رياضة

مباريات السوبر الكروي

| فاروق بوظو

إن مباراة السوبر تقام سنوياً في العديد من البلدان والتي بدأها الاتحاد الإنكليزي عام 1909 وقد جمعت الفائز بالدوري الممتاز مع الفائز بكأس الاتحاد والتي تجري قبل انطلاقة الموسم الكروي.

وقد أطلق عليها مباراة درع الاتحاد الإنكليزي وأصبحت عوائدها المالية تخصص لمساعدة الجمعيات والمؤسسات الخيرية منذ عام 1997، وهذا ما سعى إليه مجتمع كرة القدم، كما أصبحت المباراة منذ عام 1976 تقام على ملعب «ويمبلي» دعماً لتاريخ هذا الملعب، ولإعادته كأول الملاعب التي احتضنت نشأة كرة القدم حول العالم.

وقد انتشرت فكرة مباراة السوبر في العديد من دول العالم، وامتدت لتشمل بعض البلدان العربية، كما أحدثت منافسة مشابهة بطريقة الذهاب والإياب حيث جمعت بطل دوري أبطال أوروبا والفائز بكأس الأندية في أميركا اللاتينية، لتتوسع في عام 1999 وتصبح تحت إشراف الفيفا وتضم سبعة أندية تمثل أبطال الاتحادات القارية تحت مسمى «كأس العالم للأندية» وكسر احتكار استضافتها من اليابان فاتسعت لتشمل العديد من الدول وخصوصاً العربية منها، كما أصبحت بعض مباريات السوبر المهمة «كالإيطالي والإسباني والإفريقي وحتى المصري» محط اهتمام وشغف الدول المحايدة لاستضافتها، وتحولت مباراة السوبر إلى مسابقة كأس السوبر بعد أن ارتفع عدد الفرق في بعض الدول من اثنين إلى أربعة.

ولقد تابعت مباراة السوبر المصري بين الأهلي وبيراميدز التي أقيمت في أبو ظبي والتي شهدت حشداً جماهيرياً كبيراً، حيث أدارها طاقم تحكيمي مصري بقيادة الدولي محمود البنا وهو واحد من أفضل الحكام في مصر والقارة الإفريقية لما يمتاز به من شخصية قيادية هادئة وحازمة لا تتأثر بالضغوط ولا تستجيب للأهواء، بل تتصرف بحكمة في المواقف الصعبة إضافة إلى حسن قراءة مجريات اللعب، وبالتالي التحرك الذكي الذي يتيح له زوايا مناسبة لمتابعة المنافسات..

لقد جاءت قراراته الفنية صحيحة بالكامل وعددها «22» مخالفة خلال 131 دقيقة، وخصوصاً ركلة الجزاء المحتسبة نتيجة عرقلة أحرز منها الأهلي هدف المباراة الوحيد، كما وصل عدد الإنذارات إلى ثمانية مناصفة بين الفريقين، وكان يجب إضافة إنذارين آخرين إلى لاعب الأهلي وحارسه نتيجة ارتكابهما سلوكاً غير رياضي وهو «دفع المنافس» في أثناء توقف اللعب، وقد غاب عن الحكم ومساعده القريب نتيجة انشغالهما بفض الاشتباك بين اللاعبين، وكانت هذه الحادثة الوحيدة السلبية في المباراة، لكن بالتأكيد لا يمكن أن تحجب الكثير من الإيجابيات التي ظهرت في هذا اللقاء الناجح.

إن مباراة السوبر أو مباريات كأس السوبر هي منافسة إضافية مهمة تحقق العديد من الفوائد الفنية والإعلانية والمادية التي يمكن أن تملأ خزائن الأندية أو تسهم بقيام مجتمع كرة القدم بواجباته الإنسانية والاجتماعية والتكافلية..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن