رياضة

متورطون فيها

| بسام جميدة

غالباً ما نحلف بأغلظ الأيمان بأننا لن نقابلها ولن نتابعها أو نركض خلفها، وسنتخلف عن مواعيدها، مهما أغرتنا بحلاوتها؛ نتوارى عنها، كلما خذلتنا، نعذلها حيناً، ونجد لها الأعذار أحياناً، نلوم من يغازلها وننسى إننا أكثر المتورطين فيها، نحملها بين أضلاعنا لعلها تخفف عنا مآسينا، تفعل كل هذا فينا، تفرحنا وتشقينا.

إنها المدورة التي تسلب الألباب، لا نكتفي منها، ولا عن حبها نتوب؛ كم أوجعت قلوب عشاقها؛ وألهبت الأكف التي تصفق لها بحرارة؛ وكم كتبنا لها وعنها قصائد وَلهْ مطرزة بالوصف الجميل؛ وكم افترشنا الطرقات، وجلسنا على المدرجات نتابعها وهي تختال بين أقدام الرجال الذين يتصارعون لأجلها.

كلما عانقت الشباك، نثمل أكثر ونرقص على أنغام السامبا والتانغو والرومبا والفلامنغو وغيرها من أنغام العالم.

نبحث عن أنفسنا، وعن ألوان فرحنا في ملاعبنا، وعن كرة تلامس طهر قلوبنا، نفتش حتى بين ذكرياتنا، ويشدنا الحنين لأيام مضت نحسبها حلماً جميلاً، ولكنها مجرد سراب لم يلامس شغاف قلوبنا..

أين كرتنا، من يسرقها من بين أيدينا…؟

نسير الهوينى إلى ملاعبنا لعلنا نجد ما يلبي طموحنا ويروي عطشنا.

نتابع مباريات الكأس ودورينا.

نحاول أن نعثر في أداء ونتائج أحد منتخباتنا ما يرضينا.

بلا جدوى نقلب الخيبات، ونفترش الذكريات، نعبر بخيالنا نحو الأشخاص، نفتح دفاترهم، نحاول أن نقرأ ما خطت أياديهم من أجل مستقبل هذه المدورة الحزينة، لا نجد سوى «خربشات» نحاول أن نفك طلاسمها لعلنا نكون مخطئين في تقديراتنا.

ونسأل هنا وهناك عمن تسبب في علل كرتنا، ومن لم يعتن فيها، ولماذا لا تبدو مثل أقرانها زاهية نفرح بها ويفوح منها رائحة الفوز؟

نكتشف أن من كان يحاول أن يكتب في دفاترها لم يكن يجيد الكتابة ولا لغة العشق، كانوا فقط يعتبرونها ملهاة يعبرون من خلالها للمكان الذي يريدون، غير مبالين بمشاعرنا ولا بالملايين الذين يعشقونها.

كرتنا ابتليت بمن يجعلها أسيرة الخيبات، والذين امتطوا صهوتها لم يكونوا فرساناً بحق، وكثرت في أجسادنا الطعنات.

بالله عليكم من لا يتقن لغة الشغف، فكيف له أن يكتب لنا مواعيد الفرح؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن