ثقافة وفن

لقبت بـ«أم البطل» و«سلطانة الطرب» … شريفة فاضل.. الفنانة التي صفق لها الملك فاروق

| وائل العدس

غيب الموت المطربة المصرية شريفة فاضل صباح أمس الأول عن عمر ناهز 85 عاماً، وهي الفنانة التي حققت شهرة واسعة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

ولدت في مدينة القاهرة عام 1938، وتتلمذت على أيدي أساتذة الإنشاد الديني والموسيقا لتلحق فيما بعد بمعهد الفنون المسرحية، وظهرت لأول مرة على الشاشة في فيلم «الأب» عام 1947، وعملت لفترة قصيرة بالإذاعة مع الإعلامي الشهير بابا شارو.

قدّم لها الموسيقار محمد الموجي أولى أغنياتها «أمانة ما تسهرني يا بكرة»، وتميزت بغناء القالب الشعبي الذي فتح لها أبواب الشهرة، وتعاونت مع الملحن والمغني منير مراد الذي قدم لها مجموعة أغان كبيرة، كما عملت مع كبار الملحنين أمثال رياض السنباطي وبليغ حمدي وسيد مكاوي ومحمود الشريف.

وأسست مسرح منوعات شهيراً في شارع الهرم، وقدمت حفلات غنائية في العديد من البلدان العربية، منها تونس ولبنان والكويت، وشاركت في عدد من الأفلام السينمائية وقدمت بعض المسرحيات الغنائية.

ووصل رصيدها إلى 20 فيلماً، وقد لحق بها لقب «سلطانة الطرب» بعد أدائها دور «منيرة المهدية» في فيلم مع فريد شوقي.

أسرة عريقة

فوقية محمود أحمد ندا، هو الاسم الحقيقي لها، وتنتمي لأسرة عريقة، فجدها لأبيها كان القارئ الشيخ أحمد ندا أحد أساطين التلاوة مطلع القرن العشرين، وانفصل والداها، فتزوجت والدتها من إبراهيم الفلكي أحد أثرياء مصر، الذي سُمَّي باسم أسرته ميدان الفلكي الشهير بمنطقة وسط البلد، وقد عاشت فاضل مع والدتها وزوجها في مكان يزور الأسرة كبار الأثرياء ورجال الدولة ومنهم الملك فاروق الذي استمع إلى صوتها وهي طفلة فصفق لها.

أم البطل

في حقبة السبعينيات لاقت أغنيتها «أم البطل» نجاحاً كبيراً، والتي غنتها بعد استشهاد ابنها سيد بدير في حرب تشرين من عام 1973.

بعد تسجيلها الأغنية التي عبرت فيها عن مشاعر أمهات الشهداء، تعرضت فاضل لنزيف في الأحبال الصوتية، لأنها لم تترك مناسبة إلا وغنت فيها أغنيتها بتأثر شديد لدرجة أنها كانت تكتم دموعها أمام أمهات الشهداء بصعوبة.

وعبرت في الأغنية عن حزنها لفقدان ابنها، قائلة: «ابني حبيبي يا نور عيني بيضربوا بيك المثل.. ده كل الحبايب بتهنيني طبعاً ما أنا أم البطل»، وهي من تأليف الشاعرة نبيلة قنديل، وألحان علي إسماعيل.

وأشارت في تصريح صحفي إلى أنها لا تستطيع النوم قبل أن تنظر إلى صورته وتسلم عليه وتدعو له ولجميع الشهداء وتطلب منه أن يأخذ بيدها إلى الجنة.

وداع رمضان

أما قصة تقديم أحد أبرز أغاني وداع رمضان بعنوان: «والله لسه بدري والله يا شهر الصيام»، تعود للشاعر عبد الفتاح مصطفى الذي وصف حالة الوداع الحزين برحيل شهر رمضان، وخرجت من بين يديه كلمات الأغنية التي قدمها إلى وجدي الحكيم الذي كان يعمل مراقباً للموسيقا والغناء بالإذاعة.

واتفق الاثنان على أن يلحنها الموسيقار عبد العظيم محمد الذي أبدع في اللحن خلال يومين فقط، حتى إنه جعل من الوداع بهجة وفرحة، كما اتفقا على أن تغنيها المطربة شريفة فاضل التي كانت في بداية مشوارها الفني، وقد حفظتها في ثلاثة أيام.

الرسم بالألوان

تلقت أحسن تعليم في المدارس الأجنبية، وأتقنت فنون الرسم، وتدربت على يد أن «آن ليديا» مدرسة الرسم الإيطالية، وعلى يديها رسمت الكثير من الرسومات، وقد كانت تستعمل الألوان الغامقة في الرسم؛ لأنها معجبة بالرسام الشهير باخ.

ورغم عشقها للألوان الغامقة، إلا أنها تعشق اللون الأحمر، وكانت تمارس الرسم كي تمارس الحياة بأسلوب غير الغناء والتمثيل.

أشهر أعمالها

في الغناء: «أمانة يا بكرة، حارة السقايين، سألت فين حينا، يا حلو فهمنا، مبروك عليك يا معجباني يا غالي، ورق العنب، آه يالمكتوب، الليل موال العشاق، فلاح كان فايت، الليل، يا شيخ مسعود».

في السينما: «تل العقارب، سلطة الطرب، امرأة حائرة، الراعية الحسناء، الحب والثمن، غازية من سنباط، سلوى في مهب الريح، مفتش المباحث، ليلة رهيبة، أولادي، وداعاً يا غرامي، اللعب بالنار، الأب».

رثاء إلكتروني

إسعاد يونس: «أم البطل مشيت، الفنانة الجميلة شريفة فاضل والدة الشهيد سيد السيد بدير صديق طفولتي، حكاية استشهاده حبقى احكيها بعدين وخصوصاً الليلة نفسها اللي كانت ظروفها غريبة جداً».

فيفي عبده: «إنا لله وإنا إليه راجعون، توفيت إلى رحمة اللـه المطربة القديرة شريفة فاضل حبيبة قلبي الغالية أم البطل، ربنا يرحمها ويجعل مثواها الجنة ويصبر أهلها وأحبابها».

لطيفة: «الله يرحمك يا أم البطل يا فنانة يا محترمة، كنت بحبك قوي وهفضل أحبك أنا والملايين من عشاق فنك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن