رياضة

صعوبات وانتقادات في الكلاسيكو

| فاروق بوظو

اكتسبت موقعة الكلاسيكو في الجولة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني التي جمعت برشلونة بضيفه ريال مدريد على ملعب (كامب نو) أهمية كبيرة لأن نتيجة المباراة ستلعب دوراً مهماً في تحديد هوية البطل، ففوز برشلونة سيعمق الفارق إلى اثنتي عشرة نقطة وسيجعله يبتعد في الصدارة، وفوز ريال سيقلص الفارق إلى ست نقاط وسيحيي المنافسة على الصدارة من جديد.. هذه المباراة التي جاءت في وسط أجواء حفلت بشكوك واتهامات بالفساد بما يسمى (قضية بيفريرا) وهو نائب رئيس اللجنة الفنية للحكام سابقاً، والمتهم بتقديم استشارات لبرشلونة حول حكام مبارياتهم، ووسط هذه الأجواء وقع الاختيار على الحكم الدولي (ريكاردو بروغوس بنينوثينا) وهي المرة الأولى التي يقود فيها الكلاسيكو في مسابقة الدوري، والثالثة له بعد أن أدارها مرتين في كأس السوبر الإسباني رصيده من المباريات في الليغا لهذا الموسم أربع عشرة مباراة، وهو حكم يمتلك شخصية هادئة وحازمة يعبر عنها عدد بطاقات الإنذار التي يصل معدلها إلى 4.5 إنذارات في المباراة.. وقد أدرك الحكم مبكراً درجة صعوبة المباراة وأهميتها، وقد بدا واضحاً من أجواء اللقاء ومن تصرفات اللاعبين التي بدأت بالتحامات مبكرة، فسجلت أول مخالفة قبل أن تكتمل الدقيقة الأولى من المباراة، وتوالت المخالفات التي اتسم بعضها بالتهور والتي سعى الحكم لاحتوائها بالتحذير الشفهي خوفاً من إشهار إنذارات مبكرة تعقد عليه الموقف دون أي مبرر مما جعله يتعرض لبعض الانتقادات وخاصة عندما وصل عدد الإنذارات إلى سبعة كان بينها إنذار لاعب يستحقه مبكراً، لكن القرار الأهم والمفصلي في المباراة كان هدف التقدم لريال الذي سجله (أسينسيو) في الدقيقة 81 والذي أقره المساعد وألغته الفار بداعي التسلل بعد دقيقتين ونصف الدقيقة من التحقق نظراً لصعوبة الحالة ودقتها من حيث:

– قصر مسافة التمرير مع تحديد لحظة تمرير الكرة بدقة وهي الأساس..

– الفارق البسيط بين رأس كتف المهاجم (أسينسيو) المتقدم عن رأس ذراع آخر ثاني مدافع لبرشلونة (كوندي) مما صعب إجراءات التحقق من خلال بناء شبكة خطوط افتراضية تتقاطع مع المساقط العمودية للجزأين موضع المقارنة.. ومن هنا بدأت عملية التشكيك بصحة القرارات المتخذة، وتحديداً ما يتعلق بلحظة التمرير وبصحة الخطوط المرسومة بعد الزمن الطويل الذي استغرقته عملية التحقق.

بلا شك أن الاعتماد على تقنية (الفار) جعلت القرارات التحكيمية أكثر عدالة، ولكن بالمقابل فتحت الباب واسعاً للمطالبة بالمزيد من الدقة والسرعة والشفافية، الأمر الذي سيتحقق بالاعتماد على تقنية التسلل شبه الآلي التي سيبدأ العمل بها في الدوري الإسباني الموسم القادم..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن