رياضة

المدفعجية قريب من زعزعة أسطورة مانشستر سيتي … كلوب قد يجد نفسه خارج حسابات دوري الأبطال .. هالاند يهدد عرش كول وشيرر ولكن ديكسي دين سيبقى الزعيم

| محمود قرقورا

تعود عجلة الحياة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز يوم السبت القادم بلقاء قمة بين السيتي وليفربول، غوارديولا وكلوب، والطموحات متباينة، فالفريقان اللذان تنافسا طويلاً خلال السنوات الأخيرة أهدافهما تختلف في هذا اللقاء الذي كان مفصلياً في مثل هذا التوقيت من الموسم المنصرم، فالسيتي اليوم يقوم بدور المطارد للمتصدر آرسنال القريب جداً من زعزعة عرش السيتيزينز، وتكفي الإشارة إلى تصدره بفارق ثماني نقاط مع احتفاظ السيتي بمباراة مؤجلة، ما يجعل التنافس على اللقب بين الفريقين وحدهما.

وعلى الطرف المقابل بات ليفربول بموقف لا يحسد عليه وكل همه الفوز بمقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا وهذا لا يلوح في الأفق عطفاً على مستوى الريدز وترتيبه وهو الذي سقطت أوراقه قبل فصل الخريف في البطولات الثلاث الأخرى (دوري الأبطال والكأسين المحليتين)، وبات ينشد المركز الرابع للحفاظ على كبرياء الفريق وكلوب تحديداً.

الصورة ظاهرة في القمة ولكنها ضبابية في القاع حيث التنافس على أشده للهروب من شبح الهبوط الذي يحيق بساوثمبتون (23 نقطة) وبورنموث وويستهام (24 نقطة) وليستر (25 نقطة) ونوتنغهام فورست وإيفرتون وليدز يونايتد (26 نقطة)، وكذلك وولفرهامبتون وكريستال بالاس (27 نقطة)، وكل هذه الأندية التسعة سبق لها اللعب في الدرجة الأدنى بخلاف إيفرتون الذي لم يهبط طوال سنوات الدوري الإنكليزي الممتاز.

والتحدي الآخر الذي تنتظره جماهير البريميرليغ على الصعيد الفردي والمتمثل بالنرويجي هالاند الذي يتصدر قائمة الهدافين برصيد 28 هدفاً وبات قريباً جداً من كسر رقم الثنائي الإنكليزي أندي كول وآلان شيرر اللذين سجلا رقماً قياسياً خلال موسم واحد والبالغ 34 هدفاً وكان ذلك في موسمين متتاليين 1993/1994 و1994/1995 ومن يومها يحاول الكثيرون ولكن ذلك بقي حلماً بعيد المنال ونتحدث عن أساطير تهديفية أمثال كريسيتانو رونالدو 2007/2008 مع اليونايتد ولويس سواريز 2013/2014 مع ليفربول وتيري هنري 2003/2004 مع آرسنال وفان بيرسي 2011/2012 مع اليونايتد حيث وصل الأول والثاني إلى 31 هدفاً والثالث والرابع إلى 30 هدفاً، وأخيراً المصري محمد صلاح الذي سجل 32 هدفاً مع ليفربول موسم 2017/2018.

ويبقى الرقم الأكبر بين اللاعبين الإنكليز خلال الألفية الثالثة مسجلاً باسم لاعب ساندرلاند موسم 1999/2000 بثلاثين هدفاً.

لقب الدوري

يبدو آرسنال مرتاحاً بأعلى الهرم بعد خوضه 28 مباراة وقد جمع 69 نقطة وأمامه عشر مباريات بمواجهة كل من ليدز وليفربول وويستهام وساوثمبتون ومان سيتي وتشيلسي ونيوكاسل وبرايتون وفورست وولفرهامبتون، وهو عملياً يحتاج إلى 26 نقطة من النقاط الثلاثين المتاحة دون النظر إلى النتائج الأخرى، وهو حصد من المباريات المذكورة ذهاباً 23 نقطة حيث سبق له التعثر بالتعادل مع ساوثمبتون ونيوكاسل والخسارة أمام السيتي والفوز في المباريات السبع الأخرى، ما يعني أن المدفعجية قريب من اللقب ولكن المباريات الصعبة ما زالت موجودة وهي ستكون بمواجهة ليفربول والسيتي ونيوكاسل خارج أرضه وتشيلسي بملعبه.

بدوره السيتي تنتظره 11 مباراة بمواجهة كل من ليفربول وساوثمبتون وليستر وبرايتون وآرسنال وفولهام وويستهام وليدز وإيفرتون وتشيلسي وبرينتفورد وسبق له أن حصد 25 نقطة من المباريات الإحدى عشرة المذكورة، ما يعني أن هذا الرقم قد لا يكون كافياً لأنه سيصل بموجبه إلى النقطة 86 فقط وهذا مؤشر على التراجع الملحوظ عما كان عليه الفريق في السنوات الأخيرة، رغم أن الفريق استقدم الهداف النرويجي هالاند الذي يعد حصالة تهديفية بامتياز، ما يعني أن غوارديولا ليس حجة من حيث الفاعلية الهجومية لأن هالاند وحده سجل 28 هدفاً حتى الآن.

معضلة ليفربول

جمع ليفربول 42 نقطة من 26 مباراة وبقيت أمامه المواجهات التالية:

مانشستر سيتي وتشيلسي وآرسنال وليدز وفورست وويستهام وتوتنهام وفولهام وبرينتفورد وليستر وأستون فيلا وساوثمبتون، وسبق للفريق أن حصد 20 نقطة من المباريات المذكورة في رحلة الذهاب، وهذا لن يكون كافياً لكلوب وفريقه إذا أراد المشاركة بدوري الأبطال في الموسم المقبل وهذا مهم لإغراء اللاعبين الذين يريد التعاقد معهم في الانتقالات الصيفية القادمة، وبالتأكيد سيكون الأسبوع الذي يلي التوقف الدولي هو الفيصل لأنه الريدز سيزور السيتي وتشيلسي ويستقبل آرسنال وكان قد حصد 4 نقاط من المباريات الثلاث المذكورة خلال رحلة الذهاب.

التنافس سيكون مع اليونايتد صاحب المركز الثالث بخمسين نقطة وتوتنهام 49 ونيوكاسل 47 مع احتفاظ اليونايتد ونيوكاسل بمباراتين أقل من توتنهام الذي لعب 28 مباراة.

الهبوط

يعد هذا الموسم استثنائياً من حيث تنافس تسعة فرق على تلافي الهبوط ومن الصعب جداً الرهان على الثلاثة الهابطين، ولاشك أن المباريات المؤجلة ستلعب دوراً، فساوثمبتون وإيفرتون وولفرهامبتون وكريستال بالاس لعب كل منها 28 مباراة مقابل 27 لليدز وفورست وليستر وبورنموث و26 لويستهام، ولا خلاف أن المواجهات المباشرة بين الأندية المذكورة قد يكون لها الدور الأبرز في تحديد مسار الهبوط.

تطلع هالاند

تعرض النرويجي هالاند للإصابة في أسبوع الفيفا وعلى الأغلب هو خارج تشكيل السيتي بمواجهة ليفربول، وأظهر المهاجم النرويجي أنه من طينة العباقرة فسجل 28 هدفاً بمعدل يفوق الهدف في المباراة الواحدة وأمامه متسع من الوقت لإزاحة شيرر وأندي كول كما أسلفنا، ولكن يبقى الرقم القياسي لموسم واحد في الدوري الإنكليزي بكل تسمياته مسجلاً باسم ديكسي دين لاعب إيفرتون الذي سجل 60 هدفاً خلال موسم 1927/1928.

وبعيداً عن الرقم القياسي الذي لا يمكن الوصول إليه عطفاً على طرق اللعب الحديثة والدفاعات المتينة فإن الوصول إلى الهدف 35 لن يكون سهلاً وخاصة أن اللاعب يخوض موسمه الأول بين كبار الدوري الإنكليزي الممتاز، ولأجله غير السيتي من طريقة لعبه فصار يعتمد على المهاجم الصريح في الوقت الذي كان فيه المدرب غوارديولا يعتمد على المهاجم الخفي، وآخر المهاجمين الصريحين في كتيبة السيتي هو الأرجنتيني أغويرو الهداف التاريخي للنادي، ومع الأخذ بالحسبان صغر سن المهاجم النرويجي ومعدل تهديفه فإنه سيكون الهداف التاريخي للسماوي في السنوات القادمة.

ومع احتمال هروب اللقب من خزائن السيتي فإن الفريق يتطلع قدماً إلى دوري أبطال أوروبا وهالاند بالذات هو من يتصدر قائمة الهدافين برصيد 10 أهداف منها 5 في المباراة الأخيرة التي لعبها بمواجهة لايبزيغ الألماني علماً أن المدرب أخرجه عند الدقيقة 63 وهذا أثار حفيظة المتابعين وهالاند بالذات لأنه حرمه من تسجيل هدف سادس يدخله التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن