اقتصاد

هل اختلف سوق العقارات بعد الكارثة؟ .. أصحاب مكاتب عقارية لـ«الوطن»: الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب والزلزال زاد الطلب على الإيجارات

| نوار هيفا

لا يحتاج أصحاب المكاتب العقارية لحجج تُستغل ليسارعوا بإشعال سوق العقارات السكنية منها والتجارية، ولم تشفع كارثة الزلزال للمنكوبين الذين فقدوا منازلهم وأعمالهم، فارتفعت أسعار الإيجارات خاصة بعد أن بدأت مبادرات استئجار المنازل لستة أشهر أو عام كامل.

فريق «الوطن» جال على بعض المكاتب العقارية بدمشق وريفها وضمن مناطق «جرمانا- صحنايا- مزة- حي العرين- برزة- قدسيا»، للوقوف على حركة هذا السوق والتغيرات التي أحدثتها الكارثة بأسعاره.

صاحب مكتب الغدير في منطقة المزة أكد في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن حال الأسواق لم يتغير ولم يختلف كثيراً عما هو عليه قبل الكارثة، لافتاً إلى أن حركة الشراء خفيفة جداً للأسعار المطروحة التي وصفها بالخلبية، في حين يبقى الطلب متزايد على إيجار العقارات وخاصة السكنية منها.

وبين صاحب المكتب العقاري أن زيادة الطلب تكون على منازل للإيجار أكثر منه للشراء بعد كارثة الزلزال في المنطقة وذلك نتيجة لارتفاع الأسعار عموماً من دون ربطها بنزوح عدد من الوافدين ممن خسر منازله في المناطق المنكوبة.

على حين اكتفى صاحب مكتب التوفيق في منطقة قدسيا بالأسعار المحددة من أصحاب المنازل قبل كارثة الزلزال متنازلاً عن أجور المكتب وأتعابه كمساهمة منه لتقديم العون قدر الإمكان لمن خسر منزله أو اضطر لمغادرته جراء التصدع الواقع به.

بعض المكاتب في مناطق جرمانا وصحنايا بينوا أن سوق العقارات لديهم لا يتوقف على سعر معين فهو مرتبط بقوة العرض والطلب حاله حال أي منتج أو سلعة سوقية، نافين وجود أي ارتفاع حالي اليوم بفعل كارثة الزلزال أو تأثرها بزيادة الطلب على منازل للإيجار.

الدكتور المهندس أحمد عبود بين أن الاستغلال موجود بكارثة أو سواها، كما أن سماسرة الأسواق العقارية ليس بحاجة لذريعة ليتلاعبوا بالأسعار.

وأوضح عبود في تصريح خاص لـ«الوطن» أن عدد المساكن في سورية يستوعب ضعف السكان الموجودين، فلا مبرر للربط بين ارتفاع الأسعار في سوق العقارات وكارثة الزلزال الحاصلة في المناطق المنكوبة، مبيناً أن عدد الشقق المتضرر في هذه المناطق لا يستدعي حدوث أزمة سكن.

وعن الحل للخروج من أزمة السكن والحاجة العقارية أشار عبود إلى كميات الركام الموجودة في سورية التي تشكل ثروة مهمة، كما أن تدوير الركام والمواد البيتونيـة هــو علـم بحــد ذاتـه، كما أن كثيراً من مراكز الأبحاث العلمية تعمل على دراسة هذا العلم وخلصـت لنتائج جداً مهمة.

ولفت عبود إلى أن هذه الأنقاض لا يمكن فقط تدويرها كحصويات للبيتون بل يمكن تدويرها كحصويات للبيتون الجديد عن طريق تكسيره، كما أن إعادة التدوير لها فوائد عديدة مثل تنظيف البيئة والاستفادة منها كبديل للحصويات في إعادة الإعمار والترميم اليوم.

وبين عبود أن إعادة تدوير هذا الركام يمكن الاستفادة منه ككتل كبيرة على الأرصفة البحرية، كما أن الكتل الأصغر يمكن الاستفادة منها لبناء الجدر الاستنادية كجدار داعم للأبنية المتعرضة لتصدع خفيف، عوضاً عن شراء حصى جديد وبيتون جديد وإسمنت جديد، هذه الكتل تستخدم دعائم في الترميم اليوم.

ولفت عبود إلى أهمية الحديد الموجود في هذا الركام بعد تدويبه وإعادة صقله في قوالب خاصة كحديد تسليح أو حديد بناء وترميم، كما كان العمل جارياً في معمل حديد حماة في إعادة تدوير الركام والاستفادة منه، إضافة للاستفادة من البيتونات الكبيرة لرصف الأرصفة والطرق والحدائق وإعادة هيكلة التربة خاصة ترب المناطق الشرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن