ثقافة وفن

هل تمثل تغييراً في مسار الدراما الشامية؟ … «زقاق الجن» حبكة بوليسية في إحدى الحارات الدمشقية

| مايا سلامي

في حبكة بوليسية يتابع مسلسل «زقاق الجن» تأليف محمد العاص، إخراج تامر إسحاق أحداثه التي تدور في إحدى الحارات الدمشقية، مبتعداً في قصته ومضمونه عن نمطية أعمال البيئة الشامية وإن تقاطع معها في بعض التفاصيل، ليقدم حكاية جديدة تستند إلى الموروثات الشعبية من قصص الجن والخرافات التي تداولها الناس بكثرة قديماً.

وحتى الحلقة الثانية عشرة نجح العمل بالسير في خط متصاعد مقدماً المزيد من الأحداث المثيرة والغامضة التي جذبت المتابعين وجعلتهم في حالة ترقب دائمة لما هو آت.

زاد من ثقل العمل جمعه لكوكبة من أبرز وألمع النجوم السوريين الذين قدموا أداء ملحوظاً في التماهي مع شخصياتهم المركبة والصعبة بعض الشيء، فلكل منهم قصة مجهولة لم تتضح بعد معالمها بشكل كامل، ليضعك في كل حلقة أمام لغز محير وجديد، حيث يجمع على قائمة أبطاله كل من: أيمن زيدان، أمل عرفة، شكران مرتجى، شادي زيدان، إمارات رزق، سعد مينا، صفاء سلطان، عبد المنعم عمايري، نجاح سفكوني، جيانا عيد، وائل زيدان، مديحة كنيفاتي، فادي الشامي، أمية ملص، أمانة والي، حسام الشاه، أيمن بهنسي، حسن خليل، لوريس قزق، سليمان رزق، روبين عيسى، جمال العلي، باسل حيدر، محمد قنوع، فاتح سلمان، همام رضا، إيمان عبد العزيز، حمادة سليم، بلال قطان، رامي أحمر، دوجانا عيسى، زينة بارافي، علاء زهر الدين، اليانا سعد.

قصة العمل

تبدأ قصة العمل باختطاف الطفل «نادر» عند ذهابه لدروس الكتّاب من قبل قاتل متسلسل يخطف ويقتل الأطفال ويعتقد أهالي الحي أن الجن مسؤولون عن ذلك، لتبدأ بعدها سلسلة من الجرائم المتلاحقة كان آخرها مقتل مختار الحي «أبو فهد» الذي يجسد شخصيته الفنان أيمن بهنسي.

كما يتطرق إلى العلاقات والخلافات الاجتماعية القائمة في الحي بين بعض العائلات التي بدأت تتضح أسبابها وتفصيلاتها شيئاً فشيئاً مع تقدم الحلقات التي تسترجع في كل مرة أحداثاً من الماضي لكشف ما تخبئه تلك الشخصيات.

ويعتبر العمل التجربة الثانية للمخرج تامر إسحاق في إخراج أعمال بوليسية تنتمي للبيئة الشامية من بعد مسلسل «وردة شامية» الذي عرض في رمضان 2017 ولاقى نجاحاً كبيراً.

أب قاسٍ

يتصدر الفنان أيمن زيدان البطولة في هذا العمل بشخصية «أبو نذير» الأب القاسي والمتجبر الذي يسعى للتحكم بحياة أفراد عائلته دون أي اعتبار لما يسببه من آلام نفسية لهم، فينصاعون لأوامره خشية بطشه وغضبه.

ويظهر أيمن زيدان برفقة شقيقيه الراحل شادي زيدان والفنان وائل زيدان بصورة جديدة ومختلفة، فيكون والدهما الذي يسعيان جاهدين لكسب محبته ونيل رضاه.

و«أبو نذير» من كبار شخصيات الحي الذي يمسك بزمام الأمور ويأخذ برأيه الجميع نظراً لمكانته وقوة شخصيته التي ما زال يكتنفها بعض الغموض المرتبط بماضيه الذي يعود لملاحقته.

برع أيمن زيدان بتجسيد هذه الشخصية المعقدة التي تخفي أكثر مما تظهر فأداها بشكل صادق ومقنع حتى باتت من الشخصيات المستفزة للمتابعين الذين تفاعلوا معها وكأنها حقيقة.

الأمومة قلب

وتبدع الفنانة شكران مرتجى بتجسيد الأمومة من خلال شخصية «خولة» التي تماهت معها إلى حد كبير، فنجحت باستخدام مقدراتها التمثيلية العالية لتؤدي هذا الدور بجرعة عالية من المشاعر والأحاسيس المرهفة، فلامست بدموعها السخية قلوب كل المشاهدين الذين أثنوا على أدائها.

وردت شكران عبر حسابها الشخصي على فيسبوك على أسئلة المتابعين عن كيفية مقدرتها أن تكون أماً حقيقية في هذا الدور وهي لم تعشها في حياتها، قائلة: «من أكثر الجمل التي استوقفتني حين قرأتها وسمعتها من كثيرين تعليقاً على الكثير من أدواري وآخرها خولة هي: كيف لشكران والتي لم تعرف معنى الأمومة ولم تمارسها في حياتها أن تكون أماً هكذا في مسلسل «زقاق الجن»؟

قاسية هذه العبارة ولكنها جميلة، الأمومة لا علاقة لها بالإنجاب سادتي ولا بالتربية، الأمومة بكل عناصرها أعتقد أنها بروحي وجيناتي وتربيتي، أعلم أن ما قيل كان محبة وتعبيراً عن الإعجاب وهو سؤال مشروع حقيقة.

شكراً لوصول أمومتي إليكم عبر دور ولكن من يعرفني عن قرب يعرف أن سري هو الحب، الأمومة قلب وليست رحم».

و«خولة» هي الأم الحنون التي تخاف على أفراد عائلتها وتسعى جاهدة لحمايتهم وإرضائهم ليكونوا سعداء في حياتهم فتقع دائماً في مواجهات حادة مع عمها «أبو نذير» الذي يكون سبباً في الكثير من المشاكل والعقد التي يعاني منها أولادها.

شخصية جديدة

ولاقت الفنانة صفاء سلطان جملة من الأصداء الإيجابية لأدائها اللافت في شخصية «ثريا»، وهي الخادمة في منزل «أبو نذير» التي تملك حقداً دفيناً لهذه العائلة فتسعى للانتقام منهم بخطط شيطانية مستغلة أنوثتها الطاغية وسحر عينيها لتوقع رجال العائلة في شراكها.

فأظهرت إبداعاً واضحاً في تجسيدها لهذه الشخصية الغامضة والمستفزة، متكئة على ذكائها الفني لاختيار شخصيات متوعة وجديدة، حيث برعت بتقمص دور المرأة اللعوب التي تحيك المكائد لتصل إلى غايتها غير مكترثة بالأذى الذي قد تسببه للآخرين، فالغاية عندها تبرر الوسيلة.

وقد علقت صفاء سلطان في وقت سابق على هذه الشخصية في منشور لها عبر حساباتها الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: «ثريا.. روحاً، يستر الستار منها شخصية جديدة عليي حبيتها واشتغلتها بمتعة مع ألمع نجوم سورية بكل محبة وصدق وتحت إدارة مخرج صديق ودقيق والعمل معه رحلة جميلة.. وإنتاج ولا أرقى من هيك.. يارب كون عند حسن ظنكم وتستمتعوا بمسلسل زقاق الجن.. شكراً لكل حدا ساهم بنجاح هالعمل ويارب لا يضيعلنا تعب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن