عربي ودولي

استدعت سفراء أميركا وكندا وبريطانيا.. موسكو: أي مبادرة حول أوكرانيا يجب أن تراعي مصالحنا … بعد تفقده لخطوط الجبهة على محوري خيرسون ولوغانسك.. بوتين: القوات تعمل بشكل دقيق

| وكالات

على حين تفقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مقر قوات «دنيبر» على محوري خيرسون ولوغانسك واستمع إلى تقارير قادة القوات المحمولة جواً، استدعت وزارة الخارجية سفراء كل من أميركا وكندا وبريطانيا لدى موسكو على خلفية تدخلاتهم في الشؤون الروسية، في وقت أعربت فيه الولايات المتحدة عن قلقها من استخدام كييف الأسلحة التي تقدمها لضرب الأراضي الروسية.
وذكرت موقع «روسيا اليوم» أمس أن بوتين طلب خلال اجتماعه بالعسكريين في مقر «دنيبر» إبداء رأيهم بشأن الوضع في اتجاهي خيرسون وزاباروجيا وتبادل المعلومات حول تطورات الوضع في هذه المنطقة.
وقال بوتين في مستهل الاجتماع: إن «القوات تعمل بطريقة عملية لفترة وجيزة، لكن بشكل دقيق»، مطالباً أفرادها بتقديم تقارير عن الوضع في اتجاهي خيرسون وزاباروجيا.
وأشاد بوتين بدور قائد القوات العسكرية المجوقلة (المحمولة جواً) وقوات المظليين في الجيش الروسي العقيد ميخائيل تبلينسكي، قائلاً: إنه «كان في الخطوط الأمامية لفترة طويلة، وأعد تقريراً مفصلاً للغاية عن الوضع في المنطقة».
كذلك، زار بوتين غرفة عمليات مجموعة قوات «فوستوك» في جمهورية لوغانسك الشعبية، وتلقى تقارير من الفريق الأول ألكسندر لابين وضباط كبار آخرين حول الوضع في هذا المحور.
وفي وقت سابق عقد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اجتماعاً استمع فيه إلى تقارير حول الوضع الحالي للقوات الروسية المنتشرة على الجبهات، مؤكداً أنه تمّ تحديد حجم إمدادات الذخيرة المطلوبة أكثر من غيرها، ويجري اتخاذ اللازم لزيادتها.
في الأثناء، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: إن بوتين اطلع على سير العمليات من القادة العسكريين وهنأهم بعيد الفصح.
وأضاف بيسكوف: «الرئيس الآن يزور بشكل مكثف مناطق جديدة، ومن الطبيعي أنه يجري أيضاً عمليات تفتيش للمقار، ويتلقى معلومات وتقارير لحظية وآنية حول تقدم العملية العسكرية الخاصة.. وهذا مهم للغاية للقائد الأعلى.. بهذه الطريقة يدير عمله».
وفيما يتعلق بتقييم بوتين لعمل وسير العمليات في مقر قيادة مجموعة دنيبر في محور خيرسون ومقر لوغانسك، أوضح بيسكوف أن هذا من اختصاص وزارة الدفاع، «هذا عمل روتيني للقائد الأعلى للقوات المسلحة، فيما يتعلق بتقييم حالة القوات، فهذا من اختصاص وزارة الدفاع وإعطاء التقييمات».
من جهة ثانية، صرح بيسكوف معلقاً على مبادرات السلام حول أوكرانيا من دول أخرى، بأن «أي أفكار أخرى مع مراعاة الموقف الروسي، تستحق الاهتمام وروسيا مستعدة للاستماع».
وقال في تصريحات صحفية: «أي أفكار تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا ومخاوف روسيا، بالطبع تستحق الاهتمام، وبالطبع يجب الاستماع إليها، وروسيا مستعدة للقيام بذلك. الشيء الرئيس بالنسبة لنا هو الضمانات».
وتعليقاً على مبادرة الجانب البرازيلي، أشار بيسكوف إلى أنه «من السابق لأوانه إجراء أي تقييم».
كما علق بيسكوف رداً على سؤال حول رأي الكرملين بشأن الأنباء المتداولة عن الخطة الفرنسية للتسوية السلمية للوضع في أوكرانيا، قائلاً: «كانت هناك بالفعل بعض التقارير، كما يقولون، أثناء زيارة للصين، أعرب الجانب الفرنسي عن بعض العناصر لكن حتى الآن لم يظهروا أنفسهم في أي مكان، لسنا على علم بوجود أي خطة فرنسية، وبناء على ذلك لم نتلق أي شيء من الجانب الفرنسي».
في الغضون، استدعت وزارة الخارجية الروسية أمس، سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، لدى موسكو للاحتجاج على تدخلاتهم السافرة في الشؤون الداخلية الروسية.
وقال الوزارة في بيان: إنها استدعت سفراء الدول الثلاث على خلفية «التدخل الصارخ في الشؤون الداخلية لروسيا والأنشطة التي لا تتوافق مع الوضع الدبلوماسي»، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى.
بموازاة ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من استخدام نظام كييف الأسلحة التي تقدمها لضرب الأراضي الروسية، مشيرة إلى أنها غير مهتمة بالدخول مباشرة في الأزمة، وتصعيدها إلى حرب عالمية ثالثة.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال نائب وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية كولن كول، في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: «أعربنا عن قلقنا من أن المعدات التي قدمناها يمكن أن تستخدم لضرب أهداف داخل روسيا».
وأضاف كول: «أوضح الرئيس (جو) بايدن أيضاً أنه في حين نفعل كل ما في وسعنا لدعم أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة ليست مهتمة بالانخراط بشكل مباشر في الصراع وتحويله إلى حرب عالمية ثالثة».
وفي الوقت نفسه، وحسب المتحدث باسم «البنتاغون»، فإن الرأي بأن الولايات المتحدة «تتراجع عن عدد كبير من القضايا بسبب الخوف من التصعيد هو رأي خاطئ».
وفي وقت سابق، قال جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: إن واشنطن لا تشجع كييف على توجيه ضربات خارج أوكرانيا ولا تزودها بالأموال اللازمة لمثل هذه الطلعات الجوية.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها ليوم أمس الثلاثاء حول سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تدمير عدد من المعدات العسكرية الأميركية، إضافة إلى القضاء على 460 جندياً أوكرانياً.
وأشارت الوزارة إلى أن تنفيذ ضربات جوية ومدفعية في اتجاه كوبيانسك وصد أعمال مجموعتي تخريب واستطلاع أوكرانية في جمهورية لوغانسك الشعبية ومنطقة خاركوف، وتدمير دبابة ومدرعتين قتاليتين وسيارتين ومدافع «هاوتزر» أميركي الصنع.
ولفتت إلى إحباط هجوم مضاد للعدو في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، حيث ألحقت خسائر تقدر بعشرات الجنود إضافة إلى تدمير مدرعات قتالية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن