عربي ودولي

البرهان: سيتم إدخال الجيش للخرطوم.. دقلو: استسلام المجرم وكباشي هو الحل … تبادل للاتهامات واشتباكات عنيفة في الخرطوم تؤشر على انهيار العملية السياسية

| وكالات

في تطور لافت يؤشر على انهيار للعملية السياسية في السودان، شهدت العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى منذ صباح أمس الباكر اشتباكات بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، أسفرت عن وقوع ضحايا بين العسكريين والمدنيين.
واندلعت اشتباكات عسكرية عنيفة، السبت، بين الجيش السوداني الذي يقوده رئيس مجلس السيادة بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، في مناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم، واستخدمت في المواجهات الأسلحة الثقيلة والصواريخ وطائرات حربية وسمع دوي إطلاق نار كثيف وسط العاصمة الخرطوم، فيما ذكرت وسائل إعلام سودانية أن قوات الجيش هاجمت مقراً «للدعم السريع» في الخرطوم بالأسلحة الثقيلة.
وفي تصريحات له أعلن البرهان، إن «قوات الدعم السريع هي من هاجمت مقراتنا»، وأكد أنه في حال استمرار الحرب سيتم إدخال قوات الجيش للخرطوم من مناطق مختلفة، مشيراً إلى أنه «تفاجأ (أمس) بمهاجمة قوات الدعم السريع لمنزله في التاسعة صباحا».
وقال البرهان إن الجيش السوداني ما زال يحتكم إلى صوت العقل، وطالب بإعادة قوات الدعم السريع التي دخلت الخرطوم إلى أماكنها.
بدوره قال دقلو: «لن يتوقف القتال إلا بعد استلام جميع المقار العسكرية، والأحداث الجارية ستؤدي إلى حل سلمي وستنتهي بأقل الخسائر»، موضحاً أن الاشتباكات اندلعت «بعدما فوجئنا بقوات كبيرة (أمس) تحاصر قواتنا في أرض المعسكرات وإغلاق الشوارع والجسور».
وفي وقت لاحق اعتبر دقلو أن استسلام البرهان والفريق أول شمس الدين كباشي هو الحل في السودان، وقال: «المفتش العام للجيش انضم للدعم السريع، والبرهان محاصر في بيدروم، ونحن نحاصره داخل القيادة العامة»، وتابع: «الذين يقاتلون فينا الآن هم المجاهدون جماعة على كرتي، وأتحدث إليكم الآن من أمام أبواب القيادة العامة، واستسلام البرهان المجرم وكباشي هو الحل، وسنلقي القبض عليه خلال الساعات القادمة»، مشيراً إلى أنه «استلمنا فوق الـ200 دبابة الآن، أما السيارات فلا حصر لها».
وردت هيئة الأركان العامة للجيش السوداني ببيان أعلنت فيه أن قيادة الجيش ترفض أي مفاوضات أو اتفاقات مع قوات الدعم السريع، حتى تتوقف «الفوضى والخروج عن القانون» الذي تقوم به الأخيرة.
وفي وقت سابق أمس، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى بعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.
وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: «هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان»: مضيفاً: «الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد».
وقال الجيش السوداني: إن «قوات الدعم» حاولت مهاجمة قواتنا بالمدينة الرياضية ومواقع أخرى في الخرطوم ونحن نتصدى لها.
من جهتها، قالت «قوات الدعم السريع»: إنها تمكنت من السيطرة بالكامل على القصر الجمهوري وبيت الضيافة ومطارات الخرطوم ومروي والأبيض.
وأصدرت قيادة قوات الدعم السريع، بياناً قالت فيه: إنها تفاجأت صباح أمس السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقرها في أرض المعسكرات «سوبا» في الخرطوم، مضيفة إن قوات الجيش حاصرت المقر، تبعه هجوم بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأشارت إلى أنها أجرت (قيادة الدعم السريع) اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة وأطلعتهم على الأمر، في حين نفى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على القصر الجمهوري في الخرطوم.
ووفق موقع «روسيا ليوم» قال المتحدث: ما زالت المعارك جارية في المناطق الإستراتيجية بالعاصمة، و«الدعم السريع» لم تستولِ على أي موقع، مضيفاً: قواتنا تتصدى للدعم السريع وتمارس واجبها، والاشتباكات مازالت في مروي.
وأكد على أن قوات الدعم لم تستولِ على أي من المواقع المحيطة بالقيادة العامة والقصر الجمهوري والمطار، مشدداً على أن عناصر الجيش تتصدى لهم وتمارس واجبها، وأشار إلى أن البلاد في حالة حرب حالياً، وفي الحرب تحصل العديد من المتغيرات، لكن الجيش مازال مسيطراً على المواقع التي أعلن الدعم السيطرة عليها.
على إثر ذلك، توقفت حركة الطيران وسط انتشار عسكري داخل مطار الخرطوم، وتم إغلاق جميع جسور العاصمة، فيما قامت قوات الدعم السريع بإغلاق محيط الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان.
من جهتهم، ناشد «أطباء السودان» كل الأطباء بالتوجه إلى أقرب مستشفى من مكان سكنهم للمساعدة في علاج المصابين خاصة جنوب الخرطوم ومدينة بحري.
وحسب الأنباء الواردة عبر وسائل الإعلام تشهد العاصمة السودانية انتشاراً واسعاً جداً لقوات الأمن السودانية، إضافة إلى تحريك عدد من الدبابات والمدرعات، فيما أغلقت آليات الجيش السوداني الجسور والأنفاق في الخرطوم إضافة إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون القومي بأم درمان.
وتتخبط البلاد حالياً في انسداد سياسي بسبب الخلاف بين قائد الجيش البرهان ونائب قائد قوات الدعم السريع دقلو، وقد تحول أمس بشكل مفاجئ إلى نزاع مسلح.
وفي وقت سابق، أعلنت قوى إعلان «الحرية والتغيير» في السودان إرجاء توقيع الاتفاق السياسي النهائي بين الأطراف السودانيين المعروف بـ«الاتفاق الإطاري» الذي كان مقرراً في 6 نيسان الجاري، حتى انتهاء المباحثات بين اللجان الفنية العسكرية من صياغة التوصيات النهائية من أعمال الإصلاحات الأمنية والعسكرية.
وتهدف العملية السياسية الجارية حالياً في السودان إلى حلّ أزمة ممتدة منذ 25 تشرين الأول 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية منها حلّ مجلسي السيادة، والوزراء الانتقاليين، وإعلان حالة الطوارئ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن