رياضة

تفاؤل مؤجل

| غسان شمه

يبدو أن التفاؤل بواقع كرتنا ومنتخباتنا، في ظل الظروف والنتائج الحالية، وآخرها بطبيعة الحال نتائج منتخب الشباب، يشبه الضرب في الوهم، وقد تعربشت حبال ذلك الوهم، خلال الفترة الماضية، على نتائج منتخب الشباب نفسه التي تم تسويقها على أنها إنجاز كبير للجهاز الفني الأجنبي مالك الخبرة والرؤية والطموح، وذلك من بوابة هذه التصفيات على أمل التأهل ليكون ذلك بداية لدرب جديد مزروع بورق الغار.

وكان المدرب مارك فوته قد أشار، قبل هذه التصفيات، إلى هدفين: «اكتساب اللاعبين الخبرة تمهيداً للارتقاء بمستواهم، والثاني التأهل إلى كأس العالم».. وبدا واضحاً أن الهدف الأول ما زال في مرمى العمل على الأرض وإن كان المستوى الفني يثير العديد من الأسئلة حول ما سبق من اكتساب خبرة في المباريات التجريبية التي ثبت أنها في واد والواقع الفعلي للمنتخب في الرسميات في واد آخر، أو أن ثمة مبالغات كبيرة على الصعيد الإعلامي بسبب الحماسة والرغبة في تحقيق نتيجة إيجابية تحسب للاتحاد الحالي بعد تعاقده ذاك.

أما الهدف الثاني وبعد ما جرى في الميدان، وبغض النظر عن نتائج المرحلة الثالثة، التي نعلق تأهلنا منها للدور الثاني على قوانين الاحتمالات المستمرة هنا منذ عقود، فهو هدف مشروع نظرياً، ويبدو نظرياً فقط.

تصريح المدرب بعد الخسارة أمام الأندونيسي فيه ما يلفت النظر: «لا أصدق أننا لعبنا أسوأ مباراة لنا منذ ثمانية أشهر وتحديداً في الليلة التي كان علينا أن نكون جيدين فيها».. نعتقد أنه عليك أن تصدق لعلنا نرى شيئاً باهراً في المباراة الأخيرة!

وقال أيضاً «حاولنا كل شيء، بدلنا اللاعبين بمهاجمين في الأمام، ولأكن صريحاً لم نصل لمستوانا الحقيقي ولا أدري لماذا؟».. ويمكن لنا أن نتفهم أن عبارة «لا أدري لماذا» قد جاءت تحت الضغط النفسي الكبير جراء المباراة، وربما ما سبقها، لكننا نخشى أن يكون ذلك واقع الحال وحينها تكون الطامة الكبرى بعد كل ما قدم لهذا المنتخب من دعم ومباريات ومعسكرات.

وهنا من الطبيعي أن ننتظر تحليل المختصين في اتحاد الكرة بعد نهاية هذه التصفيات بغض النظر عما ستؤول إليه في النهاية.

طبعاً قدم اتحاد الكرة الكثير لمنتخب الشباب واستجاب لطلبات جهازه الفني، وهو مطالب اليوم بوقفة عميقة لوضع الأمور في نصابها إذا كان همنا الأساسي هو مستقبل كرتنا وعلى صعيد مستويات عدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن