سورية

تجاوباً مع مبادرة الرئيس سعيِّد.. سورية قررت إعادة فتح سفارتها في تونس … المقداد في جدة تلبية لدعوة ابن فرحان لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية

| وكالات

قبيل انعقاد الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي بمشاركة مصر والعراق والأردن، وصل وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد والوفد المرافق، أمس، إلى مدينة جدة السعودية في زيارة عمل بناء على دعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، وذلك لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، في وقت أعلنت فيه سورية إعادة فتح سفارتها بتونس وتعيين سفير على رأسها.

وذكرت وكالة «سانا» أنه لدى وصول المقداد إلى مطار جدة كان في استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية السعودية.

ويرافق المقداد في زيارته معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، ومدير إدارة الدعم التنفيذي جمال نجيب ويزن الحكيم من مكتب الوزير.

بدورها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الخريجي رحب بالمقداد الذي يزور السعودية «في إطار دعوة من ابن فرحان، لعقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سورية».

وتأتي زيارة المقداد بعد يوم من دعوة مجلس التعاون الخليجي لاجتماع يبحث إمكانية عودة سورية للجامعة العربية، حسب مصادر إعلامية خليجية.

وأوضحت المصادر أنه من المقرر أن ينعقد الاجتماع في جدة بالسعودية، يوم غدٍ الجمعة، بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة «الجريدة» الكويتية عن مصادر دبلوماسية وصفتها بــــ«رفيعة المستوى»، أن الكويت ستكون مع القرار الذي ستتخذه جامعة الدول العربية فيما يتعلّق بعودة سورية إلى مقعدها في الجامعة.

وفي الثامن من آذار الماضي، قال ابن فرحان للصحفيين في لندن: إن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن «عزل سورية لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري خصوصاً لمعالجة الوضع الإنساني هناك».

وأضاف ابن فرحان: إن «الحوار ضروري وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية وما إلى ذلك، لكن في الوقت الحالي أعتقد أن من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر».

وفي شباط الماضي، أكد ابن فرحان خلال مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا أن إجماعاً بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سورية، وأن الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما، وقال: «سترون أن إجماعاً يتزايد، ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجي بل في العالم العربي، على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار.

وقرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية الذي اتخذ في اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة في الثاني عشر من تشرين الثاني 2011، لم يصدر بالإجماع وإنما صَوَّتَتْ عليه 18 دولة ورفضه لبنان واليمن والجزائر وامتنع العراق عن التصويت.

في سياق متصل ذكرت «واس» أن ابن فرحان تلقى اتصالاً هاتفيًا، من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير يدرسون، جرى خلاله بحث سبل إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية والجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي في هذا الشأن.

وأكد ابن فرحان خلال الاتصال حرص المملكة على بذل كل الجهود للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقق الخير والنماء لشعبها الشقيق، حسب «واس».

على خطٍّ موازٍ، أعلنت سورية وتونس في بيان مشترك أمس أنه تجاوباً مع مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيد بتعيين سفير لبلاده في دمشق قررت سورية إعادة فتح سفارتها بتونس وتعيين سفير على رأسها.

وجاء في البيان حسب «سانا»: «تجاوباً مع مبادرة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد بتعيين سفير لدى الجمهورية العربية السورية، أعلنت الحكومة السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القليلة القادمة».

وأضاف البيان: حرصاً من الجانبين على إعادة العلاقات السورية- التونسية إلى مسارها الطبيعي، يتواصل التشاور والتنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين تكريساً لروابط الأخوة العريقة التي تجمع سورية بتونس، وإعلاءً لقيم التضامن والتآزر بينهما، ولما فيه خير ومصلحة شعبيهما الشقيقين.

وفي وقت سابق، علمت «الوطن» من مصادر دبلوماسية عربية أن المقداد سيبدأ الأسبوع القادم جولة عربية تقوده إلى الجزائر وتونس، حيث من المرجح خلال زيارته الإعلان عن إعادة فتح السفارة السورية في العاصمة التونسية والتي سيكون التمثيل فيها على مستوى سفير.

وسبق أن كلفت وزارة الخارجية التونسية محمد المهذبي بمهمة سفير لبلاده في سورية، وأرسلت أوراق اعتماده إلى دمشق، حيث من المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن تعيينه خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفي الثالث من الشهر الجاري، وجه الرئيس التونسي قيس سعيد، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار بالشروع في إجراءات تعيين سفير لبلاده في سورية.

ونقلت الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية عن الرئيس سعيد حينها تأكيده خلال استقباله عمار ضرورة التمسك بمبادئ السياسة الخارجية للدبلوماسية التونسية، ومن أهمها عدم الانخراط في أي محور واستقلال القرار الوطني، مشدداً على أن مواقف تونس في الخارج تنبع من إرادة شعبها في الداخل.

وقالت الرئاسة التونسية أن «رئيس الجمهورية أصدر تعليماته بالشروع في إجراءات تعيين سفير تونس بدمشق».

الرئيس التونسي كان اعتبر أنه لا مبرر لعدم تبادل تعيين السفراء بين تونس وسورية، وقال: «هناك مسألة لا بد من اتخاذ قرار بشأنها، وتتعلق بالتمثيل الدبلوماسي مع سورية، ليس هناك ما يبرر عدم وجود سفير لتونس في الجمهورية العربية السورية وسفير سوري في تونس، ومسألة النظام في سورية تهم السوريين وحدهم، ونحن نتعامل مع الدولة السورية أما اختيارات الشعب السوري لا دخل لنا فيها إطلاقاً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن