رياضة

نعمة كرة القدم

| بسام جميدة

يبدو أن انشغال أغلبية وسائل الإعلام بكرة القدم وتقليب مواجعها واستعراض خيباتها التي أدمنا عليها، جعل باقي الألعاب والمسؤولين عنها سواء في الاتحادات أم حتى في المكتب التنفيذي يرتاحون من النقد والمتابعة ومناقشة الواقع إلا ما ندر.

أغلبية ألعابنا ليست في المسار الصحيح، وإذا ما استثنينا كرة السلة اللعبة الشعبية الثانية التي تقع تحت المجهر أيضاً، فإن البقية تغط في نعمة تناسي الإعلام والسوشيال ميديا لها، وتدفن رأسها في الرمال كي لا تتم الإشارة لها.

ملفات الرياضة السورية كثيرة ومتشعبة وخصوصاً الاستثمارية منها يجعلها ساخنة في كل وقت وحين.

أين الحصاد الذي ننتظره من كرة اليد؟ وما أخبار كرة الطاولة، وكرة الطائرة؟ بل ماذا تفعل بقية اتحادات الألعاب الفردية واتحادات ألعاب القوة والقوى؟ هل استعادت شيئاً من عافيتها، وماذا فكرت، وهل خططت لمستقبلها على الأقل وخرجت لنا بتصورات جديدة للنهوض من الواقع الذي تعيشه بعيداً عن تعليق كل الخيبات على شماعة الأزمة والحرب؟

ما يقدم للرياضة السورية بشكل عام لم يقدم لأي مفصل من مفاصل الدولة، حتى إن المحاسبة غير موجودة في حال سافرت أي بعثة وعادت بخفي حنين فقط..!

كنا نتمنى لو أن القائمين على تلك الألعاب حاولوا بأضعف الإيمان للخروج من هذا السبات بطريقة وبأخرى، والإعلان عن أفكارهم الإستراتيجية لكي نشعر بوجودهم على الأقل وهم يشغلون مكاتبهم.

مازالت نعمة كرة القدم ترخي بظلالها على كل الألعاب، حيث يستمر السبات المتعمد، كما لا تزال كرة القدم مصدر الوجع الأكثر إيلاماً للجماهير، ولعلنا نستبشر خيراً اليوم واتحاد اللعبة يقدم لنا مدرب المنتخب السادس خلال أقل من عام، والرقم خمسين خلال 74 عاماً، أكثر من نصفهم من الأجانب ولكن من دون إنجازات يستحق الوقوف عندها، بل أوجاع تحتاج إلى فريق بحث علمي وطبي يخرجنا من حالة العقم الذي تعيشه رياضتنا بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن