شؤون محلية

التضخم في عيون الفقراء.. أمثلة من أسعار البسطات

| اللاذقية – عبير سمير محمود

يبدو أن التضخم لم يوفر أي شيء يخص الفقراء حتى وصل أنه وصل إلى مشترياته من البسطات التي كانت تعتبر ملاذاً لهم من لظى أسعار المحال والماركات، حيث شهدت أسعار هذه البضائع ارتفعاً وصل إلى 100 ضعف عما كانت عليه قبل الحرب الظالمة على البلاد.

«الله يرحم وقت كانت القطعة بـ10 ليرات»، يجيب صاحب أحد البسطات في حي الشيخ ضاهر عن سؤال زبونة بعد استغرابها من وصول سعر بكرة الخيوط إلى 1000 ليرة!، ليوضح لها بالقول: كل شي ارتفع أضعافاً وقفت على هي؟! (مومئاً بإصبعه إلى البكرة الخيطية الملونة).

وفي استطلاع عن أسعار المواد على «البسطات والعربات المتحركة»، يقول البائع سليم لـ«الوطن»، إن كل الأنواع من المواد التي تباع على الطريق من خيوط وإبر خياطة ومواد لاصقة، لاصق عريض، ملاقط غسيل وملاقط شعر أمشاط وفراشي للشعر ومقص أظافر، ومرايا صغيرة، مطاط، وغيرها، باتت بأسعار تصل إلى 100 ضعف ما كانت عليه قبل الحرب.

وأضاف البائع: إن تكلفة أن «تفتح بسطة» باتت حوالى مليون ليرة هذه الأيام، على حين كانت لا تكلف أكثر من 20 – 25 ألف ليرة لتملأها بضاعة مشكّلة تلبي حاجة المارة عند أطراف أي سوق في المدينة، مشيراً إلى أن ارتفاع تكليف هذه الرزقة باتت تضاهي أن تفتح 3 محال قبل الأزمة!.

وذكر بائع آخر أن سعر مشط الشعر على سبيل المثال صار اليوم بـ850 ليرة بالجملة، ليضطر لبيعه بحوالى 1000 ليرة للزبائن بعد أن كان في سابق العصر والأوان لا يتعدى 20 ليرة للقياس الكبير و10 ليرات لسعر مشط الجيب، كما أن علبة الخيوط المتعددة الملونة كانت بمجملها بسعر 100 ليرة وهي مؤلفة من 6 قطع، اليوم باتت البكرة الواحدة بـ ألف ليرة، والإبر كانت الدزينة بـ10 ليرات اليوم بـ1000 ليرة.

وعزا عدد من الباعة أن تحول مبيعات «أي قطعة بـ10 ليرات، إلى كل واحدة منها بألف ليرة على أقل تقدير»، يعود لارتفاع الأسعار من المصدر، إذ لم يبقَ أي شيء إلا وطاله الغلاء فكيف بهذه المواد التي تعتبر من أساسيات أي منزل؟!

كما أشار بائع على عربة متحركة إلى أن البسطة «بتشيل همها» بمعنى أنها تسنده ولا تحوله لعاطل عن العمل، مبيناً أن دخله اليومي من عمله على البسطة يتراوح بين 7 – 10 آلاف ليرة، معتبراً أنه يغطي المستور ولكنه غير كاف لتغطية مصاريف العائلة والحاجات اليومية لأي أسرة.

وذكر أن البسطات الخشبية تحولت اليوم بسبب تكلفتها إلى «شادر على الأرض يفترش عليه بضاعته» في الأحياء الشعبية ليصبح مصدر الرزق الوحيد له ولأمثاله من المواطنين غير القادرين على فتح محال تجارية بسبب التكاليف الباهظة والفواتير والضرائب، لافتاً إلى أنه يضطر إلى دفع «إكراميات» لجهات رقابية بين اليوم والآخر لضمان استمرار عمله الوحيد.

وتقول أم يحيى وهي تبتاع بعضاً من «دبابيس الشعر» إنها كانت تشتري كل دزينة بـ10 ليرات واليوم صارت بألف ليرة على البسطة و1500 في المحال، متسائلة عن سبب الغلاء بهذه الأضعاف وهي صناعة محلية ليست مستوردة لتكون الحجة بسعر الصرف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن