شؤون محلية

«الڤيب والآيكوس» ينتزعان عشرة بالمئة من حصة سوق التبغ … هل هذه الأجهزة أقل تكلفة وضرراً؟ طبيب: كل أنواع التدخين سامة وآثار الأجهزة الجديدة تحتاج لإجراء أبحاث موسّعة

| إيمى غسان

ظهرت في السوق أصناف جديدة من الدخان تختلف عن التقليدي المعتمد على حرق التبغ عن طريق السجائر أو (الأركيلة)، هذه الأصناف تعتمد على تبخر سائل معين مصنع بغالبيته من الغليسرين «ڤيب»، وبعضها يعتمد على تسخين التبغ بدل حرقه «آيكوس»، ويدّعي صانعوه ومروجوه أنه أقل ضرراً من التدخين التقليدي، وبدأت أجهزة التدخين هذه تغزو الأسواق السورية منذ فترة قصيرة نسبياً، وأصبحنا نراها في كل مكان وهي بالمجمل تأتي عن طريق التهريب.

وبرغم أن هذه البدائل قد تعد من الرفاهيات، إلا أنها وجدت طريقها إلى جيب المواطن السوري، حيث تبين عند قيام «الوطن» بجولة على أحد أسواق أطراف العاصمة الذي تباع فيه حاجيات التدخين التقليدي وغير التقليدي، أن الحصة الأكبر من المبيع لا تزال للدخان التقليدي، (سجائر– أركيلة)، إلا أن (الڤيب) وسوائله و(الآيكوس) ولفافاته أخذت ما نسبته نحو عشرة بالمئة من السوق، وتزداد تدريجياً –حسب أحد باعتها- بمتوسط مبيع جهاز إلى جهازين (فيب وآيكوس) يومياً، ويضيف: ربما يعتقد أحد أن هذا الرقم قليل، لكنه ليس كذلك لأن المستهلك يشتري الجهاز مرة واحدة، على حين أن مبيعات السائل كبيرة ويحتاجها المدخن بشكل أسبوعي تقريباً. وتتراوح أسعار (الفيب) من٢٠٠ ألف إلى أكثر من مليون ونصف المليون ليرة، على حين يبلغ سعر علبة السائل مئة إلى مئتي ألف ليرة، ويحتاج المدخن بشكل وسطي إلى أربع عبوات شهرياً، أي بمتوسط 300 ألف ليرة، ومنها ما هو للاستخدام مرة واحدة ولا يمكن إعادة تعبئته وتتفاوت حسب عدد (السحبات) وتتراوح أسعارها بين ٧٥ و١٥٠ ألف ليرة، أما أجهزة تسخين التبغ عوضاً عن حرقه، «آيكوس» فتتراوح أسعارها بين ٣٠٠ ألف إلى ٨٠٠ ألف ليرة، وسعر علبة السجائر المخصصة لها بين١٠ و١٥ ألف ليرة وتضم ٢٠ سيجارة.

وبعد معرفة الأسعار يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي؛ هل إقبال الناس على هذه الأصناف هو فقط نوع من الرفاهية أم هي فعلاً أقل ضرراً وخطورة على صحة المدخن؟ لمعرفة الإجابة «الوطن» تواصلت مع الدكتور «جورج عسافين» الاختصاصي بالأمراض الصدرية والرئة الذي أكد أن التدخين بكل أشكاله مضر بالصحة وهو الأمر الذي تبينه الشركات المصنعة لها بشكل واضح على علب التبغ وعبوات السائل وجميع أجهزة التدخين الحديثة، وأضاف: إن على الجميع عدم الانجرار خلف هذه التقليعة التي تبدو للوهلة الأولى أنها غير ضارة بسبب رائحتها الذكية وطعماتها التي تأتي بأنواع الفاكهة المتنوعة.

وقال الدكتور عسافين: إن تسخين التبغ بديلاً عن حرقة وتبخير السوائل قد يكون أقل ضرراً من التدخين التقليدي بسبب انتفاء عامل القطران وتخفيف أول أكسيد الكربون الناتج عن حرق الورق، ولكن يبقى أي نوع من التدخين هو تعريض الجسم لغازات سامة ومسرطنة لن نعرف آثارها المؤكدة سوى بعد استخدامها لفترة طويلة وإجراء الأبحاث الموسّعة عنها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن