل الحياة، لكن علينا أن نكون أكثر وعياً بكل شيء، وأن نكون أكثر جرأة في تحمّل المسؤولية، والصحيح أنه كان على اتحاد كرة القدم أن يسعى للحصول على تقارير لجان السلامة أولاً، ومن ثم يضبط إعادة جدولة مباريات الدوري والكأس، فيكون العمل أكثر إقناعاً، وأكثر نضجاً.

في سياق مختلف، مازالت مشاركة منتخبنا الشاب في بطولة كأس آسيا مستمرة في أوزبكستان، ولن ندخل في أي تفاصيل تخصّ هذا المنتخب إلا حين انتهاء مشاركته تماماً، وسيكون لنا الكثير من الكلام بشأنه، حيث عاش هذا المنتخب فترة تحضيرية مثالية، ولم ينقص إعداده أي شيء، وكانت التصريحات التي سبقت البطولة أكثر من وردية، ومازلنا نأمل منه كلّ الخير، ولكن ليس معنى هذا أننا بلغنا (الكمال) فيه، والحقيقة (المبدئية) أننا سنبقى نعاني في فهمنا لكرة القدم، وفي استيعابنا لثقافة الفوز والتفوق في ملاعبها، وإلى أن نمتلك الحدود الدنيا من هذه (الأساسيات) سنبقى عرضة للخيبات الكروية باستمرار.

بكل الأحوال، فإن حالة الاستقرار التي عاشها منتخبنا الشاب يجب أن تنسحب على جميع منتخباتنا الوطنية، فهي حجر الأساس لأي بناء كروي سليم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن