رياضة

فشل متعدد الوجوه

| غسان شمه

في زاوية العدد الماضي أشرنا إلى بعض من تصريحات مدرب منتخب الشباب مارك فوته، بعد الخسارة أمام المنتخب الأندونيسي، واليوم أستعيد عبارة محددة قال فيها: «لأكون صريحاً لم نصل لمستوانا الحقيقي ولا أدري لماذا»؟!

ويبدو لنا أن المدرب والجهاز الفني لم يكونوا على دراية بالمنتخب كمجموعة، ولا باللاعبين كأفراد ولا بمستوى المنتخبات الأخرى، ولا بكيفية مواجهتها ولا حتى بقراءة التفاصيل خلال تلك المواجهات، أو أن في الأمر شيئاً آخر!، فكانت الخيبة الجديدة بطعم هولندي مضاف إلى ما سبق من خيبات كروية بألوان أخرى، وخرجنا بنقطة واحدة من تسع نقاط، وهدف وحيد لا يسمن ولا يغني من رغبة كنا نمني النفس بها..!

والأكثر ألماً وخيبة أن ما قدم لهذا المنتخب، خلال فترة التحضير، كان كبيراً بكل المقاييس سواء على مستوى المعسكرات أو المباريات الودية، وهو أمر لم يتوافر لكثير من منتخباتنا في وقت مضى، فهل أخفق المشرف أو المشرفون فنياً داخل اتحاد الكرة في تقدير إمكانيات الجهاز الفني؟ وهل بالغ جميعهم في تقدير تلك الإمكانيات لصنع «همروجة» إعلامية سرعان ما انفجرت كفقاعة فارغة عند الاختبار الحقيقي؟ والأهم من يتحمل مسؤولية ما حدث بعد ذلك كله؟

والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل ستكون هناك وقفة فنية من المختصين داخل الاتحاد تضع الجميع في الصورة الحقيقية لهذه الخيبة ويتم بناء على ذلك اتخاذ خطوة أو قرارات تخرج من عباءة البحث عن «إنجازات سريعة» يكشف الوقت أنها ليست أكثر من أوهام عابرة وخيبات متتالية؟

بالتأكيد نعرف جميعاً واقع كرة القدم لدينا، ونعرف المعاناة المتعددة الوجوه على صعيد الدوري والأندية واللاعبين، حيث يفتقر البعض منهم لأبجديات اللعبة، بكل أسف، وندرك أن العمل الجاد يحتاج إلى رؤية أوسع بكثير مما سبق، لذلك نتمنى أن تكون مراجعة كل التفاصيل اليوم دقيقة وبعين خبيرة ورغبة في بناء مدروس على أسس علمية، يكون المستقبل البعيد هو غايتها الكبرى، لأن واقع كرتنا دخل نفقاً يبدو بصيص الأمل في آخره شديد الشحوب، وأن ذاك الأمل يبتعد أكثر فأكثر في ظل العقول والآليات التي يقاد فيها العمل حالياً.

من حق الجميع أن يطالب بشفافية، كما يتم الوعد بها، لكن على أرض الوقائع لا نرى سوى مبررات أو تصريحات لا تشفي غليل عشاق منتخباتنا وكرتنا على وجه العموم، والصورة بخلفية قاتمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن