سورية

عقب معلومات عن عزم التنظيم السيطرة على مناطق جديدة في عفرين قبيل الانتخابات … مصادر لـ«الوطن»: الاحتلال التركي يحشد لفصل إدلب عن حلب ومنع «النصرة» من فرض خريطة سيطرة جديدة شمالاً

| حلب- خالد زنكلو

استقدم جيش الاحتلال التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة دير بلوط بريف حلب الغربي، التي تضم معبرا حيويا غير شرعي يربط إدلب بريف عفرين في حلب، في مسعى لفصل مناطق سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في الأولى عن مناطق هيمنة فصائل أنقرة في الثانية.

وتخشى إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تمدد تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، التي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته الحالية، مجدداً في منطقة عفرين التي تحتلها لفرض أمر واقع قبيل الانتخابات التركية البرلمانية والرئاسية المقررة في 14 الشهر الجاري، وذلك عقب محاولتين نجح خلالهما التنظيم في مد نفوذه إلى بلدة جنديرس في نيسان الماضي ومدينة عفرين في تشرين الأول الفائت قبل انسحابه منهما بضغط من أنقرة.

وأفادت مصادر أهلية في قرية دير بلوط، الواقعة على بعد كيلو متر واحد عن الحدود التركية شمال غرب حلب ويفصلها المعبر المسمى باسمها عن بلدة أقطمة بإدلب، لـ«الوطن» أن رتلاً عسكرياً تركياً ضخماً، مؤلفاً من دبابات ومصفحات وناقلات جند، دخل مساء أول من أمس المنطقة وانتشر فيها وعلى طول الطريق المؤدي إلى المعبر.

وأشارت المصادر إلى أن حركة المرور في المعبر التجاري قطعت نهائيا حتى لحظة كتابة الخبر، عقب تعزيز جيش الاحتلال التركي حشوده في دير بلوط، وفي خطوة مفاجئة الهدف منها منع «النصرة» من تعزيز وجوده العسكري في أرياف عفرين وصولاً إلى إعزاز شمال حلب وإلى الباب وجرابلس شمال شرق المحافظة في المنطقة التي تسميها إدارة أردوغان «درع الفرات».

مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكلته إدارة أردوغان في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق حلب، قالت لـ«الوطن»: إن لدى جيش الاحتلال التركي معلومات استخباراتية تفيد بأن «النصرة» يعتزم السيطرة على مناطق جديدة في عفرين في ظل انشغالها بإدارة الحملة الانتخابية، وذلك إثر استقدام التنظيم تعزيزات إلى محيط المعبر من أقطمة في الأيام الأخيرة.

ولفتت المصادر إلى أن النقطتين العسكريتين، اللتين أسسهما جيش الاحتلال التركي في تشرين الأول الماضي عند معبر دير بلوط وعند معبر الغزاوية قرب مدينة دارة عزة غرب حلب عقب سيطرة «النصرة» على عفرين، لم تمنعا تقدم أرتال التنظيم العسكرية من المرور إلى ريف حلب الشمالي لفرض السيطرة على جنديرس لاحقاً في نيسان، ولذلك ارتأى جيش الاحتلال التركي زيادة عديد جنوده وعتاده العسكري لإغلاق المنطقة الحيوية عسكرياً في وجه مطامع زعيم التنظيم الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني بمد نفوذه إلى مناطق جديدة في حلب واقعة تحت هيمنة فصائل أنقرة.

وبينت المصادر أن لدى إدارة أردوغان مخاوف جدية من خروج الجولاني عن بيت طاعتها وإقدامه على فرض خريطة سيطرة جديدة شمال حلب بعد تغلغله العسكري فيها وموالاة متزعمي فصائل في «الجيش الوطني» له، وذلك كي لا يصبح كبش فداء في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وجوارها على خلفية تقارب أنقرة من دمشق والحديث عن قرب تنفيذ استحقاق فتح طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بـ«M4» كبادرة حسن نية من الأولى وتنفيذاً لاتفاق «موسكو» الروسي التركي مطلع آذار 2020.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن