سورية

نائب رئيس مجلس الدوما الروسي أكدت أن الحرب على سورية وروسيا تستهدف قيمنا وديننا ويجب الوقوف في وجهها … كوزنيتسوفا لـ«الوطن»: عدونا واحد ومن أجل الأطفال والمستقبل يجب أن ننتصر

| سيلفا رزوق

اعتبرت نائب رئيس مجلس الدوما الروسي آنا كوزنيتسوفا أن الحرب الجديدة التي تشن على سورية وروسيا اليوم تستهدف القيم والمبادئ والمعتقدات، ومن واجبنا الوقوف في وجهها، كاشفة أن هذه النقطة شكلت محور نقاشها مع السيدة الأولى أسماء الأسد والتي كان اللقاء معها هاماً للغاية.

وفي مقابلة مع «الوطن» أشارت كوزنيتسوفا إلى اللقاءات التي أجراها الوفد الروسي في سورية وقالت: «كان لدينا أيام ناشطة جداً، وأجرينا العديد من اللقاءات، وكان هناك الكثير من العمل والجهد والتي كان هدفها واحد وهو تعزيز التعاون بين البلدين، نحن التقينا رئيس وأعضاء مجلس الشعب السوري وأجرينا لقاءات مع قيادة حزب البعث وشخصيات دينية وزرنا دمشق ومعلولا، لكن الأهم هو اللقاء مع السيدة أسماء الأسد حيث كان هذا اللقاء هاماً للغاية».

ولفتت كوزنيتسوفا إلى أن المناقشات خلال هذه اللقاءات اتخذت ثلاثة اتجاهات، أولها موضوع العدوان الخارجي الذي يستهدف سورية وروسيا، والاتجاه الثاني حماية أفكارنا ومبادئنا ومعتقداتنا، أما الاتجاه الثالث فهو حماية الحقيقة التاريخية، وحماية الأجيال الحالية وأطفالنا من الأكاذيب والأفكار التي يجري الترويج لها في الوقت الحالي من قبل الغرب.

ولفتت كوزنيتسوفا إلى أنه لتحقيق هذه الأهداف التي جرت مناقشتها، تم البحث في بعض الخطوات ودعمها وتطويرها وأضافت: «من هذه الخطوات التي ننوي اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف، أولا تعزيز التعاون مع الحكومة السورية على كل المستويات، وكما قالت السيدة أسماء الأسد العمل على تركيز التعاون ما بين الشباب السوري والشباب الروسي، وبالطبع عند وصولنا لروسيا سنقدم هذه المقترحات لحزب روسيا الموحدة، وأنا متأكدة أن أعضاء الحزب سيرحبون بهذا التعاون مع الشباب في الجمهورية العربية السورية».

وتابعت: «التعاون بين البلدين أمر مهم لكننا بحاجة أيضاً للتعاون بين الشعبين، والوفد الروسي الذي حضر لدمشق يضم ممثلين من اتحاد النساء الأرثوذكسيات، حيث جرى الاتفاق خلال مناقشات الوفد الروسي في سورية على النظر في إمكانية تشكيل فرع لهذا الاتحاد في سورية وهذه الفكرة لاقت اهتماماً كبيراً، ونأمل نجاح هذه الخطوة».

وبخصوص لقائها مع السيدة أسماء الأسد أول أمس قالت كوزنيتسوفا: «في كل مرة ألتقي فيها السيدة أسماء أشعر بأننا لا نحتاج لمترجم وكأننا نتكلم بلغة واحدة، وهذا بسبب الاهتمامات المشتركة بيننا لاسيما ما يخص قضايا حماية الأسرة وحماية المرأة وحقوق ومستقبل الأطفال وعلى الأخص حماية قيمنا وديننا وأضافت: «اليوم نشاهد ما يقوم به النازيون في أوكرانيا من حرق للقرآن الكريم وحرق الكنائس المسيحية، وعلينا الدفاع عن قيمنا وديننا».

وبخصوص تبادل الخبرات اليوم فيما يخصّ تحديات الحرب الجديدة وأشكالها الثقافية والاجتماعية والعسكرية، اعتبرت كوزنيتسوفا أن هذه النقطة هامة جداً بسبب الوضع القائم اليوم وما يجري حولنا في هذه الحرب الجديدة التي يقودها الغرب، فنحن بحاجة للتنسيق بيننا من أجل الرد على ما يقومون به، وعلينا التحضير للرد على هذه الحرب التي تستهدف قيمنا ومجتمعاتنا.

وتابعت: «بإمكاننا مناقشة الأمور السياسية والاقتصادية ولكن عندما يبدأ التدخل بقيمنا الأساسية سنقول لهم قفوا هنا، ونحن كنا متفقين مع السيدة أسماء الأسد بأنه عندما يتم ضرب القيم الأساسية في المجتمعات فإنه من السهولة تفكيكها وعلينا مواجهة هذا الأمر».

وبخصوص المعاناة الإنسانية للمناطق التي تتعرض للعدوان الأوكراني في إقليم الدونباس قالت كوزنيتسوفا: «بصراحة وصلنا إلى سورية من الأراضي المحررة في دونباس، وأقول إن الوضع صعب جداً ونحاول تقديم كل المساعدات المطلوبة، وحتى الآن 2500 طفل استشهدوا في العدوان الأوكراني، وآلاف الأطفال مصابين، وهناك تدمير في البيوت والمدارس والبنية التحتية ويمكن وصف الوضع بأنه صعب جداً لهؤلاء الأطفال».

وختمت كوزنيتسوفا مقابلتها بالقول: «بكل الأحوال من أجل الأطفال والمستقبل يجب أن ننتصر، بجهودنا وبصلاتنا المشتركة واليوم عدونا واحد».

ويضم الوفد الروسي رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والمحاربين القدماء في مجلس الدوما ياروسلاف نيلوف، والنائب الأول لرئيس لجنة الثقافة في المجلس ديميتري بيفتسوف، والنائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الدولية في «الدوما» أليكسي تشيبا، وعضو لجنة الميزانية والضرائب في مجلس الدوما إيرات فراحوف، ورئيس مكتب نائب رئيس مجلس الدوما لاريسا فيرتافايا، ومساعد نائب رئيس المجلس أنستازيا موتوفكينا، والرئيس المشترك لاتحاد النساء الأرثوذكسيات نتالي ديمتريفينسكايا.

الوفد البرلماني الروسي برئاسة كوزنيتسوفا كان زار أمس بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، والتقى الوكيل البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الأسقف رومانوس الحنات.

وأشار الحنات إلى التعاون بين سورية وروسيا في المجال الإنساني وإلى العلاقات الوطيدة بين الكنيستين الأرثوذكسيتين في البلدين، معبراً عن الشكر للشعب الروسي والقيادة والكنيسة الروسية لمواقفهم الداعمة لسورية وشعبها وجيشها.

من جانبها أكدت كوزنيتسوفا استمرار روسيا في دعم الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية له.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن