شؤون محلية

خبز أفران خاصة بحلب غير صالح للاستهلاك البشري وأصحاب المخابز: السبب رداءة الطحين

| حلب- خالد زنكلو

تدنت جودة رغيف الخبز التمويني المنتج لدى مخابز حلب الخاصة، لأسباب لها علاقة بالطحين الرديء الذي يجري استجراره من المطاحن الخاصة في المحافظة، ما أثار استهجان مستهلكي المادة الأساسية، خصوصاً في ريف حلب الشرقي.

واشتكى مستهلكون لقوتهم اليومي من الخبز لـ»الوطن» من استمرار معاناتهم اليومية بسبب عدم جودة خبز الأفران الخاصة في الآونة الأخيرة لجهة وجود شوائب داخله تجعله غير صالح للاستهلاك البشري، على حين عزا أصحاب الأفران الأمر إلى سوء تصنيع الطحين المخصص لهم وغير المطابق للمواصفات القياسية المعتمدة.

وحمّل صاحب فرن في أحد أحياء شرق مدينة حلب لـ«الوطن» الصوامع والمطاحن مسؤولية تراجع جودة الخبز «إذ إن مواصفات الطحين مخالفة للمعايير ولم تعد كسابق عهدنا بها، وعلى الرقابة التموينية شن حملة تستهدف المطاحن الخاصة المتعاقدة مع الحكومة، بدل محاسبتنا نحن على جريرة لم نرتكبها وكيل الاتهامات لنا من المستهلكين بأننا نصنع خبزا لا يؤكل، على الرغم من اضطرارهم إلى شراء الخبز التمويني بسبب الحال المعيشية السيئة والضائقة الاقتصادية التي يمرون بها».

وأكد آخر أن الشوائب غير المستساغة في الطحين، ومنها الأتربة، مصدرها الطحين ونوعية القمح الداخل في صناعته «وليس خطوط إنتاج الأفران وآلاتها وتجهيزاتها البعيدة كل البعد عن الخلل، على الرغم من تقادم عمر خطوط إنتاجها وتدخّل عوامل أخرى في إنتاج رغيف غير مقبول مثل الخميرة السيئة وندرتها».

وأضاف: «نتحمل نحن المسؤولية في نظر المواطن لأننا على احتكاك مباشر معه، عدا كوننا الحلقة الأضعف في إنتاج الخبز وتحمل تبعات باقي الجهات المقصرة في الحلقات الأولى لسلسلة الإنتاج».

ولفت صاحب فرن في إحدى قرى ريف حلب الشرقي إلى أن أصحاب الأفران الخاصة لا يملكون رفاهية رفض كميات الطحين المقدم إليهم في حال وجود إصابات فيها وعدم مطابقتها للمواصفات «لأننا مرغمون على تقديم الرغيف يوميا إلى مستحقيه ولو كان أسمر اللون، كمادة أولى وأساسية في اختيارات المستهلك، بغض النظر عن مواصفاتها، التي نتحمل نحن مسؤولية الداخل منها في اختصاصنا وتسطر بحقنا الضبوط التموينية في حال ارتكاب مخالفات، ومنها ما يصل إلى حد الإغلاق لفترة طويلة»، وأشار إلى قدم آلات المطاحن الخاصة بحلب «ما يؤدي إلى طحين سيئ، بالإضافة إلى نوعية القمح الرديء المقدم إلى المطاحن».

وقال مستهلكون لمادة الخبز داخل مدينة حلب، وفي أحيائها الغربية بالتحديد، لـ«الوطن» إن البل وصل إلى بعض المخابز الحكومية المرموقة والقريبة من الجهات الوصائية «حيث لم يعد بإمكان أفراد عائلتي تناول الخبز الذي يحوي شوائب تقرطها الأسنان… ولذلك بتنا مرغمين على شراء الخبز السياحي أو التمويني الجيد من الطرقات بعشرة أضعاف سعره التمويني، مع أن بطاقتنا الذكية غير مستبعده من الدعم».

وتكثر في حلب بسطات بائعي الخبز على الطرقات الرئيسية وتلقى رواجا وقبولا من المستهلكين، لكونها تقدم خبزا جيداً منتجا في أفران معروفة بجودة رغيفها كالفرن الاحتياطي في الشهباء الحديثة وفرن الرازي وفرن الزبدية، بالإضافة إلى ازدحام الأفران بمستحقي الخبز والذين قد يقضون أكثر من ساعتين على الدور للحصول على مخصصاتهم اليومية من المادة.

يذكر أن القمح الداخل في عمليات الطحن هو الأساس في تحقيق جودة الدقيق ومن ثمّ رغيف الخبز، حيث إن خلطة الطحين من الأقماح المحلية وبنسبة ٤٠ للقمح القاسي و٦٠ للطري أنموذجية، أما القمح المستورد، وهو غالبا طري ١٠٠ بالمئة، فجودته غير مقبولة. ولعملية الطحن الجيدة دور في تقرير جودة الخبز.

وتؤمن أفران القطاع الخاص في حلب الخبز للمستهلكين من خلال ١٧٤ مخبزاً في الريف والمدينة وبكمية ٣٨١ طنا، ويطالب أصحابها باستلام مخصصاتهم كاملة من الخميرة والأكياس وزيادة كمية محروقاتها لتقليل الأعباء المادية وتكاليف إنتاج الخبز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن