اقتصاد

التجار يضغطون باتجاه تصدير الثوم … لجنة تجار ومصدري سوق الهال لـ«الوطن»: كميات الثوم فائضة عن احتياجات السوق والحكومة رفضت التصدير

| جلنار العلي

يبدو أن أزمة «الثوم» التقليدية تلوح بالأفق، وكما حدث في العام الماضي، كميات فائضة ومنع تصدير، وذلك حسبما أفاد أحد تجار سوق الهال في دمشق، لافتاً إلى أن الثوم لا يعد من المواد الأساسية في الطبخ لذا فإن استهلاكه قليل وأغلب الأسر تعتمد منذ بداية الموسم على تخزين كميات تكفيها منه طوال فصل الشتاء، ناقلاً تخوّف التجار في السوق من تلف المادة مع بداية الموسم الجديد في الشهر القادم، وبالتالي خسارتهم.

وحول ذلك، كشف عضو في لجنة تجار ومصدري سوق الهال لـ«الوطن» أن الفائض من المادة يبلغ 1500 طن مهددة بالتلف في حال لم يتم تصديرها، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني تلف هذه الكمية فقط وإنما يؤثر على الأعوام القادمة من جهة امتناع الفلاحين عن زراعة المادة خوفاً من عدم تسويقها بشكل كامل، وتحولهم إلى محاصيل أخرى كي لا يتكبّدوا خسائر كبيرة وتتكرر معهم تجربة البصل ذاتها، من ناحية حدوث قلة بالمادة وبالتالي ارتفاع سعرها.

وبيّن عضو اللجنة أن الثوم يباع حالياً كعلف لحيوانات وذلك نتيجة قلة استهلاك المادة من قبل المواطنين، لافتاً إلى المحاولات التي تقوم بها اللجنة منذ نحو الشهرين والمطالبات التي توجهت بها لجميع الجهات المعنية كوزارتي الاقتصاد والزراعة واللجنة الاقتصادية، إلا أن هذه المطالبات قوبلت بالرفض خوفاً من حدوث شح بالمادة كما حدث في البصل، علماً بأن هذه الكميات فائضة وخارجة عن احتياجات السوق المحلية، متابعاً: «نحن كتجار ولجان لدينا دراية بحقيقة الأمور أكثر من أصحاب القرار الذين يتابعون المجريات على الورق، بالوقت الذي نكون موجودين فيه على الأرض»، وأشار عضو اللجنة إلى أنه منذ ثلاثة أشهر سمحت الحكومة بتصدير 5000 طن إلا أنه لم يتم تصدير سوى 1000 طن حينها خلال الفترة المسموح بها، لأن الأسواق الخارجية لم تكن مناسبة للتصدير، ولكن اليوم قطع التجار الأمل بتسويق الكميات الفائضة محلياً لذا لا يوجد حل لذلك سوى التصدير حسب قوله، وخاصة أن الكميات ستكسد عند بدء تسويق محصول الثوم الأخضر، وفي سياق متصل، انتقد عضو اللجنة عدم وجود خطة زراعية لدى وزارة الزراعة تبين للمزارع حجم الكميات الواجب زراعتها، كما كان متبعاً قبل سنوات الحرب، حيث كان يتم تقسيم الزراعة وفقاً لاحتياجات السوق المحلية والكميات المطلوبة للتصدير، أما اليوم فصار هناك فوضى بالزراعة حيث يزرع الفلاح ما يشاء من دون أي تخطيط لذا تكون النتيجة إما كساد في المادة نتيجة وجود فائض كبير منها أو شح فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن