الأولى

القى الكلمة نيابة عنه السفير صباغ … المقداد: السياسات العدوانية للاحتلال الإسرائيلي تدفع المنطقة نحو تصعيد شامل

| الوطن

جددت سورية التأكيد على أن إسرائيل وهي القوة القائمة بالاحتلال، كانت ولاتزال السبب الوحيد وراء نشوء واستمرار محنة ومأساة الشعب الفلسطيني، فهي التي طردت الفلسطينيين من بيوتهم تحت وطأة القتل والمجازر والترهيب والتهجير القسري ومصادرة الممتلكات وهدم المنازل، وحولتهم إلى لاجئين لعقود طويلة، معتبرة أن المسؤولية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي مسؤولية دولية، سياسية وقانونية وأخلاقية، قبل أن تكون مجرد مسؤولية إنسانية أو خدماتية.

موقف سورية جاء خلال البيان الذي ألقاه نيابة عن وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ، خلال الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول بند «الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية»، حيث اعتبر أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية لا تنفصل عن ممارسات هذا الكيان في الجولان العربي السوري المحتل منذ 1967، والتي تتجلى في مواصلة إسرائيل، ومنذ أكثر من خمسة عقود، سياساتها العدوانية بحق أهله السوريين، وممارستها لأبشع الانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، من اعتقالٍ وقتلٍ وتهجير للسوريين. كما تُمعن في سياستها الاستيطانية التوسعية الممنهجة في الجولان المحتل بهدف تكريس الاحتلال، وزيادة أعداد المستوطنين، وفرض التغيير الديمغرافي، فضلاً عن سرقة موارده الطبيعية، ومصادرة الأراضي وإقامة مشاريع عليها تتسبب بآثارٍ كارثية على حياة السوريين في الجولان. ولفت البيان الذي حصلت «الوطن» على نسخة منه، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم أرض الجولان السوري المحتل كمنصة لشنّ اعتداءات متكررة على سيادة الأراضي السورية، من خلال قصفها وقيامها بعمليات اغتيال للمدنيين الأبرياء، واستهداف البنى التحتية السورية، حيث شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدى أيام متتالية في شهر آذار الماضي ونيسان الجاري، اعتداءات طالت مناطق في دمشق ومحيطها، وحمص وريفها، أدّت إلى استشهاد مدنيين أبرياء وإصابة آخرين وأضرار مادية.

واعتبر البيان أن قيام إسرائيل بشنّ هذا العدوان الإرهابي بالتزامن مع زيارات مسؤولين أمميين إلى سورية لمتابعة جهود التخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها البلاد بعد سنين الحرب والزلزال المدمر، ليس بغريب عن كيان إرهابي تزامنت نشأته المشبوهة مع جرائم اغتيال المسؤولين الأمميين ووسطاء السلام، وقال: «تحذّر الجمهورية العربية السورية إسرائيل ورعاتها مرة أخرى من مخاطر هذه السياسات العدوانية التي تدفع المنطقة نحو تصعيد شامل، ومرحلة جديدة من غياب الأمن وعدم الاستقرار، كما تطالبُ مجلس الأمن بالتخلي عن صمته، وتَحمُّلِ مسؤولياته بشكلٍ عاجلٍ لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وفي مقدمتها قراري مجلس الأمن 242 و338، والقرار رقم 497 الذي اعتبر قرار إسرائيل بضم الجولان باطلاً وملغى ولا أثر قانونياً له».

وخلال إلقائه لبيان سورية، لفت صباغ إلى التصريحات الصادرة عن وفد الاتحاد الأوروبي الذي اعتاد استغلال جلسة مجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط لإثارة مسائل تتعلق بالوضع في سورية لا صلة لها بموضوع الجلسة، معتبراً أن هذا المسعى مكشوف لحرف الانتباه عن مناقشة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في المنطقة، كما يدل أيضاً على تمسكهم بسياسات لا واقعية تجاوزتها التطورات والأحداث، في وقت تحتاج فيه سورية لتضافر كل الجهود الدولية لمساعدتها على تجاوز التداعيات السلبية الناجمة عن السياسات الخاطئة التي اتبعتها دوله على مدى أكثر من عشر سنوات، وخاصة قيامها والولايات المتحدة بفرض عقوبات أحادية لا أخلاقية ولا إنسانية على الشعب السوري ومن دون رحمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن