عربي ودولي

قوات العدو أخرجت المعتكفين من الأقصى وعشرات المستوطنين دنسوه … إضراب شامل في أراضي 1948 المحتلة احتجاجاً على الجرائم الإسرائيلية

| وكالات

عم الإضراب الشامل أمس الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، احتجاجاً على جريمة قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي محمد العصيبي عند أحد أبواب المسجد الأقصى، وعلى جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، في حين جددت مجموعات من المستوطنين صباح أمس اقتحام ساحات المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات العدو الصهيوني التي قامت بإخراج المعتكفين بالقوة من المسجد وإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحامات المستوطنين.
وذكرت وكالة «وفا» أن الإضراب الذي دعت إليه لجنة المتابعة العليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 شمل قطاع التعليم والقطاع الاقتصادي.
ودعت اللجنة إلى تنظيم وقفات في جميع بلدات الأراضي المحتلة عام 1948، رفضاً لجرائم الاحتلال وسياساته العدوانية وممارسات التمييز العنصري.
وشددت اللجنة على أن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال وأدت لاستشهاد العصيبي تأتي في إطار استهداف الاحتلال المتواصل للوجود الفلسطيني في القدس والأقصى، مؤكدة أن الرد يجب أن يكون بتكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى والقدس في هذه الأيام، تحديداً من شهر رمضان.
واستشهد محمد العصيبي 26 عاماً من بلدة حورة في منطقة النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 أول من أمس السبت، متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة قرب باب السلسلة أحد الأبواب المؤدية إلى باحات المسجد الأقصى.
في غضون ذلك، اقتحمت مجموعات من المستوطنين، ساحات المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات العدو الصهيوني التي قامت بإخراج المعتكفين بالقوة من المسجد وإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحامات المستوطنين.
وأفادت دائرة الأوقاف الفلسطينية بأن المستوطنين اقتحموا ساحات الأقصى من باب المغاربة على شكل مجموعات، حيث تشكلت كل مجموعة من 40 مستوطناً، وذلك بعد انتشار أعداد كبيرة من قوات الاحتلال في ساحاته، حيث قامت بإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحامات المستوطنين.
وذكرت أن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وقاموا بتأدية طقوس تلمودية في الجهة الشرقية من ساحات الحرم وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الحرم من جهة باب السلسلة.
وبالتزامن مع اقتحام المستوطنين، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، وأخرجت المعتكفين منه عنوة، فيما تواصل شرطة العدو فرض إجراءات مشددة على دخول المصلين لساحات الحرم.
واعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين، ممن سمح لهم بالدخول لساحات الحرم، وذلك تزامناً مع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.
وشرعت قوات العدو في القدس، بتنفيذ حملة اعتقالات وإبعادات مكثفة عن الأقصى، طالت عشرات المرابطين والمرابطات، وذلك كإجراءات استباقية اتخذتها، عشية ما يسمى عيد «الفصح اليهودي» الذي يصادف الأربعاء المقبل، ويستمر لأسبوع.
وحولت سلطات العدو القدس إلى ثكنة عسكرية واستنفرت قواتها في القدس القديمة وحول الأسوار، حيث قامت بنصب الحواجز في مناطق مختلفة بالمدينة المحتلة.
وفرضت قوات العدو قيوداً مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضهم عند بواباته الخارجية.
إلى ذلك، دعا الحراك الشبابي الشعبي في القدس، جماهير القدس والضفة الغربية والداخل إلى الزحف المقدس إلى المسجد الأقصى بنية فرض الاعتكاف العظيم والثبات والصمود لتثبيته ومواصلته حتى نهاية شهر رمضان.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 230 فلسطينياً في مدينة القدس المحتلة، وأبعدت 70 آخرين عن المدينة والمسجد الأقصى خلال شهر آذار الماضي.
ونقلت «وفا» عن مركز معلومات وادي حلوة قوله في تقريره الشهري الصادر أمس: إن قوات الاحتلال اعتقلت 230 مقدسياً، بينهم 3 أطفال، أعمارهم تقل عن 12 عاماً و58 فتى و8 سيدات، مشيراً إلى أن أكثر من 80 حالة اعتقال تمت من المسجد الأقصى والطرقات المؤدية إليه.
وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال أبعدت 15 مقدسياً عن أماكن سكنهم في مدينة القدس، ومنعت دخول بعضهم الضفة الغربية، كما أبعدت 30 آخرين عن البلدة القديمة و25 عن المسجد الأقصى، بينهم 13 سيدة و12 فتى.
ومن جانب آخر استنكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين الصمت الدولي تجاه جريمة القتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسير وليد دقة المصاب بسرطان النخاع الشوكي، مطالبة بتحرك جدي وسريع لإنقاذ حياته.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن الهيئة قولها في بيان أمس: إن صحة الأسير دقة في تدهور مستمر وسط مخاطر حقيقية على حياته، جراء إهمال سلطات الاحتلال المتعمد ومماطلتها في تقديم العلاج اللازم له، مشيرة إلى أنه يعاني من التهاب رئوي حاد وانخفاض في الهيموغلوبين وإرهاق وآلام في مختلف أنحاء جسمه.
وطالبت الهيئة مؤسسات المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية، وإنقاذ حياة الأسير دقة الذي يقتله الاحتلال بتركه فريسة لمرض السرطان، وباتخاذ تدابير جدية لإلزام الاحتلال بالإفراج عن جميع الأسرى وفي مقدمتهم المرضى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن