شؤون محلية

زيادة الطلب على النباتات البرية … عوائل بالقنيطرة تمتهن بيع النباتات الطبية لتحسن دخلها … معاون مدير الزراعة لـ«الوطن»: أكثر من /1000/ صنف نبات ينمو بالقنيطرة

| القنيطرة - خالد خالد

لجأت كثير من العوائل في القنيطرة وريف دمشق الغربي في ظل الوضع المعيشي الصعب واعتماد الكثير من العوائل على (الوظيفة) كمصدر دخل وحيد إلى مهنة بيع النباتات الطبية والعطرية والحشائش المعروفة والتي تنمو في هذا الوقت من كل عام، لتحسين دخلها ووضعها المعيشي، كون منطقة الجولان غنية بهذا النوع من النباتات.

وتقول إحدى السيدات: إن الطلب اليوم على الحشائش والبنات البرية كبير بسبب رخصها مقارنة من الخضراوات وغيرها من المواد الغذائية، حيث يلجأ الكثير من العوائل إلى طلب الخبيزة والمرار والعلت (العليجة) والرشاد والقرة وغيرها من خيرات الأرض والتي تكون طبيعية وخالية من الملوثات أو السماد، مؤكدة أن البابونج يأتي في مقدمة المبيعات كونه مادة طبية ويستخدم في كثير من الحالات العلاجية.

وتقول (أم أحمد): إن سهول محافظة القنيطرة تنمو فيها كثير من النباتات البرية العطرية والطبية والغذائية الجولانية مثل النّفل والبريدة والدّودحان (الدحنون) أي شقائق النعمان، والأقحوان والقرّام والخرفيش والخبيزة واللوف والعلقة (العليق) أي التوت البري والبَختري والمِرار والعِلت أي الهندباء وغيرها، وإنه في السابق كانت النباتات الطبية والغذائية تقدم مجاناً وهدايا للأقارب والمعارف، أما اليوم وبسبب الظروف المعيشية الصعبة لجأت كثير من العوائل إلى امتهان بيع النباتات الطبيعية كمصدر دخل لها، وخاصة في هذا الشهر الفضيل حيث تكثر المصاريف والنفقات.

معاون مدير زراعة القنيطرة عبدالله شرارة بيّن أنه وعلى الرغم من صغر مساحة الجولان إلا أنها غنية بالنباتات الطبيعية، ففيها أكثر من /1000/ صنف من النباتات التي تنمو بتلقائية، ويعود هذا التنوع النباتي إلى عوامل عدة أهمها الموقع الجغرافي والتنوع التضاريسي من جبال وسهول وأودية وأغوار جعل من تنوع النباتات شيئاً فريداً، إضافة إلى أن توزع النباتات الطبيعية يرتبط بالمناخ والتربة ارتباطاً وثيقاً، مبيناً أن أبناء الجولان كانوا يستخدمون النباتات الطبية في علاجهم (الطب العربي) ومن أهمها الخشخاش والحرمل والروتا والمصيص الحمم والزعتر والجعدة والقيصوم والطيون والشيح وكيس الراعي والبابونج والكتيلة والبصيل وإبرة العجوز وحيلدان وغيرها. ‌‏

وأشار إلى أن الجولان غني بالتنوع النباتي بسبب تربته التي تتميز بخصوبتها واحتوائها على المركبات المعدنية، والأهم أن جميع النباتات تنمو بشكل طبيعي، إضافة إلى أن هناك العديد من النباتات التي تؤكل ومنها الخردلة – الخبيزة – الرشاد – القرصعنة – الشومر – العكوب – البسباس – اللوف – الفرفحينة (البقلة) – القرة – الفطر – الصفيرة – الطرثوث. ‌‏

ولفت شرارة إلى اهتمام مديرية الزراعة في تنفيذ مشاريع لزراعة النباتات الطبية والعطرية لتحسين الأمن الغذائي الأسري بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي واتحاد النحالين العرب، حيث تم توزيع منحة الزعتر لنحو 400 عائلة في قرى وريف المحافظة الشمالي والجنوبي بهدف تمكين العوائل والأسر من تحسين سبل العيش لديهم وزيادة دخلهم وتشجيعهم على الزراعات الأسرية وتحقيق اكتفاء ذاتي وتسويق الفائض عن الحاجة للأسواق المحلية.

وأكد معاون مدير الزراعة افتتاح مدارس للنباتات الطبية والعطرية في الوحدات الإرشادية لتطوير زراعة النباتات الطبية والعطرية ودعمها من خلال تسويقها وترويجها وفتح باب التمويل والإقراض وإقامة الدورات والندوات التخصصية والأبحاث والدراسات اللازمة لتنمية هذه الزراعة كونها تحظى بأهمية كبرى لاستزراعها بشكل اقتصادي، خاصة في الحدائق المنزلية، ومن قبل السيدات الريفيات لتمكين هذه الأسر اقتصادياً، والاستفادة منها بالاكتفاء الغذائي المنزلي، مشدداً على إمكانية تطوير زراعة النباتات الطبية، وزراعة أصناف جديدة كالكمون وحبة البركة والزنجبيل وإكليل الجبل والختمية والريحان وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن