عربي ودولي

أكدت أن أميركا وأستراليا وبريطانيا تسلك مساراً خطراً … الصين تندد باتفاق «أوكوس»: يشكل تهديداً للسلام والاستقرار الإقليميين

| وكالات

نددت الصين بـ«اتفاق أوكوس» بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، الذي ستحصل بموجبه الأخيرة على غواصات نووية أميركية، معتبرة أن الدول الثلاث تنتهج مساراً خطراً لتحقيق مآرب ذاتية جيوسياسية وأن هذا الاتفاق نابع من عقلية الحرب الباردة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في إحاطته اليومية: إن اتفاق مجموعة «أوكوس» ينبع من «عقلية الحرب الباردة التي ستحفز فقط سباق التسلح، وتضر بمعاهدات حظر الانتشار النووي الدولي، وتشكل خطراً على السلام والاستقرار الإقليميين»، وذلك وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضاف: «يظهر البيان المشترك الأخير الصادر عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا أن الدول الثلاث توغلت في المسار الخاطئ والخطر بغية تحقيق مآرب ذاتية جيوسياسية، ضاربة عرض الحائط بمخاوف المجتمع الدولي».
وجدد المتحدث الصيني التأكيد أن الاتفاق يشكل «خطراً جسيماً بنشر الأسلحة النووية، وانتهاكاً لهدف وغرض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية»، وقال: «الدول الثلاث تدعي أنها ستلتزم بأعلى معايير عدم نشر الأسلحة النووية، وهذا محض خداع».
وسبق أن اعترفت الولايات المتحدة وحلفاؤها بريطانيا وأستراليا بأن الاتفاق يستهدف الصين والذي جاء حسب هذه الدول رغبة منها في مواجهة نفوذ الصين في المحيط الهادئ، ولهذه الغاية أطلقت واشنطن ولندن وكانبيرا أول من أمس الإثنين تحالفها المعروف باسم «أوكوس» الذي كان أعلن عنه قبل 18 شهراً مع سحب عقد الغواصات من فرنسا، ما أثار غضب باريس العارم آنذاك، معلنة عن شراكة لصنع جيل جديد من الغواصات النووية بعد شراء كانبيرا المرتقب عدداً من الغواصات.
وفي وقت سابق قبل إعلان التحالف المذكور، دعت بكين الدول الثلاث، إلى «التخلي عن ذهنية الحرب الباردة والألاعيب التي لا تؤدي إلى نتيجة».
وأول من أمس قال الرئيس الأميركي جو بايدن: «نضع أنفسنا في أفضل موقع لمواجهة مع التحديات الحاضرة والمستقبلية»، معلناً عن تعاون «غير مسبوق» إلى جانب رئيسي وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي وبريطانيا ريشي سوناك في قاعدة سان دييغو البحرية في ولاية كاليفورنيا.
واعتبر أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تحظى بـ«أصدقاء أفضل» من هذين البلدين، فيما أحجم أي من القادة الذين اجتمعوا في سان دييغو عن ذكر الصين صراحة، لكن بايدن أشار ضمنياً إلى بكين قائلاً: إن «تحالف أوكوس» سيضمن أن تكون «منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة»، في إشارة إلى أن المستهدف هو الصين.
بدورها، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر انتشار نووي مع برنامج الغواصات العاملة بالدفع النووي الذي أطلقته الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن المدير العام للوكالة رافاييل غروسي قوله في بيان: «على المدى الطويل، يجب أن تتأكد الوكالة من عدم بروز أي خطر من انتشار هذا المشروع»، مضيفاً: إن «الالتزامات القانونية للطرفين وقضايا عدم الانتشار ترتدي أهمية قصوى».
وسبق لأستراليا أن كانت في طريقها لاستبدال أسطولها الحالي المتهالك من الغواصات العاملة بالديزل بمجموعة غواصات فرنسية تقليدية في إطار صفقة بقيمة 66 مليار دولار.
وأثار إعلان كانبيرا المفاجئ بأنها ستتخلى عن الاتفاق وتدخل في «أوكوس» سجالاً حاداً جداً لم يدم طويلا بين البلدان الثلاثة من جهة، وحليفتها فرنسا من جهة أخرى.
ومقارنة بالغواصات من فئة «كولينز» التي ستتخلى عنها أستراليا، فإن تلك الغواصات من طراز «فيرجينيا» أطول بمرتين ويمكنها حمل 132 شخصاً من أفراد الطاقم بدلاً من 48.
لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، حسب مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف هويته قال: إن البحرية البريطانية ستتلقى السفن من طراز «إس إس إن- أوكوس» في أواخر ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، فيما سيتعين على أستراليا أن تنتظر حتى أواخر أربعينيات القرن الحالي. في الأثناء سيتدرّب البحارة والمهندسون وأفراد الطواقم الأستراليون مع نظرائهم الأميركيين والبريطانيين لاكتساب الخبرات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن