شؤون محلية

51 ألف طفل التحقوا بمشروع «استعدوا» للالتحاق بالمدرسة … مديرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة لــ«الوطن»: دراسة لجعل «التحضيري» ضمن التعليم الإلزامي

| محمود الصالح

كشفت مديرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة في وزارة التربية كفاح الحداد عن وصول عدد الأطفال المشاركين في البرنامج الوطني لوزارة التربية «استعدوا» إلى 51326 طفلاً منهم 24688 ذكراً و26638 أنثى، وهذا المشروع يأتي في إطار سعي وزارة التربية لإعداد الأطفال للدخول في المدارس من خلال شعب صفية متخصصة في المدارس الحكومية.

وبينت الحداد أن مرحلة الطفولة المبكرة تعد من أهم المراحل في تكوين شخصية الطفل وبناء قدراته، ففيها تحدد معظم أبعاد نموه الأساسية المعرفية، اللغوية، الحركية، الجسدية، الانفعالية، والاجتماعية، وفيها تتضح سمات سلوكه، صفاته وعلاقاته الإنسانية، لذلك تصبح هذه المرحلة القاعدة الثابتة لتربية الطفل وتعليمه وإعداده للحياة وللمراحل التعليمية المقبلة. وما علينا سوى تهيئة البيئة المناسبة لهذا كله، حتى تتحقق التربية المتكاملة للطفل، وينمو بطريقة سوية، بدءاً من البيت والروضة وصولاً إلى المدرسة.

وأضافت: إن إدراج السنة التحضيرية في رياض الأطفال (الفئة الثالثة) في السلم التعليمي الإلزامي له أهمية كبيرة في تهيئة الطفل لهذه المرحلة ليكون مستعداً للاندماج على نحو أفضل، ويتابع التعليم بإيجابية ويحقق معارف مكتسبة أكثر من أقرانه الذين لم يتمكنوا من ذلك.

وأوضحت أنه من هنا جاءت مبادرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة متمثلة بمشروع (استعدوا للالتحاق بالمدرسة) الذي انطلق منذ عام 2017 مستهدفاً الأطفال من بيئات مختلفة بهدف الالتحاق برياض الأطفال (الفئة الثالثة) لردم الهوة بين البيت والمدرسة. وبلغ عدد الشعب الصفية المفتتحة في تلك المدارس ابتداء من انطلاقته وحتى الآن 1857 شعبة صفية في جميع المحافظات، جاءت محافظة السويداء في المرتبة الأولى في عدد الأطفال المشاركين الذين بلغ عددهم 7264 طفلاً وطفلة، والأقل بين المحافظات الحسكة، حيث كان العدد 281 طفلاً وطفلة انضموا من خلال 11 شعبة صفية وبلغ عدد المربيات في هذا البرنامج 3720 مربية.

وقالت الحداد: إن الهدف العام لهذا المشروع هو تعديل القانون الخاص بالتعليم الإلزامي وذلك بإلحاق السنة التحضيرية من رياض الأطفال (الفئة الثالثة) في السلم التعليمي الإلزامي.

إضافة إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة، وزيادة نسبة الالتحاق برياض الأطفال وصولاً إلى الهدف الرابع للتنمية المستدامة (التعليم للجميع)، وتوفير بيئة داعمة وآمنة وحافزة في الغرف الصفية لرياض الأطفال، وتأهيل وتمكين مربيات رياض الأطفال للعمل مع الأطفال من خلال تنفيذ برامج تدريبية ممنهجة وتبادل الخبرات مع المنظمات والمؤسسات الشريكة التي تعمل في المجال نفسه، وتهيئة الطفل للانتقال من بيئة المنزل إلى بيئة المدرسة والتخفيف من شعوره بالصدمة، وردم الهوة بين الأطفال في الصف الأول الابتدائي الذين التحقوا بالرياض والذين لم يلتحقوا من الناحية الاجتماعية والتعليمية وتنمية مهاراتهم (المهارات الشخصية- مهارات القراءة والكتابة- المهارات الحسية الحركية…) مما يؤدي إلى تسهيل المهمة الملقاة على عاتق معلمة الصف الأول، وتنمية استعداد الأطفال للتعلم بحيث تصبح قابليتهم للعمل أفضل من الأطفال الذين لم يلتحقوا، وزيادة عدد الرياض بشكل عام ضمن المحافظة الواحدة وفي كل المحافظات، وتوزعها الجغرافي العادل يسهم في تشجيع الأهالي على إلحاق أطفالهم بالرياض.

وبينت الحداد أن أهمية المشروع تأتي من أهمية التعلم المستمر القائم على تنمية مهارات الطفل وقدراته وتوسيع مداركه وضرورة توفير ظروف مناسبة، ليحصل الطفل على التعلم الممزوج بالمتعة والترفيه، وترسيخ مبادئ التعلم الذاتي التي تؤدي دوراً فعالاً في مرحلة الروضة بهدف إكساب الطفل مهارات وأساليب التعلم المستمر وتهيئته لتحمل مسؤولية تعلم نفسه بنفسه مما يعطي الحرية للطفل في البحث والتجربة والتفاعل. واكتشاف الخطأ بنفسه وتصحيحه تحت إشراف وتوجيه مربيته وصولاً لمجتمع دائم التعلم، وأهمية تطبيق الأساليب التربوية الحديثة في رياض الأطفال بهدف مواجهة الفروق الفردية لدى الطفل في تلك المرحلة العمرية، وتوظيف القدرات الإبداعية والتحليلية واستثمارها لتحقيق أقصى درجات النمو الشامل، وتمكين الطفل من مهارات الحوار والتواصل وقبول الآخر بهدف التفاعل مع الأشخاص المحيطين به، وتوفير الكتب والمواد المعرفية المناسبة لعمر الطفل بما يتفق مع خصائصه النمائية، وتأمين فرص تعليمية مختلفة تشمل كل الأطفال من جميع الشرائح الاجتماعية بما يضمن حق الطفل في التعلم، وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة (الهدف الرابع) الذي يُعنى (بضمان التمتع الكامل بحق التعلم).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن