ثقافة وفن

سيرغي ميخالكوف في ورشة عمل بالتعاون مع الثقافي الروسي … سوخوف لـ«الوطن»: غايتنا خلق تقارب بين الشعوب ونبدأ من الأطفال الواعدين

| مصعب أيوب

هو الشاعر الذي ألف النشيد الوطني للاتحاد السوفييتي ودولة روسيا وكاتب الكثير من قصص الأطفال وصاحب القصائد البسيطة التي يستوعبها الصغير قبل الكبير.

كاتب قصة العم «سيتيوبا شرطي» ومؤلف قصيدة كيف نعيش من دون كتب؟ وحكاية كيف طار الزرزور إلى المنزل «سيرغي ميخالكوف»، هو عنوان ورشة العمل التي أقامها مركز ممتاز البحرة بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي في دمشق بمناسبة مرور 110 أعوام على ميلاده وذلك يوم السبت في 18 آذار الجاري عند الساعة 12 ظهراً.

شراكة للتنويع الثقافي

في تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح الدكتور نيكولاي سوخوف أن المركز يقيم بشكل منتظم ندوات الفنون التشكيلية للأطفال في مختلف الأعمار بالتنسيق مع المراكز التربوية السورية والجمعيات الخيرية على اختلاف أنواعها، ولأن مركز ممتاز البحرة مجاور لمقر المركز الثقافي الروسي كان من المهم أن تخلق شراكة كهذه للتنويع الثقافي، وضروري أن نعرّف الأطفال على الفنون الروسية والألوان والأزياء، ونضعهم ضمن الأجواء الروسية بشكل كامل ونسعى دائماً لتقارب الشعوب ولابد من الاستثمار في الأعمار الصغيرة.

تلاحم واندماج

مسؤولة العلاقات الثقافية في المركز الثقافي الروسي آية شحادة أفادت بأن الكاتب (ميخالكوف) برع في قصص وأشعار الأطفال، وكان من المهم تسليط الضوء عليه وعلى بعض أعماله وتعريف أطفال المراكز التربوية به ولاسيما من خلال الفيلم الوثائقي القصير الذي عرضناه وبعض المعلومات التي قدمناها لهم وكذلك بعض النماذج التي أبدع الأطفال في رسمها بأنفسهم.

وأشارت إلى أن أطفال هذه المراكز متفاعلون جداً ويحبون هذه النشاطات وهذا ما رأيناه من خلال إلحاحهم الدائم في الفترة السابقة على زيادة التلاحم والانخراط في البيئة الروسية.

اهتمام بالأطفال

مدير مركز ممتاز البحرة للفنون جلال غزي أكد على أهمية هذه اللقاءات التي ترفع مستوى العلاقات بين البلدين ولاسيما من الناحية الفنية والثقافية، فإن من أهم ما يعكس واقع وتاريخ بلد ما فنه وثقافته وهو ما نجده جلياً في معظم ما يقوم به المركز الثقافي الروسي، مشيراً إلى أن الإدارة الروسية تبدي اهتماماً كبيراً بالأطفال من خلال التنويع بين الأنشطة تحت إشراف كوادر متخصصة وأصحاب كفاءة عالية، إضافة إلى الشباب المتطوعين الذين يجذبهم لهذه النشاطات شغفهم لروح التعاون والتكاتف.

وأوضح أن بعض الأهالي حرصوا على مشاركة الأطفال في هذا النشاط لتقديم الدعم النفسي والتشجيع، وهو ما وصفه بالخطوة الإيجابية التي تحفز الأطفال والطلاب وتولد لديهم الطاقة وتساعدهم في التعبير عن مواهبهم وقدراتهم.

وأكد أن هذه النشاطات تلقى ترحيباً كبيراً من الأطفال وتعزز مفهوم الدمج بأفكار جديدة وثقافة مختلفة، وموضوع الورشة اليوم يساعد الطلاب على تنفيذ أساليب تدريبية خارج الصندوق.

وختم بأن هذه الأنشطة ما هي إلا محاولات لتوسيع دائرة المحبة وترسيخ لغة السلام مقابل الحرب، مشيراً إلى أن الطفل يرسم بمحبة من دون إدراك لأي تفاصيل عن الحرب.

شغف التطوع

نوره شونو متطوعة في المركز الثقافي الروسي أعربت عن سعادتها الفائقة بما يقوم به المركز من نشاطات، مشيرة إلى أن الأعمال الموجهة للأطفال تشكل جزءاً مهماً من برنامج عمل المركز حيث يتم إفراد ورشة خاصة لكل جانب فني أو ثقافي أو تعليمي، وأشارت إلى أهمية هذه الفعاليات على المستوى الثقافي والاقتصادي للتعريف بأعلام روسيا في خطوة مهمة لخلق المزج بين الثقافتين السورية والروسية.

وأضافت: إن اكتشافها للمواهب التي يمتلكها الأطفال ومساعدتهم في تنميتها يخلق لديها شغف المتابعة والاستمرار في هذا التطوع ولاسيما أن بذارها تثمر وتنضج بسرعة، مبينة أن هذه الفعالية على مستوى عالٍ من الأهمية لأنها تمزج بين الأدب المتمثل في الشعر والقصص وبين الفن المتمثل برسم نماذج من لوحات الفنان (ميخالكوف) ومما قدمه في أعماله، وهو ما ينمي خيال الطفل عند تجسيده للصورة التي رسمها في مخيلته للقصة على الورق باستخدام الألوان.

وأشارت إلى أن اختيار قاعة للرسم في مكتبة دمشق التربوية لم يكن محض الصدفة، وإنما تعمدت إدارة المركز متمثلة بالسيد سوخوف والأستاذة شحادة أن يتم ذلك في جناح الكتب الروسية كي يتسنى للطلاب الاطلاع على الثقافة الروسية التي احتضنتها المكتبة وإتاحة الفرصة للطلاب من أجل استعارة الكتب التي يريدونها.

متابعة دورية

كما تؤكد المشرفة في المراكز التربوية صفاء وبي على أن الثقافي الروسي دعم المركز التربوي من خلال تقديم الكثير من الكتب التي تحكي تاريخ روسيا إضافة إلى قصص قصيرة وكتب مسرحية بالتزامن مع المعارض والفعاليات الكثيرة والمستمرة.

وأفادت أن هذا التعاون لم يكن الأول من نوعه، وإنما يتم التنسيق والمتابعة بشكل دوري بين المراكز التربوية والثقافي الروسي من أجل توسيع دائرة الثقافة الروسية، وزيادة معرفة الجيل والسوريين ككل بتاريخ روسيا وحاضرها ليصبح البلدان نسيجاً واحداً.

كما قالت وبي أيضاً: «نقوم بدورات توجيهية لليافعين إضافة إلى الندوات الطبية وبعض الحفلات الفنية والمسرحيات القصصية ونخطط لتنفيذ بعضها بمساعدة الطلاب قريباً بالتشارك مع الثقافي الروسي وإشراف وزارة التربية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن