رياضة

كرة القدم علم ليس دقيقاً دائماً

| فاروق بوظو

لعبة كرة القدم علم قائم بذاته، لكنه غير دقيق دائماً رغم اعتماد اللعبة على علوم تساندها في تطور الأداء الفردي والجماعي للاعبين في الجانبين المهاري والخططي في ظل صعوبة التنبؤ بنتائج المباريات أحياناً عكس العديد من الألعاب الرياضية الأخرى، وهذا ما يميز اللعبة عن غيرها من الألعاب ويضفي عليها المزيد من الإثارة والحماسة والمتعة، وهناك العديد من الأمثلة التي يمكن التوقف عندها للدراسة والفحص، ومنها ما حصل عام 1992 مع منتخب الدانمارك الذي شارك بنهائيات كأس أمم أوروبا في السويد قبل انطلاقتها بأحد عشر يوماً فقط، بعد استبعاد المنتخب اليوغسلافي حيث استطاع منتخب الدانمارك الفوز بالكأس بعد تغلبه على نظيره الألماني في واحدة من المفاجآت الكبيرة في عالم المستديرة، وهذا ما حدث أيضاً في مباراة ذهاب نصف نهائي كأس إسبانيا الخميس الماضي عندما استضاف ريال مدريد برشلونة على ملعبه وخسر أمامه بهدف مقابل لاشيء، حيث كان للفار دور مهم في إلغاء التسلل وتثبيت الهدف الوحيد.

وفي سعي منا لقراءة الوقائع وإنما دراسة الإحصائيات التي جاء معظمها لنشير إلى تفوق ريال بدءاً من الاستحواذ الذي بلغت نسبته 65 بالمئة إلى 35 بالمئة، وعدد التمريرات والهجمات التي وصلت إلى الضعف، والركلات الركنية ورميات التماس حتى التسديدات قد بلغت ثلاثة أضعاف ما سدده برشلونة، فيما كانت التسديدات على المرمى ضعيفة للغاية من الفريقين حيث شهدت المباراة تسديدتين فقط وعلى مرمى الريال سجل منها برشلونة هدف المباراة الوحيد فيما أخفق الريال في الوصول إلى مرمى منافسه على الرغم من اعتماده على التسديد كحل لتجاوز التنظيم الدفاعي المحكم الذي لجأ إليه برشلونة على خلاف عادته في ظل نقص صفوفه وإقراره بالإمكانيات الفردية والجماعية للمنافس، مع الحرص أيضاً على إحكام الرقابة على مفاتيح اللعب وخصوصاً المهاجم «فينيسيوس» الذي يمتاز بالسرعة والمهارة العالية بالاختراق والتسديد الذي عجز عن إظهارها ما أدى إلى خروجه عن طوره نتيجة الرقابة الصارمة التي حدّت من فعاليته، فحصل على إنذار مستحق لتهوره بعد مسك متبادل وواضح أنهاه «فينيسيوس» بدفع دي يونغ على الأرض والكرة في مجال تنافس وصراع حاد بين اللاعبين امتعض على أثره فينيسيوس معبراً عن ظلم تعرض له دون أن يستدعي حصوله على الإنذار الثاني، وهذا ما ساعد على توتر الأجواء التي زادت صعوبة بعد هدف برشلونة، كما ساهمت بإخفاق الريال بالتعديل رغم محاولاته المتعددة والمكثفة جعلت الحكم تحت ضغوط عالية تحلى خلالها بهدوئه وحكمته وحواره مع اللاعبين من استعادة السيطرة على المباراة، ويتأكد بأن لعبة كرة القدم لمن يحسن قراءة إمكانيات منافسه ليستطيع المنافسة والتفوق أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن