رياضة

عودة الهيبة

| بسام جميدة

جل الذين يتعاطون مع كرة القدم السورية يتمنون أن تعود الهيبة لكرة القدم السورية سواء عبر الأندية أو المنتخبات الوطنية، ويكون لها حضور فعال على الأقل في المحيط العربي.

أول من أمس فرحنا مع كل الذين فرحوا لفوز فريق تشرين على المريخ السوداني في بطولة الأندية العربية، وهناك من بادر كما في كل مرة للاحتفال بالفوز على أنه «الفتح المبين».

لا نتحدث هنا من أجل التقليل من هذا الفوز أبداً، بالعكس نشد على أيادي الجميع ونبارك لهم كونهم تغلبوا على الظروف القاسية التي تمر بها البلاد وكل أنديتنا السورية، ولكن الحديث يمس الذين يقولون إن مثل هذا الفوز العابر لأي ناد سوري أو منتخب وطني هو عودة الهيبة للكرة السورية، ويبرزونه بطريقة غير واقعية، وفي اليوم التالي وعند العودة للواقع وفي أول مطب تبدأ حفلات اللوم والتقصير وإظهار العيوب والنقائص.

عودة الهيبة للكرة السورية بمجملها لا يمكن أن تأتي من فورات عابرة وحماسة تحكمها ظروف معينة، بل من عمل محكم له أصوله المنظمة والاحترافية التي تؤمن لها الظهور بمستوى فني مقنع على الأقل.

أغلبية مشاركاتنا الخارجية لم تكن يوماً بالقدر المطلوب اللهم إلا من استثناءات قليلة حكمتها أيضاً ظروف أوصلتنا ذات يوم لنهائي الكأس الآسيوية واللقب، أو لنهائي دوري الأبطال الآسيوي، وغيرها من الفورات العابرة على صعيد المنتخبات وجلها لم يكن خلفها سوى عمل آني كان وراءه بعض رجال الأعمال أو كما أسلفت حماسة لم تمتد طويلا.

هذا الكلام ليس تقليلا من جهد أحد، ولكن لابد لنا إن كنا نريد لكرتنا أن تصحو وتستمر وتنجح، أن نتصارح ونتحدث بعقلانية ومنطق.

ولابد من إيجاد الأسس الثابتة للنجاح عبر توفير المتطلبات الكثيرة التي لانزال نفتقد أبسطها في المجال الرياضي بسبب غياب الذهنية التي تخطط للنجاح.

العمل الارتجالي والحماسي أبداً لن يعيد الهيبة لرياضتنا بالعموم ولكرتنا بشكل خاص، واعتمادنا على الهبات الساخنة حيناً والباردة أحياناً لن يوصلنا للطريق الصحيح الذي نريده، والعبرة بالخواتيم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن