رياضة

الرياضة.. وإعلامها

| غسان شمه

أثارت العلاقة بين الرياضة وإعلامها المتخصص الكثير من الجدل، وأسالت الكثير من الحبر في الحديث عن طبيعة هذه العلاقة وحواملها المتعددة سواء على هذه الضفة أم تلك من طرفي العلاقة، واختلف البعض من أهل المعرفة والمتخصصين، إلى حد ما، في محتوى وشكل الدور الذي يجب أن يقوم به هذا الإعلام خلال مقاربته للحدث الرياضي في ارتقائه أو تراجعه على مستوى العمل والنتيجة.

وهذه النقطة الأخيرة على جانب كبير من الأهمية والإثارة في آن معاً، ففي الوقت الذي يرى فيه «البعض» من العاملين في الحقل الرياضي والمسؤولين، أن دور الإعلام يتمثل، في المقام الأول، في متابعة النشاط الرياضي والإضاءة عليه، فيما يميل معظم الإعلاميين، بتقديرنا، إلى أن هذا الدور ينبغي أن يكون أوسع من ذلك من موقع المشاركة في الهم والاهتمام، وهذا ما يرتب على العمل الإعلامي أن يخوض في الوقائع والمشكلات بشكل متعمق بغية وضع اليد على مواقع الخلل من أجل القيام بهذا الدور «الشراكة» حرصاً على تطوير العمل الرياضي وتجنب السلبيات التي تظهر هنا أو هناك.

المشكلة أن البعض من أصحاب القرار الرياضي لا يمتلك القناعة نفسها في مفهوم الشراكة وأهميتها، ويريد الحديث عن إيجابيات عمله فقط حتى لو كانت لعبته أو اتحاده غارقاً في المشكلات التي تعوق النشاط نفسه، مع الإشارة الواجبة إلى أنه قد يحظى بمن يذهب معه في ذلك الخط، ما ينعكس سلباً على العمل الإعلامي والرياضي في الوقت نفسه، فالحديث المبالغ فيه عن إنجازات وهمية، على سبيل المثال، هو أمر غير محمود بوجه عام لأنه قد يغطي مشكلات أخرى، ومن يقوم بكشف الغطاء يهاجم على أنه لا ينظر إلى النصف الممتلئ من الكأس حتى لا نقول أكثر من ذلك.

ربما يكون العمل الإعلامي يعاني خللاً في بعض مفاصله، لكن على المستوى النظري فإن هدفه الأساسي، برأينا، المشاركة من أجل الارتقاء بالعمل الإداري والفني في مختلف قطاعات الرياضة إضافة إلى مهمته المعتادة في الإضاءة على النشاط المتنوع في مختلف الحقول، مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع المهني والخبرات والمعرفة وانعكاس ذلك كله على المادة الصحفية، وبناء علاقة سليمة في هذا الإطار. وبكل الأحوال المسؤولية كبيرة على عاتق الإعلام الرياضي.

قد يبدو ما سبق نوعاً من التنظير والواقع فيه الكثير مما يمكن الخوض فيه، ومع ذلك لا بد من تلك الإشارة بتقديرنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن