عربي ودولي

موسكو أكدت أن الولايات المتحدة ملزمة بالامتثال الكامل لمعاهدة «ستارت».. والصراع مع الغرب طويل … بوتين: العلاقات بين روسيا وبيلاروس ذات طبيعة تحالف حقيقي

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات بين بلاده وبيلاروس تتسم بطابع خاص متميز، وهي ذات طبيعة تحالف حقيقي، ومكونها المهم التعاون التقليدي في المجالين العلمي والتكنولوجي، في حين حذّر الكرملين من أن الصراع الجاري بين روسيا والغرب، سيستمر لفترة طويلة، واصفاً إياه بـ«الحرب» بالمعنى الأوسع للكلمة، بينما أكدت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة ملزمة بالامتثال الكامل لمعاهدة «ستارت».
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين قوله في رسالة وجهها أمس الأربعاء إلى مؤتمر العلماء الشباب في روسيا وبيلاروس، وتلاها السفير الروسي في مينسك بوريس غريزلوف: إنه أمر رمزي أن ينعقد هذا المؤتمر عشية يوم الوحدة بين شعبي روسيا وبيلاروس الذي يعتبر عيدنا المشترك، ويجسد علاقات الصداقة الأخوية التي تعود إلى قرون بين الروس والبيلاروس، ويوحد قيمهم الروحية.
وأضاف بوتين: تم في الآونة الأخيرة إنجاز الكثير في اتجاه التعاون في المجال العلمي والتكنولوجي، وتعمل فرق البحث المختلطة بشكل فعال، ويجري تطوير مشاريع بحثية مشتركة واعدة، ويتم تبادل الخبرات المهنية بشكل منهجي من خلال المراكز الأكاديمية الرائدة.
وأشار إلى أهمية جذب العلماء الشباب إلى الشراكة بين روسيا وبيلاروس، لأن العلماء الشباب هم الذين سيحددون مستقبل العلوم الروسية والبيلاروسية لعقود قادمة.
وتم تأسيس اتحاد الدولة بين بيلاروس وروسيا في الـ2 من نيسان 1996، وجرى تعزيز أساس الاتحاد في الـ2 من نيسان 1997 مع توقيع معاهدة الاتحاد بين بيلاروس وروسيا، وفي ذلك الوقت تم تغيير اسمها إلى اتحاد بيلاروس وروسيا.
على خط موازٍ، كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين عن احتمال نقل الغرب مجموعات تخريب من أوكرانيا إلى بيلاروس، «للإطاحة» بالقيادة البيلاروسية الحالية.
وحسب وكالة «تاس»، قال غالوزين في تصريح له أمس: إن الخارجية الروسية لا تستبعد هذا الاحتمال من الدول الغربية جراء التعاون العسكري بين مينسك وموسكو، لافتاً إلى أنه في الأشهر الأخيرة اشتدت تصريحات ممثلي التشكيلات القومية البيلاروسية الذين يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية في دونباس، بدعم من سلطات كييف والغرب والتي تشير بصراحة إلى أنهم يخططون في المستقبل لاستخدام خبرتهم القتالية للإطاحة بالقيادة البيلاروسية الحالية.
ودعا غالوزين هيئات الأمن والمخابرات البيلاروسية إلى أخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار بشكل كامل، وكذلك صد كل الاستفزازات المستهدفة والغزو الشامل للعدو في أراضي الجمهورية إذا لزم الأمر.
في غضون ذلك، أفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يخطط للقاء مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، في المستقبل القريب، مضيفاً إنه بالرغم من عدم وجود اتصال مخطط بين الرئيس بوتين، وغروسي في الوقت الراهن، إلا أن غروسي على اتصال دائم مع زملائه في وكالة الطاقة الذرية الروسية «روس آتوم».
وشدد بيسكوف، على أن الهدف الرئيس لروسيا من العملية العسكرية الخاصة، هو ضمان أمن الأراضي الروسية ككل، وسلامة سكان المناطق الجديدة على وجه الخصوص، مضيفاً: نرى توحداً مطلقاً للمجتمع الروسي، وتأييداً غير مسبوق للرئيس بوتين، والسياسة التي يتبعها، وثقة كبيرة بضرورة تحقيق جميع الأهداف الموضوعة للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأشاد بيسكوف، بالنجاحات التي تحققها القوات الروسية في أرتيوموفسك (باخموت)، وأعمالهم البطولية، متمنياً لهم النجاح باسم الكرملين.
وتطرق بيسكوف، للحديث عن المواطنين الروس، الذين يتطوعون للمشاركة في الدفاع عن الوطن، مشيداً بقرار عمدة مدينة فوركوتا القطبية «جمهورية كومي» ياروسلاف شابوشنيكوف، الذي يخطط للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة بموجب عقد خاص، وإعلان العديد من زملائه المشاركة أيضاً.
ورداً على طلب الصحفيين منه التعليق على بيان الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، حول الضغوطات التي يحتمل أن يتعرض لها، في حال خسرت القوات الأوكرانية في أرتيوموفسك (باخموت)، قال بيسكوف: إنه يجب على النظام الأوكراني تحديد أولوياته».
وحذر بيسكوف من أن الصراع الجاري بين روسيا والغرب، سيستمر لفترة طويلة، واصفاً إياه بـ«الحرب» بالمعنى الأوسع للكلمة، قائلاً: هذه حرب واسعة ضد الدول المعادية لنا، إنها حرب هجينة شنوها ضد بلدنا، وستستمر لفترة طويلة، وهنا نحتاج إلى الحزم والتركيز والثقة بالنفس والوحدة حول الرئيس.
وفي سياق متصل، قال بيسكوف، إن روسيا تقدر موقف الصين من أوكرانيا، إلا أنها لا تعتبر نفسها مخولة بتقديم المشورة للرئيس الصيني شي جين بينغ، حول إمكانية التواصل مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، من عدمه.
وفي سياق آخر أكد نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف أن الولايات المتحدة لم تعلق مشاركتها في معاهدة «ستارت» الجديدة، ولذلك فهي ملزمة بالامتثال الكامل لبنود هذه المعاهدة.
ونقلت «سبوتنيك» عن ريابكوف قوله في تصريح أمس: إن الولايات المتحدة على عكس روسيا لم تعلق رسمياً تطبيق المعاهدة من جانبها، فهي ملزمة بالامتثال الكامل لأحكامها، وبالتالي فإن فشلها في تزويدنا ببيانات معينة يوسع قائمة انتهاكات المعاهدة من واشنطن التي تضمنت منذ فترة طويلة عناصر خطيرة للغاية.
وأشار ريابكوف إلى أن الأميركيين يفشلون بشكل مستمر وصارخ في تنفيذ المعاهدة، ويحاولون نقل المسؤولية إلى الجانب الآخر وهذا لن ينجح، مشدداً على أن روسيا لا تزال ملتزمة طوعاً بالبنود التي حددتها المعاهدة من دون أن يعتمد ذلك على ما إذا كان الأميركيون يرسلون الإخطارات المطلوبة منهم أم لا.
وفي الـ28 من الشهر الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً بشأن تعليق مشاركة بلاده في معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية والحد منها «ستارت 3»، مؤكداً أن بلاده ورغم ذلك لم تنسحب من المعاهدة.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح أمس أن القوات الإستراتيجية بدأت مناورات تشمل أنظمة صواريخ «يارس» النووية الباليستية العابرة للقارات.
ونقلت «سبوتنيك» عن بيان للخدمة الصحفية بوزارة الدفاع قوله: إن «عملية اختبار متكاملة في تشكيل أومسك الصاروخي بدأت بالتزامن مع تدريبات للقيادة والأركان في تشكيل نوفوسيبيرسك المجهز بصواريخ «إر إس 24 يارس» المتنقلة»، موضحاً أنه بشكل إجمالي يشارك في هذه التدريبات أكثر من 3 آلاف عسكري ونحو 300 قطعة من المعدات، وستقوم لجنة من قيادة قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية بالتحقق من تناسق عمل العسكريين في أداء وتنفيذ المهام.
وبين مصدر في الوزارة أن هذه التدريبات تجري وفقاً لخطة الإعداد والتدريب لهذا العام، كما ستنفذ قوات الصواريخ الإستراتيجية تدريبات في مجال التمويه والتصدي لوسائل الاستطلاع الجوي الحديثة بالتعاون مع تشكيلات ووحدات المنطقة العسكرية المركزية والقوات الجوية الروسية، وسيتم خلال ذلك تركيز الاهتمام على استخدام الطائرات دون طيار من مختلف الفئات والأنواع.
و«إر إس 24 يارس» هي منظومة إستراتيجية مزودة بصواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، وهي تعديل محدث لمنظومات «توبول إم» وإحدى الخصائص الرئيسية لصاروخ «يارس» هي مداه البالغ 12000 كلم، ما يسمح بإصابة أبعد المواقع في العالم، وإضافة إلى ذلك تصل سرعة الصاروخ إلى 14 ماخ، ويمكن أن تعادل قوته التفجيرية الإجمالية مليون طن من الـ«تي إن تي».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن