من دفتر الوطن

كيف انتصر الأسد؟

| عبد الفتاح العوض

قبل الإجابة عن هذا السؤال من المفيد أن نثبت بعض الحقائق..

إن هذا النصر لم يكن بلا ثمن ولم يكن بلا ألم..

الحقيقة الثانية أن هذا النصر ليس شخصياً للرئيس بشار الأسد بل هو نصر سورية الوطن والدولة.

الحقيقة الثالثة أن هذا النصر جاء بلا تنازلات عن أي من المبادئ التي عرفت عن سورية.

بعد هذه الحقائق الرئيسة يمكن أن نبدأ بمحاولة الإجابة عن سؤال اللحظة كيف انتصر الأسد؟ رغم أن الإجابة عن هذا السؤال تحتاج لكثير من البحث والتحليل وسيكون لزاماً على مؤسسات محلية وعالمية أن تقدم إجابات مفصلة وغنية بالوقائع.

لعل قرار العرب بعودة الجامعة العربية لسورية ليس إلا اعترافاً خجولاً بالخطأ واعترافاً ضمنياً بالنصر السوري واعترافاً أيضاً بأن الأسد كان على صواب وحق.. ونتائج «ربيعهم» ماثلة أمامهم في معظم البلاد العربية.. لكن الأكثر أهمية أن الرئيس بشار الأسد لم يقدم تنازلاً من أي نوع ولم يغير رأيه ولا موقفه من أي قضية من القضايا العربية وهي المواقف ذاتها التي اتخذها قبل الحرب على سورية وما زال متمسكاً بها إن لم نقل إنه بات أكثر إصراراً عليها.

انتصار الأسد مثبت بوقائع اللحظة بكل ما فيها وأن فلول أصوات هنا وهناك لا يغير هذه الحقيقة.. فيصبح السؤال مشروعاً.. كيف انتصر الأسد على أعداء سورية ومنهم دول كبرى وصغرى بعيدة وقريبة؟

شخصياً سأركز على صفة واحدة فقط هي كلمة السر في انتصار الأسد.. إنها الشجاعة.

الشجاعة هي التي كانت وراء انتصار الرئيس بشار الأسد وهي التي مكنته من عبور البحر المتلاطم بالمصاعب. لو لم يملك هذه الشجاعة للوقوف أمام قبائل الأعداء لما بقيت سورية على حالها.

هذه الميزة الخاصة ليست جديدة على الرئيس الأسد.. فقط علينا أن نستعيد أحداثاً تشابهت بالمضامين وإن اختلفت بالحدة والشكل.. عندما جاء كولن باول لسورية يحمل إنذارات بوش وقف الأسد شجاعاً أمامها… وبعد اغتيال الحريري واتهام سورية بالوقوف وراء الاغتيال وقف الأسد شجاعاً.. وفي حرب تموز 2006 وقف الأسد شجاعاً.. وفي حرب غزة 2009 أيضاً وقف الأسد شجاعاً.

المسألة هنا ليست صفة عارضة بل هي صفة أصيلة متأصلة في جينات قائد لا يهاب من عواقب الالتزام بالموقف والمبدأ.

لا شك أن عوامل أخرى كثيرة وراء انتصار الأسد وهي فعلاً بحاجة لنقاش عميق ولتحليل منطقي وعلمي لكن وراء كل هذه العوامل صفة الشجاعة الشخصية التي جعلته يقرر الوقوف في وجه العاصفة ولا ينحني لها.

الذين يعارضون الرئيس الأسد إن كان لدى بعضهم قدرة الاعتراف، عليهم قبل أن يعترفوا بخسارتهم وانتصاره، عليهم أن يعترفوا بشجاعته، شجاعة الأسد كلمة السر في انتصار سورية والقادم أجمل.

أقوال

• الشجاعة لا تعني عدم الخوف، بل تعني مواجهة الخوف.

• كن شجاعاً، فالحياة لا تروق للجبناء.

• الشجاعة الحقيقية موطنها العقل لا الجسد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن