على الرغم من أن البعض قال إن الحزب الديمقراطي لا يرغب في ترشح الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن للانتخابات الرئاسية القادمة عام ٢٠٢٤، إلا أن الرئيس بايدن أعلن ترشحه رسمياً لتلك الانتخابات أمس الثلاثاء، وبما أن بايدن سيصبح المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي فما حظوظه في هزيمة المرشح الجمهوري؟ وهل حقاً سيتمكن الجمهوريون من هزيمته هذه المرة؟ أسئلة كثيرة شغلت الإعلام والشارع في أميركا مؤخراً.
يقول بعض المحللين إن بايدن هو صاحب الحظ الأوفر للفوز بالرئاسة في الانتخابات القادمة وإن الجمهوريين الذين يقولون غير هذا واهمون، ولقد اعتقد الجمهوريون خلال الانتخابات النصفية للكونغرس، والتي جرت قبل عدة أشهر، أن الظروف السياسية مواتية لهم للفوز من دون جهد يذكر، إلا أن الأحداث أثبتت عكس ذلك، فإذا تعامل الجمهوريون بالفكر المستهتر ذاته مع الانتخابات الرئاسية القادمة قد يؤدي ذلك إلى خسارتهم للانتخابات وفوز بايدن.
صحيح أن بايدن رجل عجوز لكنه ليس ميتاً، وهو ضعيف لكنه قابل للانتخابات، وصحيح أن استطلاعاً للرأي قامت به شبكة «ريل ديل بوليتكس» وجد أن بايدن تفوق على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في كونه لاعباً عالمياً أفضل من منافسه ترامب بنسبة ٨ بالمئة، بالمقابل وجد استطلاع قامت به شبكة «إن بي سي» في وقت سابق أن ٢٨ بالمئة من الناس فقط يعتقدون أن بايدن يتمتع بالصحة العقلية والجسدية اللازمة ليكون رئيساً.
لم يكن جو بايدن يوماً فرانكلين روزفلت الجديد أو ليندون جونسون كما حاول البعض تصويره، إلا أنه استطاع أن يستفيد من السيطرة الضئيلة للديمقراطيين على الكونغرس في العامين الماضيين أكثر مما كان متوقعاً.
من المعروف أن بايدن عادة يفعل ما يريده حزبه الديمقراطي، إلا أنه بعد الانتخابات النصفية للكونغرس أظهر نوعاً من الاستقلال لكنه ليس بمستوى استقلال الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
أدرك بايدن أنه من الضروري القيام ببعض الخدع للوصول إلى ما يريده، فقد نقض وعوده الانتخابية في ثلاثة مفاصل مهمة وهي الهجرة والتلوث البيئي والعنف، فعلى سبيل المثال قال إنه لن يستخدم حق الفيتو ضد إجراء الكونغرس الذي يحول دون مشروع قانون الجريمة في العاصمة ما ازعج بعض النواب الديمقراطيين، وهو يفكر في إعادة فتح مراكز احتجاز الأسر المهاجرة على الحدود ما أغضب الجماعات المؤيدة للهجرة، أما موافقته مؤخراً على مشروع «ويلو» للتنقيب عن النفط في المنحدر الشمالي لألاسكا فقد أغضب مجموعات حماية البيئة، قرارات قد يستميل بها بايدن عدداً من المحافظين الذين لا يرغبون في عودة ترامب للبيت الأبيض، لكنها أغضبت عدداً كبيراً من أعضاء حزبه.
حتى الآن لم يتضح من سيكون المرشح الجمهوري الذي سينافس بايدن في انتخابات الرئاسة ٢٠٢٤، إلا أن ترامب يبدو المرشح الأفضل حظاً للفوز بترشيح حزبه ليواجه مرة أخرى بايدن في الانتخابات الرئاسية.
ليس بمقدور أحد التكهن بنتائج الانتخابات، وهل سيتكرر سيناريو انتخابات ٢٠٢٠ وخاصة أن ترامب هذه المرة سيكون المرشح الذي اعتدى على الكونغرس وهدد الديمقراطية الأميركية ومحكوم بجناية؟ أم إن سنوات حكم بايدن كفيلة بإخراجه من البيت الأبيض؟