الأولى

ضحايا عسكريون ومدنيون.. وتوقف لرحلات الطيران وقلق عربي ودولي.. ودعوات للتهدئة … مواجهات الجيش السوداني و«الدعم السريع» تتصاعد ومخاوف من اندلاع حرب أهلية واسعة

| الوطن - وكالات

استيقظ السودانيون على أصوات الاشتباكات العنيفة التي هزت البلاد، جراء الاقتتال الذي نشب بين الجيش السوداني الذي يقوده رئيس مجلس السيادة بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، أسفرت حتى الآن عن وقوع عدد غير محدد من الضحايا من عسكريين ومدنيين.

الاشتباكات العسكرية العنيفة والمتواصلة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والصواريخ وطائرات حربية وسمع دوي إطلاق نار كثيف وسط العاصمة، فيما ذكرت وسائل إعلام سودانية أن قوات الجيش هاجمت مقراً «للدعم السريع» في الخرطوم بالأسلحة الثقيلة.

وأعلن الجيش السوداني في بيان أن القوات الجوية تقوم «حالياً بعمليات نوعية لحسم التصرفات غير المسؤولة لميليشيات الدعم السريع المتمردة».

واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى بعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.

وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: «هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان»: مضيفاً: «الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد».

وقال الجيش السوداني: إن «قوات الدعم» حاولت مهاجمة قواتنا بالمدينة الرياضية ومواقع أخرى في الخرطوم ونحن نتصدى لها».

من جهتها، قالت «قوات الدعم السريع»: إنها تمكنت من السيطرة بالكامل على القصر الجمهوري وبيت الضيافة ومطارات الخرطوم ومروي والأبيض.

وأصدرت قيادة «قوات الدعم السريع»، بياناً قالت فيه: إنها تفاجأت صباح أمس السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقرها في أرض المعسكرات «سوبا» في الخرطوم، مضيفة إن قوات الجيش حاصرت المقر، تبعه هجوم بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأشارت إلى أنها أجرت (قيادة الدعم السريع) اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة وأطلعتهم على الأمر، في حين نفى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني سيطرة «قوات الدعم السريع» على القصر الجمهوري في الخرطوم.

وقال المتحدث باسمها: ما زالت المعارك جارية في المناطق الإستراتيجية بالعاصمة، و«الدعم السريع» لم تستولِ على أي موقع، مضيفاً: قواتنا تتصدى لـ«الدعم السريع» وتمارس واجبها، والاشتباكات مازالت في مروي.

وأكد على أن قوات الدعم لم تستولِ على أي من المواقع المحيطة بالقيادة العامة والقصر الجمهوري والمطار، مشدداً على أن عناصر الجيش تتصدى لهم وتمارس واجبها، وأشار إلى أن البلاد في حالة حرب حالياً، وفي الحرب تحصل العديد من المتغيرات، لكن الجيش مازال مسيطراً على المواقع التي أعلن الدعم السيطرة عليها.

على إثر ذلك، توقفت حركة الطيران وسط انتشار عسكري داخل مطار الخرطوم، وتم إغلاق جميع جسور العاصمة، فيما قامت قوات «الدعم السريع» بإغلاق محيط الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان.

وفي وقت لاحق مساء أمس قال قائد قوات الدعم السريع في تصريحات لقناة «سكاي نيوز»: إن «الجيش السوداني هو من بدأ بالهجوم»، محملاً البرهان مسؤولية ما يجري مؤكداً في الوقت ذاته المضي في القتال.

وحسب دقلو فإن الجيش السوداني يسيطر على 3 أو 4 مواقع فقط، في حين تسيطر «قوات الدعم السريع» على 90 بالمئة من المعسكرات والقواعد والطيران، مبيناً أن المفتش العام للجيش السوداني وبعض القيادات الأخرى انضموا لقواته كما تمت السيطرة على مطار مدينة الجنينة غرب دارفور.

الجيش السوداني رد على دقلو مباشرة ورفض إمكانية إجراء مفاوضات أو حوار مع قوات الدعم السريع، قبل تفتيت وحل هذه القوات، ودعا المنتسبين الذين يعملون في «الدعم السريع» إلى العودة إلى مواقعهم بصفوف الجيش، وقالت القوات المسلحة السودانية: «لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيات حميدتي المتمردة».

وحسب الأنباء الواردة عبر وسائل الإعلام تشهد العاصمة السودانية انتشاراً واسعاً جداً لقوات الأمن السودانية، إضافة إلى تحريك عدد من الدبابات والمدرعات، فيما أغلقت آليات الجيش السوداني الجسور والأنفاق في الخرطوم إضافة إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون القومي بأم درمان.

وأعلنت الخطوط الجوية السعودية عن توقيف رحلاتها إلى الخرطوم إثر تعرض إحدى طائراتها لإطلاق نار في مطار العاصمة السودانية، كذلك أعلنت الخطوط الجوية المصرية إيقاف رحلاتها.

ما يجري في السودان استدعى قلقاً عربياً ودولياً واسعاً، حيث دعا وزراء خارجية السعودية والإمارات وأميركا في اتصال هاتفي لوقف فوري للتصعيد العسكري، كما دعت جامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة إلى حقن الدماء في السودان، وعبرت الجزائر والإمارات وروسيا وبريطانيا والأردن ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى وقف إطلاق النار فوراً وتجنب المزيد من التصعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن