رياضة

الدوري الكروي الممتاز بعد أسبوعه الثالث إياباً.. جبلة على الانتظار … تعادلان أفرحا الفتوة وأهلي حلب وأشعلا الصدارة .. تنافس مرير في المؤخرة وتشرين أكبر الخاسرين

| ناصر النجار

عاد الدوري الكروي الممتاز لسخونته المعتادة بعد نتائج مباريات الأسبوع الثالث من إياب الدوري الكروي الممتاز.

وأسوأ النتائج حققها تشرين الذي كان يمني نفسه بدخول دائرة الكبار من خلال حرق المسافات لكنه اصطدم بمنافس عنيد أثبت أنه زعيم الكرة السورية.

ورغم أن التعادل لم يكن مرضياً بالنسبة للجيش الذي قدم مباراة جيدة وأتيحت له فرص مباشرة عديدة إلا أنه كان أهون من الخسارة وبالتالي فإن التعادل كان مرضياً قياساً على مستوى الأداء والفرص المتاحة للفريقين.

ولعل عذر البحارة أنهم خاضوا مباراة وهم متعبون بعد مباراتين مع المريخ السوداني خلال الأسبوع الماضي على عكس الجيش الذي كان مرتاحاً منذ الأسبوع الأول ولم يلعب الأسبوع الماضي لأن القرعة أوقعته مع الجزيرة الغائب عن الدوري.

لا يمكننا الحسم أن تشرين انتهى عملياً من دخول المنافسة وتبخرت أحلامه، لكننا نقول إن آماله ضعفت عن ذي قبل وهو يبتعد على المتصدر الوثبة تسع نقاط مع عدم تجاهل أن لتشرين مباراة مؤجلة مع حطين، ولكي يجدد تشرين آماله فعليه الفوز بكل مبارياته القادمة، ويمكن أن يلعب على تناقض النتائج ما دامت فرق المقدمة ما زالت تتعرض للهزات عبر التعادل أو الخسارة.

مباريات الجمعة ابتسمت للفتوة وأهلي حلب بعد تعادل الوثبة المتصدر مع حطين وتعادل الجيش مع تشرين «يوم السبت» فارتقيا درجتين نحو الأمام متجاوزين الجيش الذي تعادل وجبلة الذي لم يلعب، مع الإشارة إلى أن لعبة الكراسي الموسيقية ستستمر أسبوعاً بعد آخر، ولن تنتهي بالقريب العاجل.

الملاحظات على مباريات الجمعة كانت ثلاثاً، أولاها الفشل الذي لازم مهاجمو الوثبة رغم سيطرتهم على المباراة، وفي عالم كرة القدم لا تعني السيطرة شيئاً إن لم تنته بأهداف، وهذا يرسم إشارات استفهام على عجز الوثبة في هذه المباراة التي لا تعتبر تنافسية من الدرجة العالية، وثانيتهما إذا علمنا أن حطين خسر على أرضه ذهاباً أمام الوثبة بهدفين، فهذا يدل على أن الحوت انتفض عن الذهاب وتحسنت أموره الفنية، وكما تحدث المراقبون سابقاً عن خسارة لا يستحقها حطين أمام جبلة، فإن تعادله مع الوثبة يؤكد علو شأن حطين وتطوره، وهذا الأمر يجب أن يكون بمعلوم الفرق التي ستقابله مستقبلاً والفتوة أولها يوم الأربعاء باللاذقية، وكذلك يجب أن يكون معلوماً لدى الفرق التي يعيش معها أزمة الهبوط.

الملاحظة الثانية كانت بمباراة الفتوة مع الكرامة، فالفتوة حقق فوزاً صريحاً لا غبار عليه 3/1، وهو الفوز الثاني على التوالي بعد الفوز على أهلي حلب 1/صفر، وهو ما أثلج صدور أبناء الآزوري الذي تقدم فريقهم خطوتين للأمام، البعض من أنصار الفريق سعد بالنتيجة ولم يرضَ بالأداء، وذهبوا إلى أن فوز الفتوة جاء على حساب تواضع ضيفه، وقد لا يكون هذا مهماً في هذا التوقيت بالذات، فما ألمح إليه القائمون على الفريق أن نقاط المباراة أهم من أي شيء آخر!

على الطرف الآخر فإن ما يقدمه الكرامة في الإياب هو الأسوأ، فلم يحقق في المباريات الثلاث أي نقطة وبدأ في موقع أقرب للتهديد من ذي قبل، وعلى ذلك فإن مدرب الفريق طارق الجبان يبدو أنه غير محظوظ وفي موقف محرج بعد هذه النتائج، وعموماً تناهى إلى سمعنا إلى أن هناك أموراً غير سارة في الفريق لم يفصح عنها أحد، وأعتقد أن الأمور إن بقيت على هذه الحالة فإن استقالة الجبان لن تطول، وكما هو معلوم فإن إقالة المدرب أسهل الطرق لتفادي منزلق المباريات القادمة.

الملاحظة الثالثة من مباراة أهلي حلب مع الوحدة، مباراة كانت متكافئة عرف وليد الشريف كيف يديرها، وبالطبع فإن أجواء الحساسية لم تغب عنها وإن كانت هذه المرة مقبولة وربما سبب ذلك غياب الجمهور، أهلي حلب حقق ما أراد في الدقيقة 96 من ركلة جزاء، وهذه هي المرة الثانية التي يفوز بها أهلي حلب على ضيفه بصعوبة وبهدف وحيد، ما يدل على أن أهلي حلب يعاني، وخصوصاً أن الفريقين اللذين لعب معهما غير مدرجين عملياً على قائمة الفرق المنافسة لأنهما من فرق المؤخرة، وعندما واجه أهلي حلب الفتوة خارج أرضه خسر، فهل هذا يدل على سلامة النهج الذي يسير عليه الفريق؟

حسين عفش يتلقى البطاقة الصفراء للمرة الثانية بمباراتين متتاليتين اعتراضاً على التحكيم، وهذا أمر مرفوض لأنه بمنزلة القدوة في الفريق، واعتراضه هذا سيشجع لاعبيه على فعل مماثل، وليخشَ العفش من استيعاب الحكام لاعتراضاته لأن القادم قد يحمل أكثر من عقوبة الإنذار.

فريق الوحدة للمرة الثانية يخسر بصعوبة بهدف دون مقابل أي إنه ما زال بلا رصيد في الإياب، لكن خسارتيه كانتا أمام فريقي الصدارة والوصافة وقد يكون الأمر مشروعاً، لذلك فإن الامتحان الأكبر للبرتقالي عندما يلعب مع فرق النصف الثاني وهنا سنحكم على مستواه في الإياب وإن كانت التغييرات التي أجراها على الفريق مجدية.

النقاط الضائعة

من المبكر اعتبار أن تعادل الوثبة أو خسارة أهلي حلب أو الفتوة لأي مباراة يعني أنهم فقدوا الأمل بالمنافسة أو تلاشت آمالهم أو في أدنى الحدود ضعفت، لا يوجد لدينا فريق منافس كامل، فالفتوة على سبيل المثال لعب ثلاث مباريات نال فيها ست نقاط، والوثبة المتصدر لعب ثلاث مباريات نال سبع نقاط من تسع.

وأهلي حلب فاز في مباراتين وخسر واحدة فنال ست نقاط من أصل تسع.

جبلة لعب مباراتين نال فيهما أربع نقاط وخسر نقطتين ومثله الجيش وتشرين.

موضوع النقاط الضائعة ستبقى ما دام الدوري باقياً، ولا يمكن أن نحدد منذ الآن من سيبقى بين فرق المقدمة ومن سيتراجع، فالمباريات القادمة ستشهد منافسات أشد تأثيراً عندما تتقابل الفرق التنافسية وجهاً لوجه.

الأسبوع القادم سنشهد مواجهتين من العيار الثقيل، الأولى بين جبلة والوثبة والثانية بين الجيش وأهلي حلب، وهاتان المباراتان سيكون لهما تأثير كبير في مواقع القمة، وهذا لا يمنع أن بقية المباريات سهلة، فمع التطور الذي نشهده على فريق حطين فإن رحلة الفتوة إلى اللاذقية لن تكون بالسهولة المتوقعة، ومباراة الكرامة مع تشرين أيضاً يمكن اعتبارها من المباريات القوية لأن فوز تشرين فيها سيعطيه المزيد من الأمل لدخول قائمة الكبار مع توقع أن تخسر بعض الفرق نقاطاً مهمة في بقية المباريات.

أزمة الهبوط

يمكن وصف التعادل الذي حققه حطين في حمص بمواجهة الوثبة بأنه تعادل جيد، لأنه جاء خارج أرضه وكان بمواجهة الوثبة متصدر الدوري، على كل الموجودون تحت أنياب الخطر لم يحققوا ما يفيد وجودهم في هذه المناطق فتعرضوا للخطر أكثر من ذي قبل وخصوصاً بعد أن ضاقت المسافات عن الأسبوع الماضي والذي قبله، ومن هذا المبدأ كان تعادل المجد مع الطليعة السلبي جيداً فالكرامة بقيت نقاطه عشراً بعد خسارته أمام الفتوة 1/3، والوحدة خسر مع أهلي حلب صفر/1 فتجمد رصيده عند النقاط التسع، أما بقية الفرق فزادت بمقدار نقطة على رصيدها، فالطليعة بلغ النقطة التاسعة، وحطين النقطة الثامنة والمجد الأخير النقطة السادسة، وهذا الجدول يبين لنا أن كل الفرق في خطر ولا أحد بمنأى عنه، وإذا نظرنا إلى مباراة الخميس بين الوحدة والمجد لوجدنا أنها مباراة قوية ومصيرية، فإن فاز الوحدة ابتعد ولو مؤقتاً عن مواقع الخطر وإن فاز المجد فسيكون قد حقق المجد من طرفيه واعتلى سلم ترتيب المتأخرين ليتساوى مع الوحدة بالنقاط وقد يسبق غيره من الفرق.

بكل الأحوال فإن المنافسة على القمة شديدة، وحسب ما سبق نجد أن المنافسة على الهروب من المؤخرة قد تكون أشد، والدوري سيكون دول بين الفرق من يكون سعيداً هذا الأسبوع قد لا يكون كذلكً في أسبوع بعده والعكس صحيح.

أرقام من الدوري

سجلت مباريات هذا الأسبوع سبعة أهداف فقط، ولأول مرة يحافظ المجد على شباكه نظيفة منذ انطلاق الدوري، وبلغ مجموع ما سجل حتى الآن 135 هدفاً.

صدارة الهدافين بقيت بحوزة مهاجمي الجيش محمد الواكد وجبلة محمود البحر لكل منهما ثمانية أهداف يليهما علاء الدين الدالي (الفتوة) ومحمد قلفاط (الوثبة) وعبد القادر عدي (جبلة)، وعلي غصن (الكرامة) ولكل منهم خمسة أهداف، وهؤلاء لم يسجلوا في هذه المرحلة مع الإشارة إلى أن علي غصن سجل أربعة أهداف في الذهاب عندما كان مع حطين.

مصطفى جنيد لاعب الفتوة الجديد سجل هدفه الثاني على التوالي هذا الموسم، وعدي جفال لاعب الفتوة سجل ثالث أهدافه ومثله نصوح نكدلي مهاجم تشرين.

وقائمة الهدافين شهدت دخول أسماء جديدة عليها وهم: عبد الهادي شلحة (الجيش)، حسن جويد (أهلي حلب)، كرم عمران (الفتوة)، مازن عمارة (الكرامة).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن