شؤون محلية

شبكات تدير الظاهرة المقلقة والمربحة … الزلزال «يشرعن» مهنة المتسولين في حلب!

| حلب- خالد زنكلو

تزايدت همة المتسولين في تحقيق مكاسب مالية جديدة غير مشروعة عقب وقوع زلزال 6 شباط الماضي، مقابل تراجع نشاط الجهات المعنية التي خرجت عن حدود الضبط بارتفاع أعداد ممتهنيها.

وبدا لافتاً استغلال المتسولين لتداعيات الزلزال وتقمص شخصيات منكوبيه الذين يحتاجون إلى إعانات ومواد إغاثية، وممن رمت بهم الكارثة إلى قارعة الطريق في الأيام والأسابيع الأولى لوقوع الكارثة التي لم تعهدها المدينة منذ أكثر من قرن.

ومع مضي 3 أشهر على الزلزال المدمر، انكفأ المتسولون إلى طلب النقود فقط كعادتهم قبلاً، لكن تزايدت أعدادهم بشكل غير مسبوق، في ظل تراخي قبضة الجهات المعنية عن كبح جماح الظاهرة المقلقة بعد أن تعاطفت مع منكبوبي الكارثة ممن سولت لهم أنفسهم طلب المساعدة من الآخرين.

ومنح الزلزال المتسولين ذرائع وحججاً جديدة لمزاولة عملهم دون خوف أو وجل أو تردد، على أنهم متضررون من الكارثة بعد أن فقدوا منازلهم أو سبل عيشهم ومصادر رزقهم، ولم يعد بإمكانهم إعالة أسرهم مع نكرانهم الإفادة من الإعانات الإغاثية أو أي مكاسب أخرى تعوض المتضررين عن جزء مما فقدوه.

وأشار أهالي لـ«الوطن» إلى أن كثيراً من المتسولين دخلوا على خط المهنة، التي تدر أرباحاً كثيرة، بعد كارثة الزلزال، على الرغم من احتفاظ المتسولين القدامى بمواقع هيمنتهم السابقة عند إشارات المرور في الشوارع الرئيسة للمدينة أو أمام باب الفعاليات الاقتصادية والمالية كالمطاعم والمقاهي والمولات وشركات الحوالات والمصارف.

وبين هؤلاء أن صغار السن والمراهقين أقحموا في معمعة التسول دون أدنى حرج مدفوعين من ذويهم أو مشغليهم الذين يعلمونهم سر «الصنعة» للحصول على أكبر قدر ممكن من المال، في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعيشها معظم سكان المدينة بتراجع الدخول وارتفاع الأسعار.

ولفت أحدهم إلى خروج المتسولين عن أصول اللباقة في طلب المال، بغض النظر عن حاجتهم إليه، مع ابتداع أساليب جديدة مقززة في استدرار العطف لإحراج المتبرع، وخصوصاً من سائقي السيارات الخصوصية، ولاسيما الفاخرة منها، والمضطرين إلى دفع «المعلوم» تهرباً من الحرج وذل السؤال أو وقاحة الطلب.

وقال آخر لـ«الوطن»: «لم يعد التبرع بمبلغ 1000 ليرة سورية لطالب المال، مع يقيني أنه متسول وليس صاحب حاجة، مرضياً، إذ يصرح هؤلاء بأن هذا المبلغ لا يكفي لشراء بسكوتة»، وأضاف: «يمكن ملاحظة أعضاء شبكات المتسولين بمجرد التصدق لأي منهم في أي سوق تجاري، فسرعان ما يلتقط البقية الإشارة ويعمدون إلى ملاحقة المتبرع وحتى مطاردته»!.

وطالب الأهالي الجهات المعنية بتشديد إجراءاتها ضد المتسولين الذين يشوهون شوارع المدينة وأعرافها الاجتماعية، بعد أن أثرى الأشخاص الذين يتزعمون ويديرون شبكاتهم ولم يعودوا يحسبون أي حساب لسلطة الدولة وهيبتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن