سورية

التنظيم يخشى أن تتخلى إدارة أردوغان عنه في إدلب في سبيل المصالحة مع دمشق … الجيش يقتل 15 من «النصرة».. وطريق «M4» على طاولة «الرباعية» في موسكو

| حلب - خالد زنكلو

تمكنت وحدات الجيش العربي السوري من قتل ما لا يقل عن ١٥ مسلحاً، بينهم ٤ متزعمين أجانب، من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، الذي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته الحالية، خلال استهداف وحدات الجيش لمقراتهم في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وأوضح مصدر ميداني جنوبي إدلب لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري استبقت أمس تنفيذ إرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «النصرة»، هجمات ضد مواقع تمركز الوحدات، ونفذت رمايات مدفعية وصاروخية مكثفة استهدفت تجمعاتهم وطرق إمدادهم في محيط بلدات البارة وكنصفرة وسفوهن والفطيرة وفليفل، ما أدى إلى مصرع ١٥ إرهابياً وجرح آخرين وتدمير ٣ مواقع كانوا يتحصنون فيها مع عتادهم العسكري.

ولفت المصدر إلى أنه عرف من الإرهابيين غير السوريين الذين لقوا حتفهم بضربات الجيش السوري، التي وفرت إحداثياتها طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي، متزعمان من «النصرة» هما أبو خالد المغربي والمدعو عبد النعسان، إلى جانب متزعمين أجنبيين آخرين.

في غضون ذلك برزت مخاوف جدية لدى «النصرة»، من تفريط إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتنظيم في إدلب، بسبب حاجة أنقرة إلى إحراز تقدم في مسار التطبيع مع دمشق المتمسكة بمطلبي مكافحة الإرهاب وانسحاب جيش الاحتلال التركي من الأراضي السورية، كمقدمة لإعطاء زخم للمسار في شقه الدبلوماسي.

ولذلك، تكتسي مباحثات «الرباعية»، التي ستعقد اليوم وغداً في موسكو بين معاوني وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، بعداً مهماً لجهة استكشاف نيات إدارة أردوغان الحقيقية بإبراز جدول لانسحاب جيش احتلالها من الأراضي السورية، ومنها إدلب التي يجب التخلي عن دعم «النصرة» فيها، تمهيداً لبسط سيطرة الدولة السورية عليها.

وكشفت مصادر معارضة مقربة من الفصائل المسلحة المدعومة من إدارة أردوغان في إدلب لـ«الوطن» أن متزعم «النصرة» المدعو أبو محمد الجولاني الإرهابي أبدى في اجتماع مغلق مع متزعمي تنظيمه قبل نحو شهر خشيته من رفع أنقرة الغطاء السياسي والعسكري عنه، بغية إظهارها «حسن نية» نحو دمشق، وفي سبيل قطع خطوات إضافية حاسمة في المصالحة معها قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، والتي يفصل أقل من شهر ونصف الشهر عن موعدها.

وأشارت المصادر أن «الجولاني» قال خلال الاجتماع إن على تنظيمه التمدد خلال شهرين نحو المنطقتين اللتين تحتلهما تركيا وتدعيان «غصن الزيتون» في عفرين و«درع الفرات» حيث الباب وجرابلس، في حال طلب منه مغادرة إدلب وأرياف غرب حلب وشمال حماة وشمال اللاذقية المشكلة مع إدلب منطقة «خفض التصعيد»، ولذلك غزا تنظيمه بلدة جنديرس في ٢١ آذار الماضي وقبلها مدينة عفرين في تشرين الأول الفائت.

وذكرت المصادر أن زعيم «النصرة» استشعر الخطر المحدق به وبتنظيمه منذ اجتماع ممثلين عنه وعن ميليشيا «حركة أحرار الشام»، المتحالفة معه والمدعومة من أنقرة، سراً نهاية كانون الثاني الماضي مع ضابط استخبارات تركي رفيع بلغه رغبة إدارة أردوغان بفتح طريق عام حلب اللاذقية، والمعروف بـ«M4»، في مقطعه الذي يصل سراقب شرق إدلب بتل حور شمال اللاذقية، أمام حركة المرور والترانزيت.

وفيما يخص اجتماع «الرباعية»، توقعت مصادر متابعة في تصريح لـ«الوطن» أن تطرح مسألة إعادة فتح «M4» على طاولة الاجتماعات مجدداً، وذلك لما للطريق الدولي من أهمية لدى الدولة السورية على اعتباره شأناً سيادياً وشرياناً حيوياً اقتصادياً، يمكن لإدارة أردوغان ممارسة ضغوط على «النصرة»، المسيطرة على جانبي الطريق، لوضعه في الخدمة.

وبينت المصادر أن فتح الطريق السريع ممكن ويتقدم «بوادر الثقة» المطلوب من إدارة أردوغان تلبيتها نظراً لما تحكمه من اتفاقيات ثنائية بين روسيا وتركيا، ومنها «اتفاق موسكو» الموقع في ٥ آذار ٢٠٢٠، والذي قضى بإقامة منطقة عازلة على طرفي الطريق بعمق ٦ كيلو مترات من كل جهة وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية على طول مقطعه لم يكتب لها النجاح بالاستمرار جراء تعديات الإرهابيين عليها.

وعن الوجود العسكري التركي في إدلب، أوضحت المصادر أنه مطلوب من أنقرة جدولة انسحاب جيش احتلالها من القواعد العسكرية ونقاط المراقبة غير الشرعية المتمركزة في المحافظة، على أن تشمل البداية الانسحاب من جبل الزاوية وباقي مناطق جنوب «M4»، تمهيداً لفتح الطريق السريع والضغط على «النصرة» للانسحاب منها أو تركها فريسة للجيش العربي السوري وقوات الجو الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن