عربي ودولي

الرياض أعلنت استمرار المحادثات بين طرفي الصراع دون إحراز تقدم كبير … تجدد الاشتباكات في الخرطوم وحصيلة وفيات المدنيين 481

| وكالات

أعلنت وزارة الخارجية السعودية أمس أن ممثلين من القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع» باشروا بـ«محادثات تمهيدية» في جدة السبت الماضي، لكن هذه المباحثات لم تحرز حتى الآن «تقدماً كبيراً» حسب ما كشفه مصدر دبلوماسي سعودي، وذلك في وقت تجددت فيه الاشتباكات بين الطرفين، في حين أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد الضحايا في صفوف المدنيين إلى 481 قتيلاً إضافة إلى 2564 مصاباً.

وفي بيان لها أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس»، أكدت الخارجية السعودية أن السعودية والولايات المتحدة الأميركية حثّتا الطرفين على الانخراط بجدية في المحادثات، من أجل تحقيق وقف فعال قصير المدى لإطلاق النار، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، واستعادة الخدمات الأساسية، إضافة إلى وضع جدول زمني لمفاوضات موسّعة للوصول إلى وقف دائم للأعمال العدائية.

وحسب البيان، فقد «أعلن الطرفان تحملهما مسؤولية رفع المعاناة عن الشعب السوداني، بما يتضمن الوصول إلى اتفاق على الإجراءات الأمنية لتيسير وصول المساعدات الإنسانية العاجلة واستعادة الخدمات الضرورية لمن هم بحاجة إليها».

وأشار البيان إلى أن الطرفين شرعا بـ«مراجعة إعلان الالتزام بحماية المدنيين وتيسير واحترام العمل الإنساني في السودان»، لافتاً إلى أنهما «بدأا أيضاً مناقشة الإجراءات الأمنية التي عليهما اتخاذها من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة واستعادة الخدمات الضرورية بما يتفق وإعلان المبادئ».

ولفت البيان إلى أن «السعودية والولايات المتحدة أعربتا عن ترحيبهما بالتزام الطرفين بتوجه بنّاء قائم على الاحترام المتبادل»، وحثّتا كلاً منهما على «احترام وقف إطلاق النار القائم حالياً، والامتناع عن القيام بأي أفعال استفزازية على الأرض للحفاظ على مناخ إيجابي للمحادثات التمهيدية الحالية».

وأعلنت الخارجية السعودية في البيان أن المحادثات عقدت السبت الماضي، وستستمر خلال الأيام التالية وفق الأهداف المذكورة أعلاه.

وأول من أمس الأحد، وصل مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى جدة بهدف لقاء ممثلي طرفي النزاع، إلا أن دوره في المفاوضات غير واضح حتى الآن.

وحينها، قالت متحدثة باسم غريفيث إنه يسعى لبحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان، في حين أفاد مسؤول ثان في الأمم المتحدة أمس أن غريفيث «طلب الانضمام للمفاوضات»، مشيراً إلى أنه لم تتم الموافقة على طلبه بعد.

وتعليقاً على المحادثات الجارية بين طرفي النزاع في السودان ذكر دبلوماسي سعودي حسب ما نقلت وكالة «فرانس برس» أن المفاوضات المنعقدة في السعودية لم تحرز «تقدماً كبيراً» ما يضعف الآمال بالتوصل لوقف سريع للاقتتال.

وأفاد الدبلوماسي السعودي بأن «المفاوضات لم تحرز تقدماً كبيراً حتى الآن». وتابع: إن «وقفاً دائماً لإطلاق النار ليس مطروحاً على الطاولة. كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة».

والسبت الماضي، أرسل قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو ممثلين عنهما إلى مدينة جدة لعقد مباحثات وصفتها واشنطن والرياض بـ«المحادثات الأولية».

في الأثناء، رحبت جنوب إفريقيا ببدء المحادثات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدينة جدة السعودية.

وقالت وزارة خارجية جنوب إفريقيا في بيان حسب وكالة «سبوتنيك»: «ترحب حكومة جنوب إفريقيا، ببدء محادثات ما قبل التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي بدأت في جدة بالمملكة العربية السعودية».

وأضاف البيان: «كما تنضم جنوب إفريقيا إلى الاتحاد الإفريقي، في الإشادة بالمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، لتسهيل واستضافة محادثات ما قبل التفاوض، وكذلك الطرفين السودانيين لانخراطهما المباشر عبر طاولة المفاوضات».

وأكدت وزارة خارجية جنوب إفريقيا، أهمية دور الاتحاد الإفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، في المفاوضات بين طرفي النزاع في السودان، لضمان التوصل إلى حلول طويلة الأمد للتحديات التي يشهدها السودان.

وجددت الوزارة دعوتها لطرفي النزاع في السودان، إلى التفاوض من أجل التوصل لاتفاق يضع حداً للصراع الجاري في البلاد، ويخفف من معاناة الشعب السوداني.

وتزامناً مع المحادثات الجارية في السعودية، تجددت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس بعد هدوء نسبي شهدته لساعات.

وحلق الطيران الحربي في سماء الخرطوم وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» بينما تصدت المضادات الأرضية له، مشيراً إلى أن طيران القوات المسلحة قصف مواقع لقوات «الدعم السريع» في شمال العاصمة.

من جهة أخرى، أعلن «جيش تحرير السودان»، بقيادة مني أركو مناوي الموقع على اتفاق سلام جوبا، مغادرة العاصمة الخرطوم نحو إقليم دارفور غرب السودان بعد دخول المعارك أسبوعها الرابع، فيما رأى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون «تنسيقاً مع الجيش لمزيد من الانتشار وتأمين بعض بؤر الصراع هناك».

على ضفة موازية، أعلنت قوات «الدعم السريع»، أن 130 فرداً من الجيش السوداني سلموا أنفسهم لقواتها داخل القيادة العامة للقوات المسلحة.

وأوضحت هذه القوات في بيان لها أنه بعد «الحصار المحكم الذي فرضته «الدعم السريع» على قيادات القوات المسلحة وقطع جميع خطوط الإمداد آخرها سلاح الإشارة قام 130 فرداً من قوات من وصفتهم بـ«الانقلابيين» الموجودين داخل القيادة العامة بقيادة رتبة لواء ورتب أخرى بتسليم أنفسهم إلى قوات الدعم السريع».

من جهة ثانية، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين من جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، إلى 481 قتيلاً و2564 إصابة.

وقالت النقابة في بيان «ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات لــ481 حالة وفاة، و2564 حالة إصابة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن