شؤون محلية

36 ألف خدمة في الصحة النفسية قدمتها فرق الصحة لمتضرري الزلزال … سلامة لـ«الوطن»: 43 فريقاً طبياً تضم 300 طبيب ومتخصص في مراكز الإيواء والبيوت المستضيفة

| محمود الصالح

كشف رئيس دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة أحمد سلامة عن تقديم 35835 خدمة في مجال الصحة النفسية في المحافظات التي تعرضت لكارثة الزلزال حتى الآن.

وبين رئيس دائرة الصحة النفسية في تصريح خاص لـ«الوطن» أن هذه الخدمات تخص عمل مؤسسات وزارة الصحة فقط، وهناك خدمات نفسية وبأرقام أخرى قدمتها الجهات التي تعمل في خطة الاستجابة لمواجهة آثار الزلزال ومنها وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمنظمات الأخرى. وأضاف: مع الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وخلف الكثير من الدمار والخراب لبلدنا، كان لا بد من الاستجابة السريعة من وزارة الصحة، وذلك من درايتنا ومعرفتنا وخبرتنا بما اختبرناه من التعامل مع حالات الطوارئ والكوارث والمحن، والأثر الذي تخلفه الضغوط والشدات النفسية، وما ينتج من أذى جسدي ومادي ورضوض نفسية.

وتمت المباشرة بوضع خطة طوارئ من الإدارة المركزية في وزارة الصحة وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لمدة شهر، وشكلت على مستوى المحافظات المتضررة نحو /43/ فريقاً مقسمة إلى اللاذقية /14/ فريقاً – حلب /14/ فريقاً – حماة /6/ فرق – دير الزور /3/ فرق – الحسكة /3/ فرق – حمص/1/ فريق – طرطوس /1/ فريق – إدلب /1/ فريق، وكل فريق يحتوي على /7 / أفراد من الطواقم المدربة.

ويتم تقديم الخدمة في مراكز الإيواء، إضافة إلى الزيارات المنزلية والجلسات التثقيفية، مع إمكانية إحالة كل الحالات التي تحتاج إلى تدخل اختصاصي أو مشاف تخصصية.

وعن منعكسات الكارثة على الأشخاص أوضح سلامة أنه سيعاني جميع الأشخاص المتضررين من الطوارئ تقريباً من ضائقة نفسية، ومعظمهم ستتحسن حالتهم بمرور الوقت. والقليل منهم فقط قد تحدث له مشكلات عقلية جسيمة. وإذا كان الشخص عنده مشكلات منذ البداية فسيكون التكيف لديهم أصعب، كما أن الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية شديدة معرضون للخطر، بالأخص أثناء الطوارئ، وتلزمهم رعاية خاصة تلبي احتياجاتهم الأساسية، وتزداد الاضطرابات النفسية الجسيمة خلال الأزمات من 2-3 بالمئة قبل الأزمة إلى 3 – 4 بالمئة بعد الأزمة والأزمات النفسية البسيطة ترتفع من 10 بالمئة قبل الأزمة إلى 20 بالمئة بعد الأزمة.

وعن أهمية المعالجة النفسية لمن تعرضوا للزلزال قال: بعد حدوث الزلزال يعيش الناجون اضطرابات نفسية عميقة، ومنذ اللحظة الأولى لوقوعه يرى أغلبهم أنه ممكن أن يعود ويحدث في أي لحظة. وعادة كل شخص معرض لاضطرابات نفسية بعد خوض تجربة أو حادثة مروعة. وأضاف: في مجتمعنا السوري، يختلف الأمر لأن الشعب السوري عاش سنوات طويلة من الحرب والنزوح واللجوء، إضافة إلى تعرضه لجائحة كورونا والكوليرا، وحدث الزلزال المروع، وعادت الذكريات المؤلمة، وأحدثت ما يسمى «اضطراب ما بعد الزلزال».

أما بالنسبة لأثر الزلزال على الطلبة والأطفال فيرى سلامة أنه تنجم عن حالات الطوارئ مجموعة واسعة من المشكلات التي يعيشها الأفراد في (الأسرة- المجتمعات المحلية – المدرسة) وعلى كل مستوى، حيث إن المشكلات النفسية والاجتماعية تصيب معظم المجموعات، وتتداخل مع بعضها بشكل وثيق فهناك مشكلات موجودة أصلاً مثل الفقر والتمييز ضد الفئات المهمشة، والمشكلات المترتبة على الطوارئ مثل الانفصال الأسري، انعدام الأمان، فقدان أسباب الرزق، واختلال شبكات النسيج الاجتماعي، وانخفاض الموارد، والمشكلات المترتبة على الاستجابة الإنسانية مثل الاكتظاظ وفقدان الخصوصية، وتقويض الدعم المجتمعي أو التقليدي.

ويرى سلامة أن هناك تدرجاً في الحالات ففي البدء حدثت نوبات الهلع والخوف- اضطرابات النوم- القلق واضطرابات الشدة الحادة- سلس بولي- تغوط لا إرادي… إلخ. بعد مرور فترة شهر من كارثة الزلزال تظهر بعض الاضطرابات النفسية (الاكتئاب -اضطراب الرض ما بعد الصدمة).

وحول مدى فاعلية الاستجابة للطوارئ يذكر أنها تقدم على عدة مستويات تتراوح من الخدمات الأساسية إلى الرعاية السريرية، وينبغي أن توفر الرعاية السريرية للصحة النفسية من جانب اختصاصي الصحة النفسية أو الأطباء النفسيين أو تحت إشرافهم، وتعزيز المساعدة المجتمعية الذاتية والدعم الاجتماعي من خلال جماعات مجتمعية، يحل في إطارها الأعضاء مشكلاتهم بصورة تعاونية، ويشاركون في أنشطة الإغاثة وتعلم مهارات جديدة، فالإسعافات النفسية الأولية تقدم دعماً وجدانياً وعملياً للأشخاص الذين يعانون من ضائقة حادة نتيجة حدوث رض وقع مؤخراً، يقدمها العاملون الميدانيون بمن فيهم العاملون الصحيون أو المدرسون أو المتطوعون المدربون.

وعن الرعاية الصحة النفسية السريرية الأساسية بين أنها تشمل الحالات المرضية ذات الأولوية (اكتئاب- الاضطرابات الذهانية- الصرع- تعاطي الكحول والإدمان)، وتقدم في مرافق الرعاية الصحية عبر كوادر مدربة.

وأشار إلى ضرورة توفير التدخلات النفسية مثل التدخلات لحل المشكلات والمعالجة التفاعلية والتدخلات القائمة على المعالجة السريرية والمعرفية للأشخاص الذين يعانون من ضائقة طويلة الأمد عبر اختصاصيين أو عاملين مجتمعيين مدربين وكوادر صحية مدربة. كما يلزم إنشاء روابط وآليات إحالة مناسبة بين كل مستويات تقديم الخدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن